![]() |
#25 |
![]() ![]() |
![]()
"في صباح هاديء
من شهر مارس عام 1941 قامت الكاتبة البريطانية -فيرجينا وولف - والتي تُعتبر واحدة من أشهر الكاتبات في القرن العشرين- بملء جيوب معطفها بالحجارة وتوجهت لنهر Ouse وقامت باغراق نفسها، وكانت هذهِ المحاولة هي الثالثة، والأخيرة. المحاولة الأولى لها عندما كانت تبلغ من العُمر 22 عاماً بعد وفاة والدها حيثُ قامت بالقاء نفسها من شُرفة منزلها في لندن، والمحاولة الثانية عندما كانت تبلغ من العمر 31 عاماً حيثُ حاولت الانتحار عن طريق أخذ 100 غرام من الباربيتال - Barbital وقام بانقاذها زوجها. -فرجينيا وولف- كانت تُعاني من اضطراب ثُنائي القطب Bipolar disorder والذي ارتبط بتاريخ عائلي مؤلم من الاضطرابات العقلية والإساءات. قبل انتحارها، قامت بكتابة رسالة وداع مؤلمة ومؤثرة لزوجها ليونارد، ولم تكُن رسالة وداع للعالم، بل لصديق ورفيق في حياتها القاسية، وهذا نص الرسالة: تقول الرسالة : عزيزي ليونارد… لقد عدتُ إلى الجنون مرة أخرى، ولا أظنّ أنهُ بإمكاننا النجاة مجددًا من تلك الأوقاتِ السيئة. أنا لن أتعافى هذهِ المرّة. أصبحتُ أسمع أصواتًا كثيرة داخل رأسي، ولم أعد قادرةً على التركيز، لذلك سأفعل الأفضل لكلينا. لقد وهبتني اعظم سعادةٍ ممكنة. لقد كُنتَ بكل الطرق، كلّ ما يمكن لشخص واحد أن يكونه. لا أظن أنهُ من المعقول لاثنين أن يصبحا أكثر سعادة منّا، حتى أصابني هذا المرض اللعين. لا أستطيع القتال أكثر. أعلم أنني أفسد عليك حياتك، لولا وجودي لاستطعت الخروج والعمل. أعرف أنك ستخرج للعمل إن غادرتُك أنا متأكدة من هذا. انظر، لا أستطيع القراءة حتّى. لا أستطيع كتابة هذه الرسالة بشكل جيّد حتى. إنني أخسر كل شيء. ما أريد أن أخبرك به هو أنني مدينة لك بكل السعادة التي عشتها في حياتي. لقد كنت صبورًا معي وطيّبًا بشكل لا يعقل. أريد أن أخبرك - والجميع يعلم هذا- لو كان لرجلٍ أن ينجح في إنقاذي فستكون أنت هذا الرجل. فقدتُ كلّ شيء يا ليونارد، عدا إيماني بك وبقلبك. لا أستطيع الاستمرار في إفساد حياتك. هذا يكفي. لا يمكن لشخصين أن يكونا أكثر سعادة مما كنّا عليه." |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
موفي |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|