مجتمع غلاك - كيف استبحت

كيف استبحت بلحظتين وقاري
وهدمت فوق مدينتي أسواري
وتركت قلبي فوق شطك غارقاً
من دون أمواجٍ ولا إبحارِ
زلزلتني وأنا المكابر قلبه
وأسرت نبضي إذ كسرت حصاري
****
كنا هناك مثقفين كغيرنا
نشتم سحرا من ندى الأفكارِ
كفّي تفتّش عن دواوين الهوى
ويداك تلتمسان فتح الباري
ولمحتُ عينَك في الخمارِ قصيدةً
ألحانُها عُزفت على قيثاري
جذبت فؤادي في مدار خيالها
فتلقفتْهُ مدائنُ الأقمارِ
****
كنا هناك للحظتين وفيهما
وقف الزمان الحبُّ نصف نهارِ
ونظرتُ في عينيك فانشطر الفتى
في مدّ بحركِ دونما إنذارِ
شطرٌ جليديٌ يقاوم لهفةً
فتكت بشطرٍ ذائبٍ في النارِ
فلقد رأيتُ بدفء عينِكِ ثورةً
ترتج تحت هتافها أشعاري
سلميةً لكنها في لحظةٍ
سفكت دمي في بسمة الأزهارِ
ملأت ميادين الفؤاد .. ومرغماً
سقط النظامُ بأعين الثوارِ
****
وأدرت وجهكِ ثم عُدتِ لأعيني
في اللحظة الأخرى من المشوارِ
كم حدّثت بالصمت أعينُ قاتلي
ما أروعَ الكلماتِ دون حوارِ
ذاقت عيوني في عوالم صمتها
عذبَ العذابِ ورحمة الإعصارِ
****
وقفت تلملم فجأةً نسماتها
وسفينتي تشكو سقوطَ الصاري
قلقي يبعثرني فتاتَ قصائدٍ
وحنينَ أوردةٍ وخطوةَ ساري
أترى ستسكنني العيونُ لحاظَها
أم سوف تتركني غريبَ الدارِ؟
ماذا سيصنع قاتلي بدمايَ؟ بل
ماذا تخبئ لي يدُ الأقدارِ؟
****
مهلا فجرحي يا حيِيَّةُ نازفٌ
وغراسُ تحناني بلا نُوّارِ
لا تسلمي قلبي لضيعةِ شوقِهِ
فيهيمَ مشتاقا بغير قرارِ
لا تحسبي أني أبيع جراحه
أو أكتفي في الحب بالتذكارِ
وإذا حذِرتِ من الأعادي مرةً
فلتحذري العشاقَ عشر مرارِ
****
لن تفلتي وإن اختبأت بأعيني
نهضَ القتيلُ حذار ثم حذارِ
بصماتُ عينك في العروق جليةٌ
والنبضُ معترفٌ وغيرُ مداري
لن أقبلَ الأكفانَ لو قدّمْتِها
أقسمت لن أرضى بغيرِ الثارِ
..

إكرامي قورة