![]() |
#1 |
![]()
DESIGNER
![]() |
![]() .
تلفت يمنة ويسرة اخذ نفسا عميقا لا وجود لذكرى مؤرقة في الجوار، أرخى بمقعده للخلف وسمح لقلبه أن يستكين للحظة كما جسده، تأمل الضوء الخافت ووهجه المنعكس على جدران الغرفة، يومض كل بضعة ثواني معلنا أوان احتضاره، يتراقص انعكاسه مع كل ومضة كطقوس خاصة للوداع. لم يكن هذا الهدوء معتادا، فغالبا.. ما يدوي صوت سيارة الدفاع المدني أو صوت إنذار سيارة اقترب منها متجول بالخطأ. لكن الليلة.. الهدوء يعم المكان ويعم قلبه. ماهذه السكينة إلا حالة مؤقتة.. يدرك ذلك.. يقينا، فبعد ثوانٍ ستتهافت عليه الافكار كأشباح سوداء بوجوه مشوهة تتلقفه من كل جانب، تعلو به وترميه من على حافة الذكريات تلهب جراحه وتشعل فيه نارا لا تنطفئ حتى تتأكله وتحول ثناياه إلى رماد. ولا ينتهي، ينهض من تحت الرماد بوهن ينفض ما اعتراه من ألم، ثم يقابل الناس بوجه مبتسم وضحكات مزيفة يلقي نكات مضحكة يملئ المجالس بالقهقهات والطرف، وما أن يعود إلى مخدعه حتى تعاود أشباحه الظهور لتبدأ محرقة جديدة. لم تكن الليلة كالليالي الآخرى، لا يعلم ما الذي ألهم أشباحه السكون، ولا يفهم كيف السبيل لإحلال ليالي ساكنة كهذه الليلة. كل ما يعرفه أنه أُنهك واستنزف حتى ما عاد يملك الطاقة ليبتهج بسكونه ولا ليحتفل بعيدا عن اشباحه وكل ما يرغب به.. أن يغمض عينه وينام بعمقٍ ملء جفنيه لأول مرة منذ وقت طويل. gH,g lvm lk` ,rj ',dg> |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
لأول, طويل. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|