سرابك وحرّيتي

سرابك وحرّيتي

لا تراقبني، فقلبي لم يعد لك، ولم تعد روحي ملكك.
كنت غيمةً تهبّ في سمائك، وها أنا ذهبت لأنتظر أفقًا لا يملكه أحد سوى سرابي.
لم تعد عيوني تبحث عنك، ولم يعد صوتي يهمس باسمك…
أنا أنثى صقلت على يديك، تعلمت منك الطيران، تعلمت حب ذاتي،
تعلمت أن الحرية أغلى من أي قفص ذهبي أو مملكة مظلمة.

كنت تتوقع أن أذوب، أن أقص جناحي وأصبح ذكرى في ماضيك،
لكنّي اليوم أعصف بكل ما بقي منك، أعصف بصمت، بلا رحمة، بلا رجوع.
أنا لست لك… أنا أنثى، أنا سرابك،
أعيش في حديقتي، أغني، أشم الياسمين، وأحلق حيث أريد…
وأعدك، لو التقيت عينايك، ستشرب من مرارة كأسي، وتبكي عمرك كله على ما خسرت


لا تراقبني، لم أعد منك، ولم تعد مني
أنا غيمة كانت تضللك، وذهبتُ لأنتظرَ في الأفقِ سرابا

لا تسأل من أكون، أنا أنثى صقلت بيدك
وتعلمت منك أن أكون غريبة، رغم محاولتك بقطع أطرافي

كنت تتوقع أن أُمحى وأن أذوب، أن تُقص جناحي
لكنّي يا سيدي، مثل القيامة كل يوم، وجعي لقلبك أُعيدُها

أعدك أن تشرب من مرار كأسي، شراب البوس والمآسي
أعدك أن تراني، ولا تلمسني، وتقتفي أثري، وتبكي عمرك كله على مصابي

نعم، تلك العصفورة فتحت القفص الذهبي وطارت
إنها في حديقة غناء، ذات بهاء، كفراشة سلام، تشم الياسمين، وتعشق الحرية

تعلمت منك السفر، ومنك تعلمت الطيران
تعلمت حب الذات، لذا لا تمرّقني بعينيك المستغربة من سرابي الراحل

وصوتي الجديد، أنثى متمردة، تخطت حدود مملكتك المظلمة
التي خلت من الرحمة والعطاء، هدمتني ولن تعود لتبني شيئًا من حطامي

أنا الآن انتقام، إعصار بلا صوت ولا رحمة
أنا لست لك، أنا أنثى… أنا سرابك

بقلمِ

رآنيا ,:الجوري: ,احساس غريب و 3 آخرون معجبون بهذا

راما ,محال ,SaMeH-Des

الموضوع الأصلي: سرابك وحرّيتي || الكاتب: روح || المصدر: مجتمع غلاك

ما نتميز به

تصميم،شروحات،دروس،فنون،دورات،شعر،خواطر،افكار،غلاك،استايلات،مسابقات

---

svhf; ,pv~djd