أقلام مبدعة | اضافة رابط يوتيوب | نجم الأسبـــوع | اضافة خلفية للموضوع | إبداعاتِكم | قوانين مجتمع غلاك |
|
القصص والروايات والمسرح قصص, قصص قصيرة, روايات, مسرحية " يمنع المنقول" |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
![]() ![]() |
![]() [size=5][color=black]
[align=center]📖 رواية: سراب الأحلام[/align] [align=justify] [align=center]📖 فهرس رواية: سراب الأحلام[/align] [align=justify] 1. الطفولة الفقيرة – بداية الحلم بالمال والسلطة. 2. أول عمل – معاناة في الوظائف البسيطة. 3. أزمة الأب – مرض أو موت الأب وتولي المسؤولية. 4. الحب الأول – زواج أول من فتاة بسيطة. 5. الحلم بالثروة – الدخول في مغامرة مالية. 6. الخسارة الكبرى – أول سقوط بسبب الطمع. 7. الصديق الخائن – أول خيانة من قريب أو صديق. 8. العودة من الصفر – محاولة بناء نفسه من جديد. 9. الثروة الأولى – يحقق ربحًا مفاجئًا. 10. الزوجة الثانية – بداية التعقيد العاطفي. 11. الصراع العائلي – مشاكل بين الزوجتين والأهل. 12. المنافس – دخول رجل أعمال خصم له. 13. الخيانة الثانية – ضربة أشد من الأولى. 14. السقوط المدوي – انهيار المال والزواج. 15. الهروب – يقرر السفر أو الاختفاء. 16. الصحوة – يجد درسًا من موقف إنساني. 17. بداية جديدة – عمل متواضع لكن مستقر. 18. الاستقرار – زوجة صبورة وحياة أهدأ. 19. عودة الماضي – ظهور الخصم أو أحد الزوجات السابقات. 20. الخاتمة – عبرة: أن السعادة ليست في المال ولا كثرة النساء، بل في الرضا والصدق. [/align] [align=center]✦ الدروس المستفادة من رواية: سراب الأحلام ✦[/align] [align=justify] 1. الطفولة الفقيرة – الصبر والطموح رغم صعوبة الظروف. 2. أول عمل – قيمة الجد والعمل الجاد مهما كانت البداية متواضعة. 3. أزمة الأب – تحمل المسؤولية والنضوج المبكر في مواجهة الأزمات. 4. الحب الأول – تقدير البساطة والصدق في العلاقات الإنسانية. 5. الحلم بالثروة – الطموح محفز لكنه يحتاج لتخطيط وحكمة. 6. الخسارة الكبرى – الطمع يؤدي للفشل والخسارة، فلا تستعجل المكاسب. 7. الصديق الخائن – أهمية اختيار الأصدقاء بعناية والحذر من الغدر. 8. العودة من الصفر – القدرة على البناء من جديد رغم الفشل والخيبة. 9. الثروة الأولى – الصبر والمثابرة تؤديان للنجاح. 10. الزوجة الثانية – التعقيدات العاطفية تحتاج حكمة وتوازن في العلاقات. 11. الصراع العائلي – إدارة العلاقات العائلية بالصبر والتفاهم. 12. المنافس – التحديات جزء من الحياة ويجب مواجهتها بعقلانية. 13. الخيانة الثانية – عدم الثقة العمياء بالآخرين والحذر من الخداع. 14. السقوط المدوي – الفشل المالي والعاطفي يعلم التواضع ويصقل الشخصية. 15. الهروب – أحيانًا الابتعاد عن المشاكل ضروري لإعادة التوازن النفسي. 16. الصحوة – الدروس الإنسانية تغير الأولويات وتوضح معنى الحياة الحقيقي. 17. بداية جديدة – النجاح يحتاج للعمل المستمر والصبر وليس رأس المال فقط. 18. الاستقرار – اختيار شريك حياة صبور يقود للسعادة والطمأنينة. 