رآنيا
04-18-2025, 07:02 AM
في زمنٍ أصبحت فيه الخصوصية ترفًا والحياة الشخصية مادةً للنقاش الجماعي يزداد حضور فئة غريبة من الناس تتسلل إلى تفاصيل الآخرين دون دعوة وتُقحم أنفها في شؤون لا تخصها
والأسوأ من ذلك أنهم يرفعون من شأن من يزدريهم ويهينون من يمدّ إليهم يد العون
تجدهم في المجالس وفي الشوارع وحتى خلف الشاشات يُلبسون فضولهم ثوب النصيحة ويحكمون على الناس وكأنهم أوصياء على قلوبهم ونواياهم
ترى أحدهم لا يجد لنفسه موطئًا في حياته لكنه يقتحم حياة غيره دون استئذان يوزّع الأحكام ويزرع الشك ويقدم نفسه مستشارًا في قضايا لا تعنيه
فيحكم على النوايا ويخوض في الحلال والحرام دون أن يُراجع قلبه أو يعرض أقواله على ميزان الحكمة
هؤلاء المتطفلون هم فئةٌ عجيبة لا يشغلهم البناء بل الهدم ولا تدهشهم الطيبة بقدر ما تفتنهم القسوة فيرفعون من شأن من يحتقرهم ويصنعون له منابر بينما يجهلون أو يُهينون من أحسن إليهم
يُطأطئون رؤوسهم أمام المتكبر ويشهرون ألسنتهم على المتواضع
ولأنهم لا يدركون قيمة المعروف فإنهم لا يحفظونه
أي نفوس تلك؟! وأي موازين اختلت في هذا الزمن؟!
تلك الفئة والتي لا نجد لها اسماً أشد صدقًا من "المتطفلين" تسكن المجالس وتتخفى في ثياب النصيحة ويظنون أنفسهم على درب الصلاح وهم أول من أفسد طهر المجالس وهدوء السرائر
هم غرباء في بيوت غيرهم يُعجبهم إشعال الحرائق ثم التفرج على الرماد كأنهم خلقوا ليمضوا أعمارهم في مراقبة حياة الآخرين بدلاً من إصلاح شؤونهم
أمام هذه الصورة المائلة يقف الإنسان الحق حائرًا بين حفظ كرامته وبين الرد على الجحود. لكنه يدرك وإن تأخر أن العطاء لا يكون لكل من طرق الباب وأن القلوب الصادقة لا تعني شيئًا لمن اعتاد أن يعيش على فتات الزيف
فليعلم كل محسن أن الخير لا يُنتظر له جزاء من القلوب الضالة وأن الشرف لا يُعترف به عند من لا يعرف قدره وأن الصمت عن الظلم حينما يتكرر يصبح خيانة للنفس
هؤلاء المتطفلون مهما علا صوتهم يبقون مجرد صدىً لما فاتهم من معنى الإنسانية يعيشون على الأطراف يمرّون دون أثر حقيقي لا يخلدهم التاريخ ولا تحفظهم الذاكرة فلا تلتفت إليهم وابقَ صادقًا حتى وإن شعرت أن الصدق ضلّ طريقه في هذا الزمان.
اتحدث عن موقف حصل معي بالامس ويبدو بإني افرغت غضبي في الكتابة :779:
~
والأسوأ من ذلك أنهم يرفعون من شأن من يزدريهم ويهينون من يمدّ إليهم يد العون
تجدهم في المجالس وفي الشوارع وحتى خلف الشاشات يُلبسون فضولهم ثوب النصيحة ويحكمون على الناس وكأنهم أوصياء على قلوبهم ونواياهم
ترى أحدهم لا يجد لنفسه موطئًا في حياته لكنه يقتحم حياة غيره دون استئذان يوزّع الأحكام ويزرع الشك ويقدم نفسه مستشارًا في قضايا لا تعنيه
فيحكم على النوايا ويخوض في الحلال والحرام دون أن يُراجع قلبه أو يعرض أقواله على ميزان الحكمة
هؤلاء المتطفلون هم فئةٌ عجيبة لا يشغلهم البناء بل الهدم ولا تدهشهم الطيبة بقدر ما تفتنهم القسوة فيرفعون من شأن من يحتقرهم ويصنعون له منابر بينما يجهلون أو يُهينون من أحسن إليهم
يُطأطئون رؤوسهم أمام المتكبر ويشهرون ألسنتهم على المتواضع
ولأنهم لا يدركون قيمة المعروف فإنهم لا يحفظونه
أي نفوس تلك؟! وأي موازين اختلت في هذا الزمن؟!
تلك الفئة والتي لا نجد لها اسماً أشد صدقًا من "المتطفلين" تسكن المجالس وتتخفى في ثياب النصيحة ويظنون أنفسهم على درب الصلاح وهم أول من أفسد طهر المجالس وهدوء السرائر
هم غرباء في بيوت غيرهم يُعجبهم إشعال الحرائق ثم التفرج على الرماد كأنهم خلقوا ليمضوا أعمارهم في مراقبة حياة الآخرين بدلاً من إصلاح شؤونهم
أمام هذه الصورة المائلة يقف الإنسان الحق حائرًا بين حفظ كرامته وبين الرد على الجحود. لكنه يدرك وإن تأخر أن العطاء لا يكون لكل من طرق الباب وأن القلوب الصادقة لا تعني شيئًا لمن اعتاد أن يعيش على فتات الزيف
فليعلم كل محسن أن الخير لا يُنتظر له جزاء من القلوب الضالة وأن الشرف لا يُعترف به عند من لا يعرف قدره وأن الصمت عن الظلم حينما يتكرر يصبح خيانة للنفس
هؤلاء المتطفلون مهما علا صوتهم يبقون مجرد صدىً لما فاتهم من معنى الإنسانية يعيشون على الأطراف يمرّون دون أثر حقيقي لا يخلدهم التاريخ ولا تحفظهم الذاكرة فلا تلتفت إليهم وابقَ صادقًا حتى وإن شعرت أن الصدق ضلّ طريقه في هذا الزمان.
اتحدث عن موقف حصل معي بالامس ويبدو بإني افرغت غضبي في الكتابة :779:
~