جمجمة النار، قصة ..~

جمجمة النار، قصة ..~

اسعد الله اوقاتكم بكل خير

قبل فترة المبدعة اماريلس طرحت تصميم، الرابط هنا

وبما اني احب اجواء الرعب والاشباح جذبتني الصورة والهمتني لكتابة قصة
للاسف ما كنت راضية عن القصة اللي كتبتها سابقا ولحد الان افكاري غير مترابطة
لكن ولانها شجعتني من يومين وتحدتني اكتب ، واخيرا كتبتها واعتمدتها بدون تعديلات كثيرة
الحمدلله ان الموضوع استغرق مني شهرين بس ماكملت سنتين

قصتها من هنا

وهذه قصتي



كانت السماء في تلك الليلة ثقيلة بلا نجوم وكأن الغيوم عقدت اتفاقًا صامتًا لحجب القمر عن الجبال
في قلب الظلام وعلى أرض رملية تحيطها أشجار الصنوبر العملاقة جلس سبعة أشخاص حول نار المخيم
اللهيب يرقص يتلوى على أنغام الحطب المتكسر ويلقي بظلال مشوهة على وجوههم
حتى بدوا للحظة غرباء عن أنفسهم تبادلوا القصص المخيفة وكل واحد يحاول أن يطغى على الآخر في بث الرعب

ثم انقطع الحديث فجأة أحدهم اقترب من النار ابتسم ابتسامة جانبية وقال بصوت منخفض وكأنه يبوح بسر لم يكن يجب أن يُقال
هناك طقس قديم إذا نفذناه يمكن أن نفتح بوابة بين عالمنا والعالم الآخر

ضحكة ساخرة صدرت من أحدهم لكن صاحب الفكرة لم يضحك
أخرج كيسًا صغيرًا من حقيبته يحتوي على مسحوق أسود ومعه قطعة جلد قديم محفور عليها رمز غريب
بدأ برسم الرمز حول النار ومع كل خط يُرسم بدا أن الهواء يزداد ثقلاً وكأن الليل نفسه يحبس أنفاسه
طلب من الجميع الوقوف والإمساك بأيدي بعضهم ثم بدأ يتلو كلمات بلغة غريبة حادة الأصوات تخترق الأذن وتثير القشعريرة
ومع كل كلمة خفتت الأصوات في الغابة وتوقفت الرياح وحتى الحشرات صمتت

فجأة هبت ريح دافئة من قلب النار فارتفع اللهيب واتخذ أشكال وجوه مشوهة نصفها واضح والنصف الآخر يذوب في الهواء
ثم بلا إنذار توقف كل شيء
لكن الصمت لم يكن مريحًا كان كغرفة فارغة يختبئ فيها شخص لا تراه
نظراتهم لبعضهم تغيّرت، الابتسامات اختفت، والعيون تحولت إلى فراغ بارد

أحدهم بدأ يحدق في الفراغ بعينين شاردتين ثم اندفع فجأة على الآخر يداه تطوقان عنقه بقوة
صرخة حادة مزقت الصمت تبعتها فوضى عنيفة أقدام تركض وأجساد تتصادم وأنفاس لاهثة متقطعة

تحول الخوف إلى جنون
شخص غرز سكين التخييم في بطن آخر مرات متتالية ووجهه خالٍ من أي ملامح بشرية
وآخر دفعه مباشرة إلى النار فتصاعدت رائحة لحم محترق ممزوجة بدخان ثقيل خنق الحلق

لم يبق سوى اثنان يركضان عبر الغابة وأقدامهما تنزلق على الأرض الرطبة والدماء على ملابسهما
وصلا إلى قمة جبل بعيد حيث المخيم في الأسفل بدا كجمرة صغيرة تكاد تنطفئ

لكن الظلام كان أسبق منهما
أحدهما توقف فجأة التفت وعيونه أصبحت بؤرتين سوداوين لا تعكسان أي ضوء
التقط حجرًا ضخمًا واقترب ببطء بخطوات ثقيلة

