يشجع الإسلام على التعددية الفكرية التي تسهم في بناء العقول وتأتي بالخير على المجتمعات والأفراد والأوطان في قالب تسوده المحبة والسلام والوئام والأمان.
ولكن ما نراه من تعدديات اليوم على شكل أحزاب متناحرة يمقتها الإسلام بشدة حيث التطاول على الآخر ومحاولة تقزيمه ومهاجمته والإعتداء على الخصوصيات والوثب فوق المبادئ وانتهاك الحريات وسلب الحقوق من أجل مصلحة ضيقة تخدم فردا أو جهة أو مجموعة أو حزب دون غيرهم حتى ولو كان ينتج عن ذلك ضرر كبير على البلد والمجتمع !! ففي تلك الأحزاب يظهر الوجه القبيح للتعصب الفكري للحزب ولو كان ذلك على حساب الوطن والمجتمع والفرد فهم يضربون بعرض الحائط كل ما يعارض توجهاتهم حيث تسقط القيم والمبادئ وتسود الأنا والطوفان من بعدي فتهدم الأمم وتتفكك المجتمعات وتتشرد الأسر وتضيع العائلات.
نجد في البلاد التي تسودها التعددية الفكرية المنطلقة من الحزبية المقيتة صداما حادا وتناقضا يفتك بين أفراد المجتمع الواحد بل لا نبالغ إن قلنا بين أفراد البيت الواحد فالأب في حزب والابن في حزب آخر والأخ في حزب والأخ الآخر في حزب آخر وكل منهم متعصب لرأيه وفكره وحزبه الذي ينتمي إليه فنراهم وقد تناحروا فكريا حتى وصلوا إلى التناحر العقدي الذي أودى بهم إلى التناحر الجسدي حيث ساد القتل بينهم ولم يعد هناك صوت يجب أن يعلو فوق صوت حزب كل منهم !!!
تلك التعددية الفكرية الحزبية قبيحة ومهلكة وليست من الإسلام في شيء بل هي بغيضة وينطبق عليها قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن الجاهلية التي قال فيها (دعوها فإنها منتنة).
نسأل الله السلامة ونرجو منه سبحانه وتعالى أن يجمع أمة الإسلام على رأي واحد تحت راية واحد وهي راية ... لا إله إلا الله محمد رسول الله ... فهي الراية الوحيدة التي يعمها الأمن والسلام وتسودها المحبة الصادقة والإخاء.
10-15-2020, 01:09 PM
الإسلام والتعددية الفكرية (الأحزاب)
العرض الشجري