أقلام مبدعة اضافة رابط يوتيوب نجم الأسبـــوع اضافة خلفية للموضوع إبداعاتِكم قوانين مجتمع غلاك
العودة   مجتمع غلاك > ◀ المجلس العام ❛ > القسم الإسلامي

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-22-2024, 02:44 PM   #1
عآزفّ النّآي
http://g-lk.com/up/do.php?img=869http://g-lk.com/up/do.php?img=869http://g-lk.com/up/do.php?img=869


عآزفّ النّآي متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 589
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : يوم أمس (12:44 PM)
 المشاركات : 59,650 [ + ]
 التقييم :  114948639
 قـائـمـة الأوسـمـة
ردك مميز

غيم ماطر وعطاء بلا حدود

مميز في طرح المواضيع

لوني المفضل : Black
افتراضي لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا




سلسلة تأملات تربوية في بعض آيات القرآن الكريم

﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286]،
﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [التغابن: 16]
﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]
إن الإنسان ليتعجب

إن ما يسود في الأرض في هذا الأوان من فساد وظلم وفحشاء لا يتصوره عقل
وكلما زادت البشرية في تقدمها الحضاري
زاد معها هذا الفجور والخروج عن طاعة الله،


فلو نظرتَ فقط إلى وسائل الإعلام وما به من جنون
بعرْضِ كل الفواحش والتفنن في إغراق البشرية في وحل الجنس

والتسلل إلى كل إنسان وكل بيت وكل وقت
بوسائلَ شيطانية لتُغرِق العالم في الفواحش.


هنا يدور في العقل

لِمَ لا يصب الله على البشرية جام غضبه ويبيدها على الفور؛
فإن الله قادر على كل شيء؟

ولكن ما نراه في واقع الحياة

أن الله يُمهِل البشرية
ويرسل بعض الآيات لتذكير الناس بأن هناك ربًّا يُدير هذا الكون بقدرته،
وفي نفس الوقت برحمته،
فقد رأينا ما أصاب البشرية كل فترة بنوع معين من الآيات،
ولنأخذ نوعًا واحدًا من هذه الآيات

في الفترة الأخيرة؛ إنه الفيروسات: فيروس (ساس)، (إنفلونزا الطيور)،

(إنفلونزا الخنازير)، (الإيبولا)، (زيكا)، وأخيرًا (كورونا).

ما العلة في ذلك؟

انظر في قوله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﴾

[الأنعام: 42]
وقوله:

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ ﴾

[الأعراف: 94]

وكأن الله يرسل هذه الكوارث على البشرية رحمة بهم؛

لعلهم يعودوا إلى ربهم ويتضرعوا إليه.

فلم يُبِدِ الله البشرية على ما تقترفه من هذا الفجور.
ولكنك - أيها المسلم

-
عليك أنت أن تعلم أن ما يجب عليك عمله في هذه المعمعة
أن تجتهد في سعيك لطاعة الله،
وأن تتقي الله
ما استطعت إليه سبيلًا؛

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾

[التغابن: 16]
فالله لا يكلفك فوق طاقتك، وفي هذا القيد:

﴿ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾

يتجلى لطف الله بعباده، وعلمه بمدى طاقتهم في تقواه وطاعته.

عن أبي هريرة عبدالرحمن بن صخر رضي الله عنه قال:

سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((ما نهيتُكم عنه فاجتنبوه
وما أمرتُكم به فأتُوا منه ما استطعتُم،

فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرةُ مسائلهم واختلافُهم على أنبيائهم))
[رواه البخاري ومسلم].
أيها المسلم،

إن ربك بك رحيم ورحمته واسعة
، رغم ما نشعر به هذه الأيام من ضيق يدٍ،
وقلة الحيلة والوسيلة
وزهوِ الباطل وأهله الذين يظنون أنهم قادرون على فعل كل شيء في الأرض:

﴿ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا ﴾

[يونس: 24]
رغم ذلك فإن ربك يقول:

﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾

[الأعراف: 156].
فالإسلام يعترف بالإنسان إنسانًا ويفرض عليه من التكاليف ما يُطيق،

ويراعي التنسيق بين التكليف والطاقة بلا مشقة ولا عناء لا يتحمله:

﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا

لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ
رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا
كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ
وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾

[البقرة: 286].
فيا أيها المسلم،

لا يضيقنَّ صدرك، ولا تستثقل ما أنت فيه،
واطمئن إلى رحمة ربك وعدله في هذا الكون،
ولا تتبرَّم من قدر الله وكونه يضعك

في هذه الحياة التي تموج بهذا الموج من المشكلات،

فأنت قادر على أن تسير فيها وإلا ما وضعك الله فيها،
ولو لم تكن في طاقتك، ما فرضها عليك.
وما عليك إلا أن ترتقيَ في سعيك لتقوى الله حتى تلقى الله تعالى:

﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾

[الحجر: 99]، أيها المسلم، دقِّق في الآية:

لم يحدد الله في الآية درجة اليقين التي يجب أن تصل إليها أنت،

بل تركها غير محددة رحمة بك لتجتهد أنت للوصول إلى ما تصبو إليه.
فاليقين - أيها المسلم – درجات،

كلما تطور المسلم في عباداته وعلمه،
انتقل إلى درجةٍ أفضل في اليقين، ومن هذه الدرجات:
علم اليقين:

هو العلم والمعرفة بالشيء دون شكٍّ.
عين اليقين:

هو مرحلة متطورة عن علم اليقين،
وفيها يكون تشكل اليقين نتيجة المشاهدة والاكتشاف.
حق اليقين:

هو أتم اليقين،
وفيه نتج اليقين من المخالطة والتمييز.

إن تدرُّجَ المسلم في مراتب اليقين

قد يحتاج إلى مدى عمر الإنسان،
فانظر كيف سعى إبراهيم عليه السلام للسمو بدرجات يقينه؛
فسأل ربه:
﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى

قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي
قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ
ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا

وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾

[البقرة: 260]،
هنا وصل إبراهيم عليه السلام إلى مرتبة عين اليقين

ثم ارتقى يقينه إلى حق اليقين عندما نجاه ربه من النار:

﴿ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ *
قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾

[الأنبياء: 68، 69].
إن تدرُّجَ المسلم في درجات اليقين لا يكون إلا بجهاد النفس وأشواقها،

والحياة وأشواكها؛ مما يستلزم معه الصبر:
﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾

[آل عمران: 142].
وهكذا يكون تصور المسلم رحمة ربه وعدله في التكاليف التي يفرضها الله عليه،

وفي ابتلائه في خلافته للأرض، وفي جزاء ربه على عمله في نهاية المطاف.

فمن شأن هذا الاعتقاد واليقين فيه أن يستجيش عزيمة المسلم للنهوض بتكاليفه،

فإذا ضعف مرة أو تعب مرة أو ثقل العبء عليه

أدرك أنه الضعف واستجاش عزيمته،

ونفض الضعف عن نفسه،
وهمَّ همة جديدة للوفاء لاستنهاض الهمة، كلما ضعفت على طول الطريق!

وعلى كل مسلم أن يدرب نفسه على علو الهمة وعدم اليأس،

فيخوض معركته في هذه الأمواج،
واثقًا من ربه
ومن نهاية الطريق، في جنات النعيم،

في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

ربُّوا أولادكم على هذه الهمة، وهذه الغاية.
﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾

[آل عمران: 139].


_
أ. د. فؤاد محمد موسى.


ما نتميز به

تصميم،شروحات،دروس،فنون،دورات،شعر،خواطر،افكار،غلاك،استايلات،مسابقات



gQh dE;Qg~AtE hgg~QiE kQtXsWh YAg~Qh ,EsXuQiQh hgg~QiQ dE;Qg~AtE YAg~Qh ,EsXuQiQh kQtXsWh



 
 توقيع : عآزفّ النّآي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
اللَّهَ, يُكَلِّفُ, إِلَّا, وُسْعَهَا, نَفْسًا