19. عودة الماضي – مواجهة الماضي ضرورية لإغلاق الدورات العاطفية والعملية. 20. الخاتمة – السعادة الحقيقية ليست في المال أو كثرة النساء، بل في الرضا والصدق والقيم الإنسانية. [/align] ✦ المقدمة ✦ تدور أحداث هذه الرواية حول شابٍ طموح يُدعى عاصم، وُلِد في أسرة فقيرة وظلّت أحلامه تكبر معه منذ الطفولة. أحلامه كانت بسيطة في بدايتها: بيت واسع، مال وفير، وحياة مريحة بعيدًا عن قسوة الفقر. لكن سرعان ما تحوّلت إلى طموحات أكبر: الثروة الطائلة، السلطة، وتعدد الزوجات. على مدار عشرين فصلًا، نعيش مع عاصم رحلة طويلة مليئة بالأزمات والصراعات: من الفقر والحرمان في طفولته، إلى محاولاته الأولى في كسب المال، ثم السقوط في فخ الطمع، والخيانة، وانكسارات لا تنتهي. وفي المقابل، تجذبه الحياة بوعودها المزيّفة، وتضعه أمام تحديات صعبة تكشف له أن الأحلام ليست دائمًا كما يتصورها. هذه الرواية ليست مجرد حكاية رجل يطارد المال والنساء، بل هي مرآة تُظهر كيف يمكن للطموح أن يتحول إلى جشع، وكيف يمكن للأزمات أن تكون معلمًا قاسيًا، وكيف يكتشف الإنسان متأخرًا أن السعادة ليست فيما يملك، بل فيما يرضى به قلبه. رحلة ستأخذكم بين الطموح والخيبة، بين الحلم والواقع… وبين سرابٍ يركض خلفه بطلنا حتى النهاية. ✦ الفصل الأول: الطفولة الفقيرة ✦ [/align] [align=justify] ✦ الفصل الأول: الطفولة الفقيرة ✦ بداية الحلم بالمال والسلطة كان عاصم طفلًا نحيف الجسد، بملامح أنهكها الفقر قبل أوانها. يعيش مع أسرته في بيت طيني قديم على أطراف المدينة، سقفه من الخشب المتهالك، وجدرانه مائلة وكأنها تنتظر نسمة قوية لتسقط. كل صباح، كان يستيقظ على صوت والدته وهي توقظه للذهاب إلى المدرسة، بينما رائحة الخبز اليابس تملأ المكان. لم يكن هناك فطورٌ وفير، ولا ملابس جديدة، بل كان يكتفي بما يجود به الفقر من كسرة خبز وبعض الزيت. كان عاصم يراقب أبناء الأغنياء في المدرسة وهم يحملون حقائب أنيقة، يخرجون من سيارات فاخرة، يتحدثون بلا قلق عن عطلاتهم الصيفية وأسفارهم. أما هو، فكان يكتفي بالجلوس في المقاعد الخلفية، ويحلم بصوت خافت أن يكون واحدًا منهم يومًا ما. "لماذا يولد بعض الناس في النعيم، بينما يولد آخرون في العذاب؟" هذا السؤال ظل يرافقه سنوات طويلة. --- في المساء، يجلس مع والده العامل البسيط، الذي يعود مرهقًا من ورش البناء، يده مليئة بالغبار، وصدره مثقل بالأنين. كان الأب يقول دائمًا: – "يا بني… لا تنظر لما في يد غيرك. الرزق مكتوب، وما عند الله خيرٌ وأبقى." لكن قلب الطفل لم يكن يقتنع، فقد كان يرى بعينيه التفاوت، ويسمع بأذنه حكايات الثراء، ويشعر بمرارة الحرمان في بطنه الخاوي. وفي الليالي الطويلة، كان يصعد إلى سطح البيت، ينظر إلى السماء الصافية، ويحدّث نفسه: "يومًا ما… سأكون أغنى رجل في هذه المدينة. سأملك القصور، وسأتزوج أجمل النساء… لن أعيش مثل أبي وأمي أبدًا." --- مرت الأيام، وكبر عاصم قليلًا، وأصبح يساعد والدته في بعض الأعمال البسيطة، يبيع الخبز أحيانًا، ويحمل الأغراض في السوق مقابل قروش قليلة. لم يكن المال الذي يجمعه يكفي لشيء، لكنه كان يحتفظ به في علبة صغيرة يخبئها تحت سريره. كانت تلك العلبة بالنسبة له رمزًا للحلم الكبير. كلما وضع فيها عملة معدنية، ابتسم وقال في نفسه: – "هذا أول الطريق… سيأتي اليوم الذي تملأ فيه الأوراق النقدية هذه الغرفة كلها." --- وفي إحدى الليالي الشتوية، بينما كان المطر يهطل بغزارة، جلس عاصم قرب أمه التي كانت تخيط ثوبًا قديمًا لترقّعه. قال لها بصوت واثق رغم صغر سنه: – "يمّا… يومًا ما رح أكون غني، ورح أشتريلك بيت من حجر وزجاج، ورح أجيبلك ذهب يملأ يديك." ابتسمت الأم بحزن وربتت على رأسه: – "الله يحققلك مرادك يا بني، بس تذكّر… الغنى غنى النفس أولًا." لكن عاصم لم يكن يفكر إلا بالمال. كان يرى في ذهنه صورًا لقصر ضخم، وزوجات كثيرات يتزين له، وأصدقاء يحسدونه على ثروته. لم يكن يدرك أن الطريق الذي يسعى إليه مليء بالأشواك، وأن الأحلام التي يراها الآن قد تتحول يومًا ما إلى سراب مؤلم. [/align] svhf hgHpghl |
التعديل الأخير تم بواسطة SaMeH-Des ; 08-22-2025 الساعة 12:40 PM
![]() |
![]() |
#2 |
![]() ![]() |
![]() [align=center]✦ الفصل الثاني: أول عمل ✦[/align] معاناة في الوظائف البسيطة [align=justify] استيقظ عاصم مبكرًا على غير عادته، والشمس لم تشرق بعد. لم يكن في قلبه نوم ولا راحة، بل خليط من القلق والحماس. اليوم سيبدأ أول عمل له في حياته، بعد أن أقنع والده أن يترك له المجال ليتحمل المسؤولية ويجرب حظه في سوق العمل. ارتدى ملابسه القديمة بعناية، كأنها أفضل ما يملك. أخذ قطعة خبز يابسة وضعها في جيبه، ثم ودّع والدته التي دعت له من قلبها قائلة: "الله يفتحها في وشك يا بني… خلي بالك من نفسك." اتجه نحو سوق البلدة، حيث تتجمع العربات والباعة، والكل يبحث عن لقمة العيش. هناك التقى بأحد معارف والده، "العم فؤاد"، الذي يعمل في متجر صغير لبيع الخشب. كان العم فؤاد رجلًا قاسي الملامح، لكنه يعرف كيف يقدّر الجد والاجتهاد. قال له وهو ينظر من رأسه حتى قدميه: – "أنت ابن أبوك، صح؟" – "نعم يا عم فؤاد." – "طيب، هاتساعدني في نقل الألواح وتنظيف المكان… الشغل متعب، بس هيديك أجر يومي." ابتسم عاصم رغم التعب الذي كان ينتظره، وقال بحزم: – "أنا جاهز يا عم." بدأ يومه الأول بتحميل الألواح الخشبية الثقيلة على كتفه، ينقلها من المخزن إلى العربة. كانت الشمس لاهبة، والعرق يتصبب من جبينه، لكن في داخله كان هناك شعور مختلف… شعور أنه أخيرًا بدأ أول خطوة نحو حلمه الكبير. كلما شعر بالتعب، تذكر صورة المستقبل التي رسمها في خياله: بيت واسع، مال وفير، زوجات جميلات، وأطفال يلعبون في الحديقة. كان هذا الحلم يمده بقوة لا تنفد. مع نهاية اليوم، جلس العم فؤاد يعد النقود ثم أعطى عاصم أول أجر له: خمس جنيهات. نظر إليها طويلاً، وكأنها كنز لا يقدر بثمن. قال في نفسه: "قد تكون قليلة، لكنها البداية… والبداية أهم من كل شيء." عاد إلى بيته متعبًا لكن سعيدًا. حين وضعت أمه الطعام أمامه، أخرج النقود ووضعها بين يديها قائلًا بفخر: "ها هي أول غلة عرقي يا أمي." دمعت عيناها وهي تقول: "ربنا يبارك فيك يا عاصم، ويزيدك من فضله." في تلك الليلة، لم يستطع النوم بسهولة. ظل يتقلب على فراشه وهو يتخيل مستقبله، يحلم بالمزيد من الأعمال، بالمزيد من النقود. كان يشعر أن هذه الخمس جنيهات ليست سوى الشرارة الأولى في رحلة طويلة، رحلة لن يرضى أن يتوقف فيها قبل أن يحقق كل ما يتمناه. وهكذا بدأ عاصم أول عمل له… عمل بسيط متواضع، لكنه كان المفتاح الذي فتح أمامه أبواب الطموح بلا حدود. [/align] |
