أقلام مبدعة اضافة رابط يوتيوب نجم الأسبـــوع اضافة خلفية للموضوع إبداعاتِكم قوانين مجتمع غلاك
العودة   مجتمع غلاك > المجلس الأدبي > القصص والروايات والمسرح

القصص والروايات والمسرح قصص, قصص قصيرة, روايات, مسرحية " يمنع المنقول"

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-22-2025, 10:58 AM   #13
SaMeH-Des
http://g-lk.com/up/do.php?img=873http://g-lk.com/up/do.php?img=873http://g-lk.com/up/do.php?img=873http://g-lk.com/up/do.php?img=873


الصورة الرمزية SaMeH-Des
SaMeH-Des متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1316
 تاريخ التسجيل :  Aug 2024
 أخر زيارة : اليوم (10:26 PM)
 المشاركات : 1,694 [ + ]
 التقييم :  30914656
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
افتراضي رد: سراب الأحلام



الفصل الثالث عشر: الخيانة الثانية – ضربة أشد من الأولى

رغم أن عاصم تعلم الكثير من خيانته الأولى، إلا أن الحياة لم تتوقف عن اختباره. فقد ظهر شخص جديد في محيط عمله يُدعى **علاء**، موظف قديم بدأ يعمل معه منذ تأسيس متجره الصغير، وكان عاصم يثق به ثقة عمياء.

مع مرور الوقت، كسب علاء ثقة الزبائن والموردين، وبدأ يظهر كمساعد قوي لعاصم، وكان يرافقه في كل الصفقات الكبرى. كان عاصم يرى فيه كفؤًا ومخلصًا، ولم يكن يتخيل أنه قد يكون السبب في سقوطه مرة أخرى.

---

في يوم من الأيام، اكتشف عاصم صدفة أن علاء كان يتصرف بشكل مريب، يرسل معلومات عن تحركاته المالية إلى أحد منافسيه الرئيسيين، وهو "كمال"، الذي ظل يراقب خطواته عن كثب منذ دخول السوق.

شعر عاصم بصدمة لم يشعر بها منذ الخيانة الأولى، وكأن الأرض انزلقت من تحت قدميه مجددًا. وقف أمام المرآة في مكتبه، يتأمل نفسه، ويقول بصوت خافت:
– "لم أعد أعرف من أثق به… بعد كل شيء، أعطيت قلبًا ومصداقية، فهل كل الناس هكذا؟"

---

لم تمضِ أيام حتى بدأت تداعيات الخيانة تظهر بوضوح. بدأ كمال بمهاجمة متجره مجددًا، مستغلًا المعلومات التي سرّبها علاء. زادت الأسعار وانخفضت المبيعات، وبدأ بعض الزبائن يبتعدون، وارتفعت الديون التي اعتقد عاصم أنه قضى عليها.

جلس عاصم مع نادر، صديقه القديم ومستشاره، وقال له:
– "هذه الخيانة أشد من الأولى… فقد أتى من الداخل، من من وثقت بهم. لا أصدق أن أحدًا يمكن أن يخدعني بهذه الطريقة."
رد نادر بهدوء:
– "المصائب تعلمك، يا عاصم… من المهم الآن أن تتصرف بسرعة، وتحمي ما تبقى قبل أن تنهار كل جهودك."

---

بخطوات حذرة، بدأ عاصم بإصلاح ما أفسده علاء. راجع جميع الصفقات، اتصل بالموردين شخصيًا، وأعاد بناء الثقة مع الزبائن. كان الليل والنهار يمتدان في العمل والمراقبة. وكل يوم يزداد وعيه بأن الخيانة جزء من الحياة، لكنها ليست نهاية الطريق.

وبينما كان يعالج آثار الخيانة، أدرك درسًا مهمًا: أن المال والثقة يحتاجان إلى حماية دائمة، وأن الثقة العمياء قد تكون أقسى درس في الحياة. لكنه أيضًا شعر بقوة أكبر، وقرر ألا يدع هذه الخيانة تحطم روحه أو تمنعه من مواصلة الطريق.

