مجتمع غلاك - عشر دقائق من الوجع (ق.ق)، فعالية الأبعاد الخمسة ..~

مجتمع غلاك (https://g-lk.com/vb/index.php)

- القصص والروايات والمسرح (https://g-lk.com/vb/forumdisplay.php?f=107)

عشر دقائق من الوجع (ق.ق)، فعالية الأبعاد الخمسة ..~

في كل ليلة قبل أن تغلق عيناها المثقلتان بالحزن كانت تلك اللحظة تعود
لحظة صغيرة، لا تبدو ذات أهمية لأول وهلة لكنها كانت بداية كل شيء
كانت تتصفح هاتفها وسقطت عيناها على مقولة نزار قباني "ليتنا لم نلتقِ منذ البداية، ليتني يومها تأخرت في النوم عشر دقائق أخرى، كنتُ اختصرت عمرًا من الوجع."

بدأت تردد "لو تأخرتُ عشر دقائق فقط... عشر دقائق لا أكثر"! كانت تهمس لنفسها وكأنها تصلي لزمن لا يسمع

تذكرت ذلك الصباح البعيد حين استيقظت على صوت المنبّه
كان يوماً عادياً بلا أي ملامح مميزة
الشمس كانت ساطعة والرياح تحرك الستائر بخفة
لكنها لم تكن تعلم أن كل تلك التفاصيل البسيطة ستصبح فيما بعد شبحاً يطاردها

ارتدت ثوبها على عجل وربطت شعرها بسرعة ثم غادرت المنزل بخطوات لا تحمل سوى عبء يوم آخر
في ذلك الشارع الضيق التقت به
لم يكن اللقاء شيئاً خططت له أو توقعت حدوثه بل جاء كصدفة عابرة كحجر صغير يلقى في بركة ماء ساكنة لكنه قلب حياتها رأساً على عقب

"لو تأخرتُ في النوم... فقط عشر دقائق..." ! كانت تقول لنفسها كلما اجتاحتها الذكريات
كانت تعلم أن التفكير بهذا الشكل عبثي لكنه كان نوعاً من المقاومة محاولة يائسة لإعادة كتابة الماضي

السنوات التي جاءت بعد ذلك كانت ثقيلة
حب تحول إلى وهم ووعود تبعثرت كرماد في الريح
لم يكن الألم في فقدانه فقط بل في اكتشافها أن كل شيء كان زائفاً
أن النور الذي ظنته في عينيه لم يكن إلا انعكاساً لفراغه الداخلي

"ليتنا لم نلتقِ من البداية" قالت لنفسها وهي تنظر إلى صورتها في المرآة
كانت تعرف أن الكلمات لن تغير شيئاً، لكنها كانت بحاجة لأن تقولها، أن تخرجها من قلبها

"كنت سأختصر عمراً من الوجع" ! نعم كنت سأعيش أقل لكنني كنت سأعيش أخف

ومع ذلك، كان هناك شيء في أعماقها يهمس بخلاف ذلك
شيء خافت أشبه بنور شمعة في عاصفة
هل كانت حقاً تفضل لو لم يحدث كل ذلك؟
هل كانت ستتخلى عن كل الدروس التي تعلمتها عن كل لحظات النقاء التي شعرت بها في بدايات حبها؟

لم تجد إجابة ولم تحاول البحث عنها
أطفأت الأنوار وانزوت على سريرها تنتظر الصباح
لكن قبل أن تغمض عينيها همست لنفسها مرة أخرى: "لو تأخرتُ عشر دقائق فقط... ربما".

20 يناير / 2025

~