التعديل الأخير تم بواسطة SaMeH-Des ; 08-22-2025 الساعة 11:44 AM
![]() |
![]() |
#3 |
![]() ![]() |
![]() مرض أو موت الأب وتولي المسؤولية [align=center]✦ الفصل الثالث: أزمة الأب ✦[/align] [align=justify] لم يكد عاصم يعتاد على عمله الجديد، ويبدأ في حفظ تفاصيل السوق وطبيعة الناس، حتى نزلت عليه أزمة كالصاعقة… أزمة غيّرت مجرى حياته بالكامل. في إحدى الليالي، عاد إلى البيت ليجد والدته تبكي بصمت، وأخته الصغيرة جالسة عند باب الغرفة لا تفهم شيئًا. سألها وهو يلهث: – "في إيه يا أمي؟!" أشارت بيدها المرتعشة إلى الداخل: – "أبوك… تعبان جدًا، مش قادر يتنفس." دخل عاصم الغرفة، فوجد والده ممددًا على الفراش، وجهه شاحب، وصدره يعلو ويهبط بصعوبة. أمسك بيده وهو يقول بخوف: – "سلامتك يا أبي… اصبر وأنا أجيب الدكتور حالًا." هرع في الظلام، يجري بين الأزقة حتى وصل إلى الطبيب الوحيد في الحي. جاء الطبيب مسرعًا، وبعد كشف قصير قال وهو يهز رأسه: – "الوالد محتاج راحة تامة… حالته صعبة، وأخشى أنه محتاج علاج طويل ومصاريف مش قليلة." كانت الكلمات كالسكاكين تقطع قلب عاصم. لم يكن يملك سوى بضع جنيهات من عمله، فكيف سيدبر كل ذلك؟ منذ تلك الليلة، تغيّر كل شيء في البيت. أصبح عاصم يخرج للعمل فجراً ويعود بعد الغروب، يحمل ما تيسر من النقود، ليشتري بها دواءً لوالده، أو طعامًا لأخوته الصغار. شعر فجأة أن طفولته انتهت، وأنه لم يعد مجرد شاب يحلم… بل رجل مسؤول. وفي يوم قاسٍ، استيقظ على صراخ أمه… ركض إلى الغرفة ليجد والده قد أسلم الروح. تجمد في مكانه، لم يصدق أن السند الذي كان يحتمي به قد رحل بهذه السرعة. جلس بجوار جثمان والده، دموعه تنهمر بلا توقف، وهمس في داخله: "أقسم لك يا أبي… لن أترك البيت ينهار. سأكون الرجل الذي تريده." مرت أيام العزاء ثقيلة كالجبال، لكن عاصم لم يستسلم للحزن. في اليوم التالي للدفن، خرج يبحث عن عمل إضافي. لم يعد الأمر مجرد طموح أو حلم، بل أصبح واجبًا. كان عليه أن يطعم عائلته، أن يحافظ على كرامة أمه وأخوته. في السوق، كان ينظر إليه الجميع نظرة مختلفة. العم فؤاد قال له بحزم: – "إنت من النهاردة راجل البيت… شد حيلك يا عاصم." فأجابه بعزم: – "أنا قدها يا عم فؤاد، بإذن الله مش هخليهم يحتاجوا لحد." منذ تلك اللحظة، صار عاصم يعمل بضعف قوته السابقة. كان يحمل الألواح الثقيلة وحده، ينظف المتجر، ويركض بين الزبائن، وفي الليل، كان يعود إلى البيت منهكًا، لكنه يخفي تعبه بابتسامة أمام أمه وأخوته. كان كلما وضع الطعام القليل على المائدة، يقول لهم ممازحًا: "مش مهم الكمية… المهم إننا مع بعض." رغم الألم، اكتشف عاصم في داخله طاقة لم يعرفها من قبل. أصبح صلبًا كالحجر، لكنه في قلبه ظل يحلم باليوم الذي سيخرج فيه من ضيق الفقر إلى سعة الغنى. كان يتذكر والده دائمًا، وكأن صوته يهمس في أذنه: "اثبت… الطريق صعب، لكنك ستصل." وهكذا كانت **أزمة الأب** نقطة تحول حقيقية… فمنذ تلك اللحظة، لم يعد عاصم مجرد شاب حالم، بل أصبح قائدًا صغيرًا لبيتٍ كامل ينتظر منه النجاة. [/align] |