وفي نهاية اليوم، جلس عاصم على سطح متجره، ينظر إلى أضواء المدينة، وقال لنفسه:
– "لقد ضربوني مرة… وضربوني ثانية… لكني لن أسمح لأي أحد أن يقضي على إرادتي. سأقف مرة أخرى، وأثبت أنني رجل لا يُهزم بسهولة."


 
 توقيع : SaMeH-Des



رد مع اقتباس
قديم 08-22-2025, 10:59 AM   #14
SaMeH-Des
http://g-lk.com/up/do.php?img=873http://g-lk.com/up/do.php?img=873http://g-lk.com/up/do.php?img=873http://g-lk.com/up/do.php?img=873


الصورة الرمزية SaMeH-Des
SaMeH-Des متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1316
 تاريخ التسجيل :  Aug 2024
 أخر زيارة : اليوم (10:26 PM)
 المشاركات : 1,694 [ + ]
 التقييم :  30914656
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
افتراضي رد: سراب الأحلام



الفصل الرابع عشر: السقوط المدوي – انهيار المال والزواج

بعد سلسلة الخيانات والمنافسة الشرسة مع كمال، شعر عاصم أن الأرض بدأت تنقلب تحته مرة أخرى. لم يعد المال يأتي بسهولة، بل كانت الصفقات الكبرى تنهار واحدة تلو الأخرى، والخسائر تتراكم بشكل يفوق توقعاته.

بدأ يشعر بالضغط يتضاعف يومًا بعد يوم، ولم يكن المال هو وحده ما يهتز، بل حياته الشخصية كذلك. فقد بدأت الخلافات بين الزوجتين تتصاعد من جديد، خصوصًا بعد أن شعرت كل منهما بالتهديد من الأخرى، بينما هو مشغول بمحاولة إنقاذ أعماله من الانهيار.

---

وفي أحد الأيام، وصلت الأخبار كالصاعقة: تم إعلان إفلاس بعض الصفقات الكبرى التي استثمر فيها عاصم، وبسبب الديون المتراكمة، أصبح مهددًا بخسارة متجره الرئيسي. وقف أمام أوراق الحساب، والدموع تتجمع في عينيه، وقال بصوت متهدج:
– "كل شيء… كل شيء ينهار من حولي… المال الذي عملت من أجله سنوات، والزواج الذي بنيته بحب… كلها تتهاوى."

في البيت، بدأ التوتر يظهر بشكل واضح. ليلى شعرت بالإرهاق من كثرة المسؤوليات والخلافات، وسارة بدأت تشعر بالقلق والخوف من فقدان مكانتها في حياة عاصم. الأجواء أصبحت مشحونة، والعيون تلمع بالغضب والحزن في آن واحد.

---

جلس عاصم مع نفسه في الليل، يتأمل الطريق الذي وصل إليه:
– "لقد عملت بجد، وحققت بعض النجاح، لكن الطمع، والخيانة، والمنافسة الشرسة كلها أدت بي إلى هنا… أنا على وشك فقد كل شيء."

حاول التواصل مع كل من ليلى وسارة بهدوء، وقال:
– "علينا أن نتكاتف كعائلة واحدة، رغم كل الصعوبات. المال يمكن أن يُستعاد، لكن العائلة إذا انهارت، فلن تعود كما كانت."

لكن الضغط كان شديدًا. بعض الموردين بدأوا يطالبون بالديون فورًا، وبعض الزبائن انسحبوا من التعامل معه خوفًا من الانهيار. شعوره بالعجز كان يزداد، وكأن كل خطوة للأمام كانت تتبعه بخطوة للخلف.

---

في تلك اللحظات، أدرك عاصم درسًا قاسيًا: أن المال والزواج، مهما كان النجاح فيهما، يمكن أن ينهارا إذا لم يكن هناك توازن، صبر، وحكمة في إدارة الأمور. كانت هذه الضربة أشد من أي خسارة سابقة، لكنها أيضًا كانت فرصة للتفكير وإعادة ترتيب أولوياته.