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:52 AM

أقسام المنتدى

◀ مجلس التواصل ❛ | الفعاليات والمسابقات | مجتمع المدونين | ◀ المجلس العام ❛ | القسم الإسلامي | القسم العام | مجلس غلاك | ارشيف المواضيع القديمة والمكررة | ◀ مجلس الأسرة والمجتمع ❛ | بيتُ الاسرة | مطبخ حواء للمنقول | عالم أدَم | الملتقى العام لعالم الأسرَة والمجتمع | ◀ الاقسام الزائدة ❛ | القسم الأدبي العام | الخواطر وعذب الحروف | رواق الكتب | ◀ مجلس التقنية ❛ | شروحآت التصميم | أدوات المصمم | رِيشَة مصمم | مشاَكٍل وَحـلوْل | المجلس العام للتقنية | ◀ مكتب الإدارة ❛ | المواضيع المخالفة او المحذوفة | الإشـرَآف | خَـآصُ للإدَآرةُ | الصحف والأخبار | ‏الخَيمة الرَمضآنية | ◀ المجلس الإبداعي ❛ | الألعَآبُ وَ التسَلِيُهَ | روائع الفن التشكيلي والفوتوغرافي | عدسة مبدع | جَاليري غلاكـ للفنون | المجلس الرياضي | عالم السيارات | إبداعات صغيرة | خلفيات حصرية | قسم النقاش | قوانين ، اخبار وترقيات المنتدى | تواصل مع الإدارة | ورَشـةّ تـنّـسيـَق الـمَوآضـيّـعُ | حللتم أهلا ووطئتم سهلا | ◀ مجلس الأنمي ❛ | قسم الأفلام والمسلسلات | الأنمي والمانجا | مدونة مصمم | النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية | ◀ مجلس آدم ❛ | ◀ مجلس دورات المنتدى الحصرية ❛ | شرح خصائص المنتدى | مقفل | Foreign Language Forum .. | الشعر الفصيح والنبطي | مطبخي | الشيلات | االـيًـوتـيـوُبِ | جسر التواصل | لـقَـآءُ وَ فـنجآنُ قهوة | ملتقى المصممين | ◀ المجلس الفنّي والترفيهي ❛ | الرســـم | الحَجُ وآلعُمرةَ | إدارة الأقسام والرقابة | ملحقات واستايلات منتدى | خاص | دورة فن الأورجامي والكولينج | دورة الرسم بالرصاص | دورة علم النفس | اليوم الوطني "94" للمملكة العربية السعودية ~ ❀ | المناسبات | مجلة المنتدى | المجلس الأدبي | صرافة بنك هوامير غلاك | التصاميم الدعوية | دورة تعلم فن الخط | تطوير المنتديات | مشاركات المتسابقين ( العام ) | دورة فن الاناقة والجمال | Ask me | TV SHOWS - للمنقول | دورة الرَسِمْ الرقمي ببرنامج sketchbook | دورة مباديء الفوتوشوب | خاص لرآنيا | دورة فن صناعة الشموع | السيرة النبوية | دورات وبرامج دينية مُتجددة | اطلب استشارتك | مرافئ ساكِنة | مشاركات المتسابقين ( الخاص ) | عالم كل انثى | العطور | القصص والروايات والمسرح | عالم السياحة والسفر | عالم الحيوان والنبات | تطبيقات الكمبيوتر والجوال | حصريات المنزل والديكور | محذوفات الصور النسائية | إرشيف الدورات | التواصل الخاص | اعلانات الدورات والورش | دورة أساسيات الإليستريتور ( متوقفة ) | دورة تنسيق المواضيع | قسم الورش القصيرة | ارشيف الإدارة | الفعاليات والمسابقات الرياضية | تحديات المصممين | قسم اللغات الأجنبية | الموسوعة العلمية والثقافية | خاص بصور الأنمي | اليوم العالمي للغة العربية | حصريات الموسوعة العلمية والثقافية | رواق الفكر والأدب | المجلس الثقافي والعلمي | يوم التأسيس |



User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
بسرقتك لأفكارنا وجهد اعضاءنا أنت تثبت لنا بأننا الأفضل ..~
This Forum used Arshfny Mod by islam servant