التعديل الأخير تم بواسطة SaMeH-Des ; 08-22-2025 الساعة 11:45 AM
![]() |
![]() |
#4 |
![]() ![]() |
![]() [align=center]✦ الفصل الرابع : الحب الأول – الزواج الأول ✦[/align] [align=justify] كبر عاصم قليلًا، وتحوّل من مجرد شاب يبحث عن لقمة العيش، إلى رجل بدأ يشعر بنبضات قلبه تدقّ كلما مرّت من أمامه فتاة القرية البسيطة: ليلى. كانت ليلى فتاة متواضعة، ابنة رجل فلاح فقير. لم تكن تملك من الدنيا سوى ابتسامة صافية، ووجه يضيء بالبراءة. رآها عاصم أول مرة في السوق، وهي تساعد والدها في بيع الخضار. ومنذ تلك اللحظة، بدأ قلبه يتحرك في اتجاه جديد لم يعرفه من قبل. في الليل، وهو يجلس في غرفته الصغيرة، لم يعد يفكر فقط في النقود والنجاح، بل صار يتخيل حياة مليئة بالدفء، بيتًا يجمعه مع ليلى، وأطفالًا يركضون حوله. لكن قلبه لم يكن وحده من يتحدث، فقد همس له عقله أيضًا: – "أنت ما زلت في بداية الطريق… هل تستطيع الزواج الآن؟" إلا أن عاصم، الذي لم يتعلم الاستسلام، قرر أن يسعى وراء حلمه. بدأ يقترب من عائلة ليلى بحجج مختلفة، يساعد والدها في حمل الخضار، أو يشتري من بضاعته أكثر مما يحتاج. وببطء، صار الحديث يتكرر، والابتسامة تكبر، والعيون تقول ما تعجز الكلمات عن قوله. وذات يوم، حين عاد إلى البيت، جلس مع أمه وقال لها: – "يا أمي… أنا عايز أتجوز." نظرت إليه بدهشة، ثم ابتسمت بحنان: – "مين هي يا عاصم؟" ارتبك قليلًا ثم قال: – "ليلى… بنت عم سالم." لم تكن أمه تملك الكثير، لكنها فرحت لأن ابنها أخيرًا وجد قلبه. قالت له: – "يا ابني… أهم حاجة إن البنت تكون طيبة وبتخاف ربنا. والفقير مع الفقيرة يتعاونوا ويبنوا بيت من الصفر." بعد أيام، ذهب عاصم بخطوات مترددة إلى بيت عم سالم. جلس أمامه وقال بثبات: – "يا عم سالم… أنا جايلك طالب إيد بنتك ليلى." صمت الرجل قليلًا، ثم ابتسم: – "يا ابني… إنت شاب مكافح، واللي زيك أنا أشرف إنه يبقى جوز بنتي. بس تعرف… إحنا فقرا، ومش هنقدر نطلب منك حاجة كبيرة." لم يصدق عاصم ما سمعه. كان يظن أن الزواج يحتاج مهرًا كبيرًا واحتفالات، لكن بساطة الأسرة جعلت الأمور أسهل. تمت الخطوبة في جلسة صغيرة داخل البيت، وشعرت ليلى أن أحلامها البسيطة صارت حقيقة. لم تطلب ذهبًا ولا مهرًا كبيرًا، كل ما أرادته هو رجل صادق يحمل قلبًا نظيفًا. وبعد أشهر قليلة، كان عاصم يزف عروسه إلى بيت بسيط بناه بجهده. لم يكن هناك أثاث فاخر ولا أطباق مزخرفة، لكن كان هناك حب يملأ المكان. في تلك الليلة، جلس عاصم بجانب ليلى وقال لها: – "يمكن أنا ما عنديش فلوس كتير… لكن أوعدك إن حياتنا كلها هتبقى مليانة حب وصبر. وهتشوفي الأيام الجاية إزاي ربنا هيعوضنا." ابتسمت ليلى، ووضعت يدها على يده، وقالت: – "يكفيني إنك اخترتني… والباقي بييجي." وهكذا بدأ عاصم أول فصول حياته الزوجية. لم يكن زواجًا أسطوريًا، لكنه كان مليئًا بالمحبة والرضا. وما أجمل البدايات التي تُبنى على البساطة… فهي تحمل في داخلها قوة تدفع إلى مواجهة كل أزمات المستقبل. [/align] |