جلس وحيدًا، ينظر إلى أطفاله، ويهمس في نفسه:
– "لقد سقطت… سقطت هذه المرة سقوطًا مدويًا… لكن هذا ليس النهاية. سأجمع شتات نفسي، وأبدأ من جديد… هذه المرة بحذر أكبر، وبقلب أكثر حكمة."

وهكذا، انتهى الفصل الرابع عشر بانهيار كبير في المال والزواج، ليكون نقطة تحوّل مؤلمة في حياة عاصم، لكنه بداية لاستراتيجية جديدة للنهوض من الرماد، كما حدث مع الأزمات السابقة، لكنه يعلم أن الطريق لن يكون سهلاً هذه المرة.


 

رد مع اقتباس
قديم 08-22-2025, 11:00 AM   #15
SaMeH-Des
http://g-lk.com/up/do.php?img=873http://g-lk.com/up/do.php?img=873http://g-lk.com/up/do.php?img=873http://g-lk.com/up/do.php?img=873


الصورة الرمزية SaMeH-Des
SaMeH-Des متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1316
 تاريخ التسجيل :  Aug 2024
 أخر زيارة : اليوم (10:26 PM)
 المشاركات : 1,694 [ + ]
 التقييم :  30914656
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
افتراضي رد: سراب الأحلام



الفصل الخامس عشر: الهروب – يقرر السفر أو الاختفاء

بعد السقوط المدوي الذي أصاب أمواله وزواجه، شعر عاصم أن كل شيء حوله ينهار بسرعة لا يمكن إيقافها. ضغط الديون، وحساسية العلاقات الزوجية، ومطاردة الموردين الغاضبين، جعلته يشعر وكأن العالم بأسره قد التفت ضده.

جلس عاصم في غرفته وحده، يفكر بصمت، والدموع تتجمع في عينيه. قال لنفسه:
– "لقد فشلت في كل شيء… المال ذهب، الثقة تلاشت، والحياة أصبحت ثقلًا لا يُطاق. ربما الحل الوحيد هو الهروب، السفر بعيدًا، والبدء من جديد في مكان لا يعرفني فيه أحد."

بدأ يخطط بهدوء. فكر في السفر إلى مدينة بعيدة، ربما خارج البلاد، حيث يمكنه إعادة ترتيب أوراقه، واستعادة حياته من جديد دون ضغط من الماضي أو أعباء الماضي التي تثقل كاهله.

---

قبل اتخاذ أي خطوة، جلس مع ليلى وسارة بصراحة، وقال:
– "أعرف أن الأمر صعب… لكنني بحاجة لبعض الوقت لأبتعد عن كل شيء، لأعيد ترتيب حياتي وأفكاري. هذا ليس هروبًا منكم، بل محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه."

ليلى شعرت بالحزن، لكنها أدركت أن القرار كان صائبًا لمصلحة الجميع، وقالت بهدوء:
– "إذا كان هذا ما تحتاجه، فاذهب… لكن عد إلينا أقوى وأكثر حكمة."

أما سارة، فابتسمت بحزن وقالت:
– "أعلم أنك بحاجة لإعادة بناء نفسك، وسأدعمك في هذا الطريق… فلتذهب، لكن لا تنسَ من يحبك."

---

في الأيام التالية، بدأ عاصم يجمع بعض أمواله المتبقية، ويبيع ما يمكن بيعه بسرعة، ويحزم أغراضه بأقل قدر من الأمتعة. كان كل شيء محسوبًا بدقة، حتى لا يترك ثغرة لمطاردة المنافسين أو الدائنين.

وفي مساء اليوم الأخير قبل الرحيل، جلس على سطح بيته، ينظر إلى المدينة التي عاش فيها سنوات طويلة، وقال لنفسه:
– "ربما هذه الرحلة هي فرصة لتصحيح كل أخطائي. سأختفي مؤقتًا، لكنني سأعود أقوى، وأكثر خبرة، وأكثر قدرة على مواجهة العالم."

