في عمق الليل بدأت تتأمل هذه الروح الوحيدة تحت سماء خاوية، حيث تراقب نجوم تلمع بألق يأسر القلب. تلك التأملات الشخصية العميقة والمعزولة تكاد تسرق منها الأمل، فقد كرست حياتها لتكون الأفضل، لكن للأسف، تخنقت بخيبات الأمل والوحدة.
تتقهقر بين ثنايا فكرها الداكنة، ولكن في الغموض المحيط بها، تنبثق بومة من الظلام تحمل وعدا جديدا. تشعر بحركة هامسة في داخلها تبث الحياة مرة أخرى في عروقها المنهكة. تتلألأ عيناها ببريق الأمل المتجدد وتقرر التفكير بالإيجاب وبوصول المستقبل القادم.
ومن هذه الظلمة والوحدة ينمو نبت الأمل، فترى نجما بعيدا يتلألأ كوميضة بريئة في بحر الظلمة. تدرك هذه الروح أن القادم يحمل معه لحظات جديدة وفرصا أخرى لتحقيق أحلامها المنشودة.
فتقتنع بأن حياتها لن تبقى هكذا دوما، بل ستتغير للأفضل، وأن الصدمات السابقة كانت مجرد أقدار ترتبت لتوجيها نحو درب أكثر سطوعا وجمالا. تنبثق من بين الرماد كالفينيق تستعد للارتفاع نحو سماءفي عمق الليل وتحت ضوء خافت من القمر، كانت تتأمل سارة النجوم المتلألئة في سماء مدينتها. كانت تفكر بالحياة وبماضيها الذي ترك فيه جرحا عميقا في قلبها. كانت سارة تعاني من صعوبة الارتباطات، فقد كانت تخشى أن تفقد نفسها في سباق الحياة مع شريكها، فقررت أن تكون مستقلة وتعيش حياتها بكل كبرياء وقوة.
ولكن مع مرور الأيام، شعرت سارة بالوحدة تلتف حولها كالظل الداكن، وبدأت تشعر بالحاجة إلى شخص ما يشاركها الحياة ويكون لها دعما وقوة. بدأت تتساءل إذا كانت قراراتها السابقة كانت صائبة حقا أم أنها فقط تجاهلت جزءا من نفسها الحقيقي.
وفي ليلة من ليالي الخريف، التقت سارة بشخص آخر، شخص غير عادي، أحسست بجاذبية فورية نحوه. كانت عيناه تعكس عمقا لا تفهمه، وكانت كلماته تلتف حول قلبها بدفء لم تشعر به من قبل. ترك الغريب هذا بصمته على قلب سارة، وأعاد إشعال شرارة الأمل في داخلها.
وبهذا اللقاء الغامض، بدأت سارة تستعيد إيمانها بالحب والارتباطات، وبدأت تدرك أن القادم أجمل وأفضل من السابق