التعديل الأخير تم بواسطة SaMeH-Des ; 08-22-2025 الساعة 11:46 AM
![]() |
![]() |
#5 |
![]() ![]() |
![]() الفصل الخامس: الحلم بالثروة – الدخول في مغامرة مالية لم يكتفِ عاصم بالمشروع الصغير الذي بدأ يجني ثماره. صحيح أنه استطاع أن يطعم عائلته ويؤمّن احتياجاتهم اليومية، لكنه لم ينسَ الحلم القديم الذي كان يكتبه على أوراقه تحت ضوء القنديل: أن يصبح ثريًا. كان يرى نفسه في مخيلته مالكًا لعدة محال تجارية، وسيارات فاخرة، وبيوت كبيرة لا يطالها الفقر. ذات ليلةٍ جلس وحيدًا على سطح البيت بعد أن نام الجميع، ينظر إلى السماء. قال في نفسه: "هل سأظل أبيع البضائع البسيطة وأجمع القروش؟ لن أصل للثراء هكذا. عليّ أن أخاطر… عليّ أن أخوض مغامرة مالية، وإن خسرت فلن أخسر أكثر مما خسرت من قبل." --- مرت الأيام، وجاءه صديق قديم يُدعى "نادر"، كان يعمل في المدينة ويعرف أسواقها. جلسا في مقهى شعبي وتحدثا طويلًا. قال نادر: – "عاصم، أمامك فرصة ذهبية. هناك صفقة قمح رخيصة يمكن شراؤها الآن وتخزينها، وبعد شهرين ستُباع بأضعاف سعرها. تحتاج فقط لرأس مالٍ جريء." تأمل عاصم الفكرة طويلًا. لم يكن يملك سوى مبلغ متواضع جمعه من عمله ومشروعه الصغير، لكنه لم يتردد. باع بعض الأثاث البسيط، واقترض من أصدقائه ومعارفه، حتى جمع المبلغ المطلوب. وفي قلبه خليط من الخوف والأمل، قرر الدخول في المغامرة. --- في تلك الأيام، كان يعيش بين القلق والرجاء. كل صباح يذهب إلى المخزن يتفقد القمح المخزون، وكأنه يتأكد أن الذهب لا يزال في مكانه. أحيانًا كان يبتسم وهو يتخيل أرباحه القادمة، وأحيانًا أخرى يستيقظ ليلًا مفزوعًا من كابوس يرى فيه أن السوق انهار وأنه خسر كل شيء. لكن كلما تذكر وصية أبيه ومسؤولية عائلته، كان يتمسك بالأمل أكثر: "لو نجحت هذه الصفقة، سأغير حياتنا كلها." --- وجاء اليوم المنتظر. ارتفع سعر القمح فعلًا كما توقع نادر، بل أكثر مما توقع الجميع. فجأة وجد عاصم نفسه يبيع القمح بأضعاف سعره، والمال يتدفق بين يديه كالنهر. لم يصدق عينيه وهو يعدّ الأوراق النقدية، حتى بكت عيناه من شدة الفرح. أسرع إلى بيته، وضع رزم المال أمام والدته وأخوته، وقال بصوت متهدج: – "من اليوم انتهى زمن الجوع… سنبني مستقبلًا جديدًا." كانت تلك اللحظة نقطة تحولٍ كبرى في حياته. من مجرد بائع فقير إلى رجل يدخل عالم التجارة بثقة، ورغم أنها كانت أول مغامرة مالية له، إلا أنها غرست في قلبه يقينًا بأن الثروة قريبة، وأن أحلامه لم تكن مجرد أوهام. لكن في أعماقه كان يدرك أن المال مثل النار، إن لم يُحسن التعامل معه أحرق صاحبه. ومع ذلك، كان ماضيه الفقير يدفعه للمضي قدمًا، وكأنه يقول: "لن أعود إلى الوراء… لقد بدأت الطريق ولن أتوقف حتى أصل إلى القمة." |
![]() |
![]() |
#6 |
![]() ![]() |