ومع شروق الشمس، حمل حقيبته، وتوجه إلى محطة القطار، متجهًا إلى مدينة جديدة، بعقل صافي وقلب مثقل بالتجارب. كانت خطواته هادئة، لكن كل خطوة فيها قوة، قوة رجل عرف طعم الفشل، وتعلم أن الهروب أحيانًا يكون بداية جديدة، لا نهاية.

---

وهكذا بدأ عاصم رحلة الاختفاء، بعيدًا عن الماضي، بعيدًا عن الأزمات والخيانة، ليبحث عن فرص جديدة، ويعيد بناء حياته على أسس أقوى وأكثر صلابة، مستعدًا لمواجهة كل تحدٍّ جديد ينتظره في الطريق.


 

رد مع اقتباس
قديم 08-22-2025, 11:00 AM   #16
SaMeH-Des
http://g-lk.com/up/do.php?img=873http://g-lk.com/up/do.php?img=873http://g-lk.com/up/do.php?img=873http://g-lk.com/up/do.php?img=873


الصورة الرمزية SaMeH-Des
SaMeH-Des متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1316
 تاريخ التسجيل :  Aug 2024
 أخر زيارة : اليوم (10:26 PM)
 المشاركات : 1,694 [ + ]
 التقييم :  30914656
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
افتراضي رد: سراب الأحلام



الفصل الخامس عشر: الهروب – يقرر السفر أو الاختفاء

بعد الانهيار الكبير الذي أصاب أموال عاصم وزواجه، شعر أن كل شيء ينهار من حوله بسرعة لا يمكن السيطرة عليها. الديون تتراكم، النزاعات العائلية تصل لذروتها، والمنافسون يراقبونه، أما الخيانة فكانت أشد ألمًا هذه المرة.

جلس عاصم وحده في غرفته، يتأمل كل ما حدث، والدموع تتجمع في عينيه، وهو يهمس لنفسه:
– "لقد فقدت كل شيء… المال ذهب، الثقة تلاشت، والبيت أصبح ثقلاً… ربما الحل الوحيد هو الهروب، الابتعاد عن كل شيء، السفر بعيدًا، والبدء من جديد في مكان لا يعرفني فيه أحد."

بدأ يفكر بخطواته بحذر: إلى أين يذهب؟ وكيف يمكن أن يحمي نفسه؟ هل يسافر خارج البلاد، أم يختفي مؤقتًا داخل مدينته؟ كان يعلم أن أي خطوة خاطئة قد تعني خسارة أكبر.

---

قبل اتخاذ أي قرار، قرر أن يكون صادقًا مع زوجتيه. جلس مع ليلى وقال:
– "أعرف أن الأمر صعب، لكنني بحاجة لبعض الوقت لأبتعد عن كل شيء، لأعيد ترتيب حياتي وأفكاري. هذا ليس هروبًا منكم، بل محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه."

ليلى شعرت بالحزن، لكنها فهمت أن القرار لمصلحة الجميع، وقالت:
– "اذهب إذا كان هذا ما تحتاجه… عد إلينا أقوى وأكثر حكمة."

أما سارة، فقالت بابتسامة حزينة:
– "أعلم أنك بحاجة لإعادة بناء نفسك… فلتذهب، لكن لا تنسَ من يحبك."

---

في الأيام التالية، بدأ عاصم يجمع ما تبقى من أمواله، ويبيع بعض ممتلكاته، ويحزم أغراضه بحذر شديد. كان كل شيء محسوبًا لتجنب أي مطاردة من المنافسين أو الدائنين.

وفي مساء اليوم الأخير، جلس على سطح بيته، ينظر إلى المدينة التي عاش فيها سنوات طويلة، وقال لنفسه:
– "ربما هذه الرحلة هي فرصة لتصحيح كل أخطائي. سأختفي مؤقتًا، لكنني سأعود أقوى وأكثر خبرة، وأكثر استعدادًا لمواجهة العالم."

ومع شروق الشمس، حمل حقيبته، وتوجه إلى المحطة، متجهًا نحو مدينة جديدة. كانت خطواته هادئة، لكنها مليئة بالقوة، قوة رجل تعلم من الفشل، وفهم أن الهروب أحيانًا ليس نهاية الطريق، بل بداية حياة جديدة مليئة بالفرص والتحديات.

