وفي هذا الحَديثِ بيانٌ لِعَظيمِ أجرِ المتحابِّين في اللهِ، حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: قال اللهُ عزَّ وجلَّ: "المُتحابُّون"، أي: الَّذين كانتْ قُلوبُهم مُجتمِعةً على المَحبَّةِ "في جَلالي"، أي: سبَبُ حُبِّهم هو إجلالي وتَعْظيمي، فلا يُحِبُّون إلَّا ما يُحِبُّه اللهُ، واجتمَعوا في محَبَّتِهم مِن أجْلي "لهم مَنابِرُ"، أي: يومَ القِيامةِ، والمِنبَرُ هو ما يُجلَسُ عليه في المحافلِ وهذه المنابِرُ يَومَ القيامةِ تكونُ "مِن نورٍ"، أي: تكونُ في أجمَلِ صُورةٍ وأحسَنِ مَنظَرٍ وأَبْهاهُ، "يَغبِطُهم النَّبيُّون والشُّهداءُ"، والغِبْطةُ هي أن يتَمنَّى الإنسانُ نعمةً على أن لا تَزولَ عن صاحبِها، وقيل: هي الاستِحْسانُ، والمعنى: أنَّ الأنبياءَ والشُّهداءَ يَستحسِنون أحوالَ هؤلاء المتحابِّين.
وفي الحديثِ: بيانُ الفَضلِ العظيمِ للمُتحابِّين في اللهِ تعالى.