المجتمعات المحافظة والانفتاح على العالم

الإسلام كدين مختلف في جوهره عن كل الاديان الاخرى
دين انسانية بشكل خالصة منسجم مع الطبيعة البشرية
دين حياة آمنة و يطلب من أفراده أقامة حضارة
بشكل واضح أكرم الانسان و وضعه موضعه



من بداية ظهور الحضارة الإسلامية
كانت أمام حضارتين عظيمتين
الحضارة الرومانية في الغرب و الحضارة الفارسية في الشرق
وقد وصلت تلك الحضارتين
الى ذرة التطور المادي و الفكري


لكن المسلمين الاوائل لم يعترهم
أي شعور بالدونية أو النقص
وجعلوا يقتبسون من هاتين الحضارتين
ما ينسجم مع روح الاسلام
حتى وقفوا كطرف ثالث
قاد العالم وقتها موقف الند بالند



لأنه دين يفهم الطبيعة البشرية دين دنيا و آخره
وفر آمان البشر الروحي و أخرجهم من أزمتهم الوجودية
وأمرهم بالسعي و طلب المعرفة و عمران الارض
أوصاهم بالروح و الجسد بالعلم و العمل

﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾
[ القصص: 77]


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) "ما من مسلمٍ يغرسُ غرساً
أو يَزْرَعُ زَرْعاً فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلاَّ كان له به صدقة."


وروي عن أمير المؤمنين علي :
"عمل لدنياكَ كأنك تَعيش أبدًا وأعمل لآخرتكَ كأنكَ تموت غدًا."




في الانفتاح فرق كبير بين أن تتبع وأن تقتنع !

بين أن تعتنق فكرة لأن هناك من اعتنقها فاستهوتك
وأن تعتنق فكرة لأن قناعتها استهوتك!

مدى الوعي الذي يرى منه العقل وميزانه الفكري
هما الشعرة المتينة
والفاصلة بين جهل وعلم الانفتاح

وليست الأفكار التي تمثله !


باختصار
من المهم ألا تكون نفس الشخص
الذي كنته قبل عام او قبل شهر و حتى قبل ساعة
فانت لديك الحق في النمو و التطور الفكري
والنفسي وتغيير وجهة نظرك للكثير من الامور في هذه الحياة.
وان تكون اكثر إيماناو سلاما و محبة و ايجابية.




لم تشارك امرأة لوط قومها في فاحشتِهم
لكنّها كانت بلغة هذا العصر (open maind) متفتحة

تتقبل اختلافهم
وتقرّهم عليه وتؤيدهم على فعل الحرام!

فكان جزاؤها قوله تعالى:
{فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ}.



الحرام يبقى حرام حتّى ولو كان الجميع يفعله.
لا تتنازل عن دينك ومبادئك وقيمك

دعكَ منهم فسوف تحاسب وحدك!

{وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}.

لذا استقم كما (أُمرت) لا كما رغبت!


نايف يعطيك العافيه