قبل أن يهوي الحجر اهتزت الأرض بعنف
في الأسفل انفجر اللهيب وارتفع متشكلًا جمجمة هائلة من النار أسنانها شفرات متقدة وعيناها جمرتان مشتعِلتان تحدقان مباشرة نحوهما

صرخة اخترقت الجبل لكن الجمجمة مدت يدًا من لهب امتدت عبر المسافة وأمسكت بأحدهما وابتلعته في لحظة
تحول إلى رماد يتطاير مع الريح بينما دوى ضحك عميق ومشوّه بين الأشجار

الآخر ركض بلا توقف حتى انزلقت قدماه عن الحافة وسقط في ظلام دامس

… ثم فتح عينيه
لكن حينما استيقظ بدا كل شيء طبيعي
الشمس مشرقة والسبعة يجلسون حول النار يضحكون ويتحدثون وكأن شيئًا لم يحدث
جلس يتنفس بسرعة ينظر إليهم واحدًا واحدًا كانوا طبيعيين !

بدأ يهدأ ويردد هو مجرد حلم لا أكثر
نهض ليتوجه نحو جدول الماء القريب
لكن حين انحنى رأى في انعكاس الماء خمسة خطوط حمراء غائرة على رقبته كأن يدًا غير بشرية أمسكت به
وفي لحظة أحس بحرارة تتصاعد خلفه وهمسًا حادًا يقترب من أذنه ويقول شيئًا لكنه لم يسمع

رفع رأسه بسرعة، التفت حوله، لا شيء حوله !
لكن حين عاد ببصره إلى الماء لم يجد وجهه فقط بل وجه جمجمة النار يطفو خلفه في الانعكاس
عينان جمرتان تتقدان ببطء وفمها يبتسم ابتسامة لا تنتمي لعالم البشر

وقبل أن يصرخ تموّج سطح الماء فجأة وكأن يدًا حمراء من دخان ولهب امتدت نحوه
زحف السواد من بين الأشجار وغطّى كل شيء حتى صوته اختفى
وفي اللحظة الأخيرة .. ابتلعه الظلام.

~

AMARYLLIS ,زهرآء ,White و 1 آخرون معجبون بهذا

SaMeH-Des

الموضوع الأصلي: جمجمة النار، قصة ..~ || الكاتب: رآنيا || المصدر: مجتمع غلاك

ما نتميز به

تصميم،شروحات،دروس،فنون،دورات،شعر،خواطر،افكار،غلاك،استايلات،مسابقات

---

[l[lm hgkhvK rwm >>Z

😮🔥
القصة دي حرفيًا خلت قلبي يدق بسرعة وكأني قاعد وسطهم عند النار!
الوصف الدقيق للمشهد ورائحة الحطب والمطر، وتحول الهدوء لرعب وجنون، ثم النهاية المفتوحة… كل ده خلاني أعيش القصة كأني داخلها.
إبداع حقيقي يا رانيا، أسلوبك يمسك القارئ من أول سطر لآخر نفس 👏✨

وش سالفة هالجمجمه المحروقة كله قصص عليها ههههه بدعتي رنوش

يعني كل هذا التشويق وكنتِ ما مقتنعة فيها شهرين
جوها جو مرعب وإلتقاط أنفاس
قتل وراء قتل وذهب السبعة جميعهم
بينما أنا قتلت شخص واحد
تعتبر قصتي لطيفة مقارنة بقصتك المرعبة هذه
صح ما رعب عنيف، لكن فكرة أن كل منهم قتل الآخر
والبقية لقوا مصيرهم أيضًا هي المخيفة

مشوقة بشكل مميز
أهم شيء كان التحدي مفيد تطرحيها قبل تمر سنة

،.

أحداث مخيفه
عشناها مع القصه
وصعوبك موقف
صيغت بأسلوب درامي سلس

غاليتي رانيا
أبدعتِ وأمتعتِ
مخيلتك واسعه وثريه ما شاء الله
شكراً لروعة ما كتبتِ
ودام ألق حرفك الجميل
ودي وتقديري