![]() الفصل السادس: الخسارة الكبرى – أول سقوط بسبب الطمع بعد نجاح صفقة القمح، صار اسم عاصم يتردد في الأسواق. كان التجار ينظرون إليه بدهشة: "ذلك الشاب الفقير أصبح بين ليلة وضحاها صاحب مال!"، وأصبح هو نفسه يثق بخطواته أكثر من أي وقتٍ مضى. لكن الثقة الزائدة لم تلبث أن تحولت إلى طمع، والطمع جرّه إلى مغامرة لم يحسب لها حسابًا. جلس ذات مساء مع صديقه نادر، يخططان لصفقة جديدة أكبر وأخطر. قال نادر وهو يلوح بيده: – "السوق متعطش للقطن هذا الموسم، وإذا اشتريناه الآن قبل أن يرتفع، فسنربح أضعاف ما ربحنا في القمح." ردّ عاصم بحماس: – "أنا مستعد… هذه فرصتي لأضاعف ثروتي بسرعة. لن أنتظر سنوات لأصبح غنيًا. المال يحب الجرأة، وأنا جريء!" لم يستمع لصوت والدته التي حذرته: – "يا بني، لا تضع مالك كله في مغامرة واحدة. قسم رزقك، وخذ من الحلال ما يكفيك." لكنه لم يلتفت، فقد أصمّ الطمع أذنيه. --- جمع عاصم كل ما يملك من أرباح، بل اقترض فوقها من بعض التجار الذين بدأوا يثقون فيه بعد نجاحه الأول. وضع كل رأس ماله في صفقة القطن، وهو يبتسم ويقول لنفسه: "بعد هذه الصفقة، سأصبح من كبار التجار في المدينة." مرت أيام قليلة، ثم حدث ما لم يكن في الحسبان. السوق انقلب رأسًا على عقب. الأخبار انتشرت أن محصول القطن هذا العام سيكون وفيرًا للغاية، وأن الدولة تستورد كميات هائلة بأسعار أرخص. فجأة انهار السعر، وتراجعت قيمة ما يملك إلى أقل من النصف في أيام معدودة. --- كان عاصم يهرع إلى السوق كل صباح بوجهٍ شاحب، يراقب الأسعار تنخفض أكثر فأكثر. يحاول أن يبيع، لكن لا مشترين. كان نادر يتهرب منه بعد أن رأى حجم الكارثة. وبدأ الدائنون يطرقون بابه، يسألونه عن أموالهم. في البيت، جلست زوجته تبكي في صمت، ووالدته ترفع يديها إلى السماء تدعو: – "اللهم فرّج كربه… لقد ضاقت بنا الأرض بما رحبت." أما هو، فكان يسهر الليالي يفكر، يلوم نفسه: "لماذا لم أستمع لأمي؟ لماذا لم أكتفِ بالربح الأول؟ كنت أملك ما يكفينا لسنوات، لكني أردت المزيد… فخسرت كل شيء." --- وبعد أسابيع من القلق والانتظار، حسم أمره. اضطر إلى بيع المخزن، وبعض ما تبقى من ممتلكاته البسيطة، ليسدد جزءًا من الديون. أما الباقي، فقد وعد التجار أن يسددهم متى تحسنت أحواله. لكنه في داخله كان يشعر أن الأرض قد انهارت تحت قدميه. عاد إلى بيته خالي الوفاض تقريبًا. جلس ينظر إلى أطفاله وزوجته بعينين دامعتين. لأول مرة منذ سنوات شعر بالهزيمة الكاملة. كانت الخسارة كابوسًا يطارده في نومه ويقظته. لم يعد يسمع في رأسه سوى كلمة واحدة: "الطمع… الطمع قتلني." --- ورغم قسوة التجربة، لم ينكسر تمامًا. في أعماقه بقي صوت صغير يهمس: "لقد سقطت اليوم، لكنني لن أبقى ساقطًا. سأتعلم من خطئي… سأعود، ولو بعد حين." وهكذا انتهى أول سقوط لعاصم، سقوط لم يمحُه من ساحة التجارة، لكنه ترك ندبة عميقة في قلبه وعقله، ستظل تذكره دائمًا أن الطمع طريقٌ مختصر إلى الهاوية. |
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأحلام, شراب |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|