فلا يستوي عند الله تعالى من أقام بين ظهراني الكفار راغبًا في الدنيا، مؤثرًا رضا أعداء الله تعالى على رضى مولاه، كمن أقام بينهم كارهًا لقربهم، لا يرضى بجوارهم، ولا يُقر كفرهم، ولا يشاركهم في منكراتهم.
ولا أحد أحبُّ إليه العذر من الله تعالى، كما قال أعلم الخلق بالله رسول الله ﷺ فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنْزَلَ الْكِتَابَ، وَأَرْسَلَ الرُّسُلَ»[1].
وتأمل وعد الله تعالى بالعفو عنهم بقوله: ﴿ فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ ﴾، حتى لا يقطعوا رجاءهم من الله تعالى، مع علمه بحالهم! وتأمل كيف أكَّد الله تعالى عفوه عنهم بقوله: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ﴾؛ حتى لا يخيب ظنهم بالله تعالى! وكيف يخيب ظن عبد بالله تعالى وقد أطمَعه الله في رحمته، ووعده عفوه ومغفرته؟