---

وهكذا بدأ عاصم رحلة الاختفاء، مبتعدًا عن الماضي، عن الخيانات والمشاكل، ليعيد بناء نفسه في مكان جديد، ويستعد لمواجهة تحديات الحياة القادمة بعقل صافي وقلب قوي.


 

رد مع اقتباس
قديم 08-22-2025, 11:01 AM   #17
SaMeH-Des
http://g-lk.com/up/do.php?img=873http://g-lk.com/up/do.php?img=873http://g-lk.com/up/do.php?img=873http://g-lk.com/up/do.php?img=873


الصورة الرمزية SaMeH-Des
SaMeH-Des متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1316
 تاريخ التسجيل :  Aug 2024
 أخر زيارة : اليوم (10:26 PM)
 المشاركات : 1,694 [ + ]
 التقييم :  30914656
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
افتراضي رد: سراب الأحلام



الفصل السادس عشر: الصحوة – يجد درسًا من موقف إنساني

بينما كان عاصم يعيش استقراره الجديد، حدث موقف بسيط غير حياته بالكامل. في يوم من الأيام، وبينما كان عائدًا من عمله، شاهد طفلاً صغيرًا يبكي على قارعة الطريق، وحوله زحام المارة الذين تجاهلوه. اقترب عاصم بسرعة، وحمله بين ذراعيه، وسأل:
– "ماذا حدث يا صغيري؟ لماذا تبكي؟"

أخبر الطفل عاصم أن والديه غادرا المنزل في لحظة انشغال، وأنه ضائع ولا يعرف كيف يعود. شعر عاصم بقلبه يفيض بالشفقة، فأخذ الطفل إلى أقرب منزل آمن، وتواصل مع أهله لإعادته إليهم.

---

كان هذا الموقف بسيطًا، لكنه أحدث صحوة في قلبه وعقله. أدرك أن الحياة ليست فقط عن المال، والنجاح، والمنافسة، بل عن الإنسانية، والمساعدة، والرحمة. قال لنفسه:
– "لقد ركضت خلف المال والخبرة والصراعات لسنوات، لكن هذا الطفل علمني أن الإنسان لا يقدر بثروته فقط، بل بقلبه وما يقدمه للآخرين."

عاد إلى البيت، وجلس مع ليلى على الشرفة، وأخبرها بما حدث. ابتسمت وقالت:
– "أحيانًا تأتي الدروس في أصغر المواقف… المهم أن نفتح أعيننا وقلوبنا لها."

---

منذ ذلك اليوم، بدأ عاصم يولي اهتمامًا أكبر للمواقف الإنسانية البسيطة: مساعدة زميل محتاج، دعم جار فقير، نصح شاب ضائع، حتى تبرعات صغيرة لمن يحتاج. شعر أن كل عمل بسيط يعيد له شعورًا بالسلام الداخلي، ويمنحه طاقة لمواجهة تحديات حياته المستقبلية.

كما شعر أن هذه الصحوة أعادته إلى جذوره، إلى جوهر الحياة الحقيقي بعيدًا عن الطمع والخيانة والمنافسة، فصار أكثر توازنًا بين الطموح والرحمة، بين القوة واللين، بين العمل والإنسانية.

---

وفي نهاية اليوم، جلس عاصم على الشرفة ينظر إلى أضواء المدينة، وقال لنفسه:
– "الصحوة الحقيقية ليست في المال أو السلطة… بل في القلب والضمير. سأستمر في هذه الحياة، لكن هذه المرة بروح متوازنة، وقلب ينظر للآخرين قبل النظر إلى ذاته."

وهكذا، بدأت مرحلة جديدة في حياة عاصم، مرحلة الصحوة الإنسانية، التي علمته أن أعظم الدروس تأتي من أبسط المواقف، وأن الحياة ليست فقط عن النجاح الشخصي، بل عن الرحمة، والمساعدة، والعطاء لمن حوله.


