|
01-27-2024, 04:14 AM | #1 |
|
السلطانة ... بقلمي
تتأمل حقيبة الأقلام الصغيرة بتعجب ، خروف يختبئ بين أشجار البلوط العملاقة ، صياد يحاول اقتناصه ببندقيته!
حقيبة تافهة ، كيف اعجبتها البارحة واشترتها ! رمتها جانبا بضجر ، قاعة الصف صاخبة ، أصوات تناديها لكنها تتجاهلها فمزاجها معكر ، اليوم سيء من أوله ، تنهدت مجددا حين دخلت المعلمة تجرّ بعدها طالبة غريبة . وضعت المعلمة اشياءها على المكتب قبل أن تضع يدها على كتفي الفتاة بجانبها : - رحبوا معي بصديقتكم الجديدة أسماء ، جاءت من الريف منذ فترة بسيطة ، اعتنوا بها جيدا ، كونوا لطفاء معها . ألقت جملتها الأخيرة وهي تنظر لعيني عبير ، التي تحاشتها لتتفحص أسماء من أسفل قدميها ، فتاة غثة ، بملابس نظيفة عشوائية التنسيق ، تضع حجابها بطريقة الجدات ، ملامحها بريئة كالدمى ، عيناها ترفعهما بخجل يمتزج بفضول ظريف . ظريف !! خطرت على بالها فكرة ، ابتسمت للمعلمة بفتور وهي تتجه لأسماء وتجلسها بالمقعد المجاور لها ، همست لرفيقتها أمنية حين أستهجنت تصرفها ضاحكة : - لنلعب معها مابين شراء من مقصف المدرسة إلى إحضار كتب من الصفوف الأخرى ، كتابة الواجبات و الاشغال اليدوية في حصة الفنون ، مرت الأيام على أسماء ، التي تتلقى أوامر السلطانة عبير " كما عرفت عن نفسها " لها وعيناها تبرقان، بسرور ! - حمقاء قالتها عبير مقهقهة لصديقتها وهما تلاحقان بنظرهما أسماء الراكضة لتنفيذ أمر جديد : -ذهبت ، تظن أني صديقتها ، سذاجتها هذه تغضبني ، لكن سأدعها ، فشكوى واحدة للمديرة ستطردني من المدرسة للأبد ، آه تذكرت شيء مسلي ! أخرجت بطاقة صغيرة ، يظهر منها رقم لهاتف أرضي كتبت على عجل ، صفعتها أمنية على كتفها بغضب : - ستكونين انتِ الحمقاء إذا اتصلتِ به ، لم نصل لهذه المرحلة بعد يا مجنونة ! - بل هو الأحمق ، انظري إلى الرقم هذا وكأنه يعيش في القرون الوسطى ، تبسمت باستهتار لتكمل : - سنقابله في مكان عام ، سيكون لوحده ونحن اثنتان لا عليك ، فقط راقبيني . رن الهاتف : - مرحبا . ليجيبها الطرف الآخر بسرعة وكأنه يتوقع مكالمتها هذه . - لنتقابل بعد يومين قبل الحصة الرابعة . وصلتها الموافقة لحظتها ، تأرجح قلبها بخوف لثوانِ ، صاحبه شعور كالهلوسة ،أعاد إشعال ملحمة ازلية بين قلبها وعقلها ، تتقاذفها الأفكار شرقا و غربا، مع ذلك لم تكن يوما ممن يتراجع عن أفعاله بسهولة! فهي لم تعد تتحمس للمقالب الطفولية تلك ، تريد تجربة افكار جديدة ، مغامرة لم تعشها من قبل. حين جاء الموعد شعرت بحجم الورطة ، أمنية كادت تتخلى عنها ، لكنها أجبرتها بطريقتها ! كانت سيارة الفتى تنتظرهما خلف مبنى المدرسة ، تسللتا خفية عن أنظار المراقبات ، لو اكتشفن فعلتها سيبلغن والدها و سيذبحها بسكينه كالشاة حرفيا ، ملامحها لا تشي بما يتزلزل به قلبها ، على خلاف أمنية التي يظهر عليها الخوف جليا : - أسماء ، تلك أسماء !! لقد رأتني ! قالتها أمنية وهي تخفض رأسها ، رجفت عينا عبير لكن ورطتهما لم تكتمل الأ حين رأت الشاب الأكبر سنا في المقعد الأمامي بجانب الفتى ، كم هي حمقاء ؟ كيف لم تلاحظ وجوده إلا الآن؟ وجوده ليس عبثاً ، هما خططا لأمر ما . قرصت أمنية بحركة تعرفها الأخرى لتصمت وهي تتبادل النظرات معها . قرعت النافذة لتطل اسماء ، تيبست ملامح عبير ،وأسماء تحثهن على ترجل السيارة ، مع إصرار اسماء لم يكن أمام الفتى خيار سوى أن يتحرك بسرعة ، وقبل أن تنطلق ، كانت على المقعد بجانبهن . - لماذا جئتي ؟ اطلبي منه التوقف الآن ! ولتنزلي . تجاهلتها اسماء ونظرها لا يتزحزح عن نافذة السيارة . - جواد ! هي ليست معنا ، توقف جانبا وانزلها . كان رد الفتى لمحة من المرآءة لأسماء قبل أن يعود بنظره للطريق . كان جواد بنفس عمرهم لكن الفتى الأكبر سناً ربما طالب جامعي ، هذا ما استنتجه تفكير عبير بعدما تفحصت حقيبة الحاسوب المحمول التي يحملها . اخرجت هاتفها من خلف حقيبتها ، ارقام اهلها جميعا بدت مرعبة ، حثتها نفسها على التمهل فربما يمر كل هذا ولا يضطر أي منهم لمعرفة حماقتها الكارثية هذه . عشر دقائق مرت لكنها شعرت وكأنها في سفر ، شعرت بوكز اسماء لها ، ناولتها بعض الأوراق ، تناولتها لتشعر بمقبض معدني تحتها ، قبضة حديدية ، رمشت بذهول لرؤية السلاح الصغير في يد اسماء الأخرى ! في النصف الساعة الآخر، حدث مالم يكن في الحسبان ، كأنها في مسرح كبير ، فيلم هندي لو شاهدته خلف الشاشات لضحكت من هول الخيال! اسماء وهي تضع السلاح خلف رأس جواد ، يداها المرتجفة ، ألوان كالنجوم شوشت عليها رؤية الواقع ، صوت اسماء ! - دع صديقك ينزل وواصل السير ، الآن !!! قفز صديقه حين صاحت به ، هاربا كالنعجة ! محاولته آخذ السلاح منها ، تمايل السيارة يمينا وشمالا ، كأن إعصارا يضربها ، بل هو حقاً : إعصار " اسماء " الجارف ! ضُرب رأسها حتى أُدمي ، لكنها تشبثت بالسلاح بقوة ، اصطدمت السيارة بالرصيف ليتوقف وهو يجري هاربا بعد صديقه! امنية الباكية ، قدما عبير الوهنتان ، اسماء التي تلملم أوراقها بعد أن بعثرها اصطدام السيارة ذاك . صمت تام تلى تلك اللحظات . في سيارة الأجرة سألت : - كيف ؟ - والدي تاجر اسلحة ولدى كل افراد اسرتي سلاحهم الخاص ، نحن نستخدمها وكأنها ألعاب نارية ! لأول مرة يستمر ذهول عبير لأيام . لكن ذهول المدرسة بأكملها في اليوم التالي كأن أكبر : عبير وهي تحمل حقيبة اسماء وتشتري لها الغداء من المقصف والأشد عجبا كان مناداتها لها ب : -السلطانة أسماء! تمت hgsg'hkm >>> frgld |
|
01-27-2024, 04:49 AM | #2 |
|
رد: السلطانة ... بقلمي
مبدعه اخت نجمه
قصه جميله أستمتعت بقرأتهـآ أنتظــآر قادمك ،, |
|
01-27-2024, 10:22 PM | #3 |
|
رد: السلطانة ... بقلمي
|
|
01-27-2024, 05:52 AM | #4 |
|
رد: السلطانة ... بقلمي
نجمه
قصه جميله سردك رائع قلم مبدع تم الختم واضافة 300 نقطه |
|
01-27-2024, 10:22 PM | #5 |
|
رد: السلطانة ... بقلمي
|
|
01-27-2024, 12:57 PM | #6 |
الولهان عبدالله
|
رد: السلطانة ... بقلمي
من أجمل ماقرات وبالذات التشبيه الموجود
ربي يسعدك يالغلا |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
السلطانة, بقلمي |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|