![]() |
#1 |
![]() ![]() |
![]() التقيا في محفل من المحافل بعد نأيٍ دام قرابة العقدين ، وكانتْ خلال الحفلة تنظرُ إليه من طرف عينها ، وكانتْ عيناه لا تريمان عنها ، وعندما خرجتْ إلى الحديقة تبعها ، فوقفتْ عند شجرة التفاح ، ووقف قريبًا منها ، وران الصمتُ عليهما ، فتقدم ووقف أمامها فأشاحتْ عنه ، فقال لها : بربكِ لا تعاتبيني على مالا ناقة لي فيه ولا جمل ، ولا تنظري إلي نظرة الأم المشفية على الموت لابنها العاق الذي هجرها في شرخ شبابه ولم يحضر إلا ساعة رحيلها ! بربكِ لا تنظري إلي نظرة الأب القاسي الغير آبه لانكسار طفله ، وترقرق الدموع في عينيه ! بربكِ لا تدعيني كطفلٍ حائرٍ في ظلامٍ دامسٍ موحشٍ في عالم الكبار ، الذين لا يستطيعُ الاندماج معهم ، ولا فهمهم ، وفهم نواياهم ! لم تُجبْه على حديثه ، فقال : أنا أيتها الحبيبةُ ، أوصدتْ في وجهي أبواب التوفيق –فيما أراه في أموري- ، ووئد الكثير من أماني الصبا والشباب –وأنتِ أحدها- فاستعضتُ بقلبٍ دائم الخفقان والحنين إليكِ ، وكفين لا يكفان عن الدعاء لكِ ، وعقلٍ لا يكلُّ من التفكيرِ بكِ ولا يمل ! بربكِ لم أعد في شرخ شبابي لأحتمل ، فقد أخذتِ السُّنون مني قوتي ، وسلبتْ شبابي ، وقيَّدَتْ إقدامي ، ومنحتني ضعفًا ، وشيبًا ، وخورًا ! ظلَّتْ على صمتها ، فنظر إليها بعينين مغرورقتين بالدموع ، وقال : هأنذا ماضٍ في السبيل الذي أراده الله لي ، والذي مضى فيه صحبي قبلي ، ولعلي ألتقي بهم في القريب العاجل ، فلم يبقَ لي شيءٌ ، فقد وُئِدَتِ الأماني ، وحِيْلَ بيني وبين لقاء من أُحِبُّ ، ولم يَبْقَ إلا أعظم الأماني التي أنشدها منذ صغري ، والتي أسألُ اللهَ ألا يحرمَني إياها ، وأن يمُنَّ علي بها قبل الظعون الأبدي ! ثم مضى مخلِّفًا قلبه مع مليكة القلب عند شجرة التفاح ، وهي تنظرُ إليه نَظْرَةَ الوَدَاعِ ، حاملًا معه حنينًا أثقل كاهله ، وأنهكَ جسده ، وأُمْنيَةً لم يَتَسَرَّبِ اليَأْسُ إلى قلبه من تحقُّقهَا بِفَضْلِ اللهِ ورَحْمَتِهِ ، وهو يقولُ : شَاخَ الوَصْلُ وَوُئِدَتِ الأَحْلَامُ ! kQ/XvQmE hg,Q]QhuA : |
![]() جزيلُ الشكرِ ، ووافرُ الامتنانِ للمصممة المبدعة سُقْيَا . ![]() |
![]() |
#2 |
![]() ![]() |
![]() شَاخَ الوَصْلُ وَوُئِدَتِ الأَحْلَامُ
نص جميل أخ عبدالعزيز رآق لي مآخطه قلمك أنتظآر قآدمك ،, |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
#3 |
![]() ![]() |
![]()
كعادتك اخي باذخ الحروف
اتحفتنا هنا بنص غني بالمفردات ومتوشح بالجمال وروايه تستحق القراءه بتمعن للاستمتاع بالجمال الكامن بين السطور ابدعت وكثيرا كعادتك يختم وتضاف 200 نقطه |
![]() |
![]() |
#4 |
![]() ![]() |
![]()
عازف : ممتنٌّ لعذب مروركَ .
|
![]() |
![]() |
#5 |
![]() ![]() |
![]()
أخي العزيز نايف : مرورٌ شدتْ له كنانير السرور (بارك الله لكَ في هذا الشهر ، وأعانكَ على صيامه وقيامه ، وتقبل منكَ) .
|
![]() |
![]() |
#6 |
![]() ![]() |
![]()
شَاخَ الوَصْلُ وَوُئِدَتِ الأَحْلَامُ !
- سرد جميل للغاية واسلوب مشوق ولعلي ناقمة على ما أل اليه مصير البطل في القصة وذهابه بلا عودة لكن لعل الأماني تحققت بعد ذلك ووصل الى ماكان يصبو اليه قصة جميلة وتمتلك قدرة راقية على تصوير الأحاسيس انتظر جديدك حتما، بوركت وسلمت استاذي الكريم ~ |
![]() ![]() ~ ![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الوَدَاعِ, نَظْرَةُ |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|