 
التعديل الأخير تم بواسطة SaMeH-Des ; 08-22-2025 الساعة 11:08 AM

رد مع اقتباس
قديم 08-22-2025, 11:03 AM   #18
SaMeH-Des
http://g-lk.com/up/do.php?img=873http://g-lk.com/up/do.php?img=873http://g-lk.com/up/do.php?img=873http://g-lk.com/up/do.php?img=873


الصورة الرمزية SaMeH-Des
SaMeH-Des متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1316
 تاريخ التسجيل :  Aug 2024
 أخر زيارة : اليوم (10:26 PM)
 المشاركات : 1,694 [ + ]
 التقييم :  30914656
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
افتراضي رد: سراب الأحلام



الفصل السابع عشر: بداية جديدة – عمل متواضع لكن مستقر

وصل عاصم إلى المدينة الجديدة، قلبه مثقل بالتجارب الماضية، لكنه مليء بالعزم على بدء حياة جديدة. لم يكن يملك ثروة كبيرة، ولم تعد لديه نفس القوة التي تملكه في السابق، لكن ما كان يملكه الآن هو خبرته، وعقله، وإرادته الصلبة.

بدأ بالبحث عن عمل متواضع، لا يحمل مخاطرة كبيرة، لكنه مستقر بما يكفي لإعادة بناء نفسه خطوة بخطوة. لم يكن يهمه المال الكبير هذه المرة، بل الأمان والاستقرار، وراحة البال.

---

وجد عاصم فرصة عمل صغيرة في متجر لبيع المواد الغذائية، حيث كان الموظف الرئيسي بحاجة لمن يدير المخازن ويتابع الشحنات والتوريدات. وافق على الفور، وأخذ يدرس طريقة العمل، ويتعلم عادات السوق المحلي، ويحرص على أن يكون دقيقًا وأمينًا في كل عملية يقوم بها.

كان كل يوم جديد بمثابة تجربة تعلم. تعلّم كيفية التعامل مع الزبائن المحليين، وكيفية الموازنة بين الشراء والبيع، وكيفية إدارة المخزون بحكمة. حتى لو كان العمل متواضعًا، إلا أنه أعاد له الثقة بنفسه وروحه المعنوية.

---

رغم بساطة العمل، شعر عاصم بالراحة النفسية لأول مرة منذ سنوات. لم يكن مضطرًا للقلق من منافس شرس أو خيانة موظف مقرب، بل كل شيء تحت سيطرته، وكل خطوة محسوبة بدقة. بدأ يكتب يومياته، يسجل الدروس المستفادة، ويخطط لما بعد الاستقرار المالي البسيط الذي بدأ يجمعه.

مع مرور الأيام، لاحظ زملاؤه تفانيه، وأمانته، وحرصه على تطوير العمل. بدأوا ينظرون إليه باحترام، وقال له أحدهم:
– "رغم أن عملك صغير، إلا أن قلبك كبير وعقلك حاد… ستصل بعيدًا إذا استمريت على هذا النهج."

---

وبينما كان عاصم يركز على عمله الجديد، أدرك درسًا مهمًا: النجاح لا يُقاس بالمال فقط، بل بالاستمرارية، والهدوء، والعمل المستقر. كان يعلم أن هذه البداية المتواضعة قد تبدو صغيرة، لكنها الأساس الذي سيبني عليه مستقبله من جديد.

وفي نهاية اليوم، جلس عاصم مع نفسه على شرفة البيت الصغير، ينظر إلى المدينة المليئة بالفرص، ويهمس:
– "هذه البداية الجديدة، بسيطة لكنها مستقرة… ومع الوقت، سأعيد بناء حياتي خطوة خطوة، ولن أكرر أخطاء الماضي."

وهكذا، بدأت مرحلة جديدة في حياة عاصم، مرحلة تقوم على العمل المستقر، الأمانة، والصبر، لتكون الأساس الحقيقي لنهوضه القادم.


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الأحلام, شراب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:27 PM

أقسام المنتدى

◀ مجلس التواصل ❛ | الفعاليات والمسابقات | مجتمع المدونين | ◀ المجلس العام ❛ | القسم الإسلامي | القسم العام | مجلس غلاك | ارشيف المواضيع القديمة والمكررة | ◀ مجلس الأسرة والمجتمع ❛ | بيتُ الاسرة | مطبخ حواء للمنقول | عالم أدَم | الملتقى العام لعالم الأسرَة والمجتمع | ◀ الاقسام الزائدة ❛ | القسم الأدبي العام | الخواطر وعذب الحروف | رواق الكتب | ◀ مجلس التقنية ❛ | شروحآت التصميم | أدوات المصمم | رِيشَة مصمم | مشاَكٍل وَحـلوْل | المجلس العام للتقنية | ◀ مكتب الإدارة ❛ | المواضيع المخالفة او المحذوفة | الإشـرَآف | خَـآصُ للإدَآرةُ | الصحف والأخبار | ‏الخَيمة الرَمضآنية | ◀ المجلس الإبداعي ❛ | الألعَآبُ وَ التسَلِيُهَ | روائع الفن التشكيلي والفوتوغرافي | عدسة مبدع | جَاليري غلاكـ للفنون | المجلس الرياضي | عالم السيارات | إبداعات صغيرة | خلفيات حصرية | قسم النقاش | قوانين ، اخبار وترقيات المنتدى | تواصل مع الإدارة | ورَشـةّ تـنّـسيـَق الـمَوآضـيّـعُ | حللتم أهلا ووطئتم سهلا | ◀ مجلس الأنمي ❛ | قسم الأفلام والمسلسلات | الأنمي والمانجا | مدونة مصمم | النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية | ◀ مجلس آدم ❛ | ◀ مجلس دورات المنتدى الحصرية ❛ | شرح خصائص المنتدى | مقفل | Foreign Language Forum .. | الشعر الفصيح والنبطي | مطبخي | الشيلات | االـيًـوتـيـوُبِ | جسر التواصل | لـقَـآءُ وَ فـنجآنُ قهوة | ملتقى المصممين | ◀ المجلس الفنّي والترفيهي ❛ | الرســـم | الحَجُ وآلعُمرةَ | إدارة الأقسام والرقابة | ملحقات واستايلات منتدى | خاص | دورة فن الأورجامي والكولينج | دورة الرسم بالرصاص | دورة علم النفس | اليوم الوطني "94" للمملكة العربية السعودية ~ ❀ | المناسبات | مجلة المنتدى | المجلس الأدبي | صرافة بنك هوامير غلاك | التصاميم الدعوية | دورة تعلم فن الخط | تطوير المنتديات | مشاركات المتسابقين ( العام ) | دورة فن الاناقة والجمال | Ask me | TV SHOWS - للمنقول | دورة الرَسِمْ الرقمي ببرنامج sketchbook | دورة مباديء الفوتوشوب | خاص لرآنيا | دورة فن صناعة الشموع | السيرة النبوية | دورات وبرامج دينية مُتجددة | اطلب استشارتك | مرافئ ساكِنة | مشاركات المتسابقين ( الخاص ) | عالم كل انثى | العطور | القصص والروايات والمسرح | عالم السياحة والسفر | عالم الحيوان والنبات | تطبيقات الكمبيوتر والجوال | حصريات المنزل والديكور | محذوفات الصور النسائية | إرشيف الدورات | التواصل الخاص | اعلانات الدورات والورش | دورة أساسيات الإليستريتور ( متوقفة ) | دورة تنسيق المواضيع | قسم الورش القصيرة | ارشيف الإدارة | الفعاليات والمسابقات الرياضية | تحديات المصممين | قسم اللغات الأجنبية | الموسوعة العلمية والثقافية | خاص بصور الأنمي | اليوم العالمي للغة العربية | حصريات الموسوعة العلمية والثقافية | رواق الفكر والأدب | المجلس الثقافي والعلمي | يوم التأسيس |



User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
بسرقتك لأفكارنا وجهد اعضاءنا أنت تثبت لنا بأننا الأفضل ..~
This Forum used Arshfny Mod by islam servant