مجتمع غلاك

مجتمع غلاك (https://g-lk.com/vb/index.php)
-   السيرة النبوية (https://g-lk.com/vb/forumdisplay.php?f=100)
-   -   السيره النبويه الدرس ٢٠٦ (https://g-lk.com/vb/showthread.php?t=16512)

المهاجر 12-04-2021 08:07 PM

السيره النبويه الدرس ٢٠٦
 
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة السادسة بعد المئتان *206*
*غزوة تبوك . الجزء الثالث .*
*الخروج إلى تبوك .*

تجمع جيش المسلمين وكان عدده 30 الف للخروج لقتال الروم في الشام .
قبل أن يتحرك الروم في إتجاه المدينة .....
وخرج الجيش من المدينة في يوم الخميس غرة {{رجب}} من السنة التاسعة من الهجرة
وكانت هذه هي أصعب غزوات النبي صلى الله عليه وسلم
لأن المسافة بعيدة جداً تصل إلى حوالي 1000 كيلو متر في صحراء قاحلة وطرق وعرة
والحرارة شديدة جداً....

ليس هذا فحسب بل كان هناك عدد قليل من المراكب .
فكان كل ثلاثة أو أربعة أو أكثر يتعاقبون على بعير واحد .

ومعنى هذا أن كل رجل في الجيش يسير على قدميه حوالي 700 كم*تقريباً
*رضي الله عن الصحابة أجمعين*

عسكر النبي ﷺ بالجيش بالقرب من المدينة*وانطلق الجيش
وأخذ المنافقون ينسحبون واحداً تلو الاخر .
فكانوا يتخلفون عن الجيش ويعودون إلى المدينة .
فكان كلما تخلف واحد ورأه الصحابة رضي الله عنهم يقولون يا رسول الله تخلف فلان "يعني رجع"
فيقول النبي ﷺ *دعوه . إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم . وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه .*
عبارة واضحة دعوا الأمور لله تعالى نحن لا نحكم على الناس بالنفاق والكفر إنما أمرت أن أحكم بالظاهر والله يتولى السرائر ....
و هكذا طوال الطريق*....

وبعد مسيرة ثلاثة أيام من المدينة تأتي قصة الصحابي الجليل "أبا ذر الغفاري" رضي الله عنه...
يقول أبو ذر الغفاري رضي الله عنه عندما أمر النبي ﷺ لغزوة تبوك كنت أعلم أن راحلتي ضعيفة...
قال: فعلفته ثلاثة أيام علف شهر حتى لا يعيقني .
فلما انطلق الجيش ركبته وانطلقت معهم*حتى إذا كنا على ثلاث مراحل من المدينة أعياني بعيري ...
فجلست أعالجه .
فلما يأست منه تركته*
وقبل أن يتم لنا {{ أبو ذر }} رضي الله عنه قصته لننظر حينما تأخر عن الجيش ، وهو يحاول أن يعالج بعيره ماذا كان ؟؟
رأى الصحابة رضي الله عنهم
من كان آخر الجيش ان "أبا ذر" رضي الله عنه قد جلس وتأخر ولم يلحق بهم*
فأخبروا النبي ﷺ أن "أبا ذر" رضي الله عنه قد تخلف و تأخر
وإذا بالنبي ﷺ يكرر المقولة نفسها التي قالها عن المنافقين*
دعوه *إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم .*
يقول أبو ذر رضي الله عنه فجلست أعالج بعيري .
فلما أعياني تركته باركاً في الصحراء وأخذت متاعي ووضعته على ظهري ولحقت مشياً بالجيش على قدماي*..

فلما كانوا على مقربة من تبوك
استراح الجيش وكان الصحابة رضي الله عنهم قلقون على "أبي ذر رضي الله عنه
فأخذوا يراقبون الطريق لعل "أبا ذر رضي الله عنه يلحق بهم...
فنظروا من بعيد فإذا برجل يسير على قدميه ومتاعه على ظهره*..
فقال أحد الصحابة رضي الله عنهم يا رسول الله هذا رجل يمشي على الطريق .
يقول الصحابة رضي الله عنهم فما راعنا إلا والنبي ﷺ يشير بأصبعه بإتجاه الرجل من بعيد
ويقول : *كن أبا ذر .* *كن أبا ذر* فلما اقترب وتبين الصحابة قالوا : يا رسول الله الله أكبر هو والله أبو ذر رضي الله عنه
فقال النبي ﷺ : *رحم الله أبا ذر . يمشي وحده ويموت وحده . ويبعث يوم القيامة أمة وحده*.*
قدم "أبو ذر" رضي الله عنه وقد جف ريقه من العطش و تسلخت قدماه من المشي على الرمال الحارة ...
وقد أتعبه حمل متاعه على ظهره وهو يتلهف أن يلحق بالنبي ﷺ
يقول الصحابة رضي الله عنهم فاقترب وجلس بين يدي النبي ﷺ .
وهو يقول : يا رسول الله استغفر لي .
قال له النبي *من أي شيء ؟*
قال : أعياني بعيري فعالجته حتى يإست منه .
فتركته في الصحراء وحملت متاعي على ظهري حتى لحقت
فاستغفر لي عن هذا التأخر*.
يقول الصحابة رضي الله عنهم فذرفت عين النبي ﷺ .*
وقال : *لقد حط الله عنك يا أبا ذر في كل خطوة مشيتها سيئة وكتب لك حسنة ورفعك بها في الجنة درجة .*

وقد حقق الله نبوءة النبي ﷺ في "أبا ذر" رضي الله عنه
في خلافة "عثمان بن عفان" رضي الله عنه خرج "أبو ذر" رضي الله عنه ورحل من المدينة عندما بدأت تظهر الفتن وارتحل إلى الطريق الذي يؤدي للعراق*
وعلى مسيرة ثلاثة أيام من المدينة ... نصب له خيمة هناك وليس معه إلا زوجته وخادم له
وكان إذا احتاج شيء أخذه من القوافل في الطريق*.
وحضرته الوفاة ذات ليلة وليس عنده إلا زوجته وخادمه*.
فقال لزوجته إذا أنا مت فضعيني عند باب الخيمة وقفِي وانظري إلى أول مار بالطريق .
فقولي له هذا صاحب رسول الله قد مات فجهزه وصلي عليه*.

وعند الضحى فاضت روحه الكريمة رضي الله عنه*.
فصنعت زوجته وخادمه كما أوصى...
وضعوه عند باب الخيمة ووضعوا عليه الستار*.
ثم أخذت زوجته ترقب الطريق
ويا سبحان الله عندما يكرم الله رجل يحبه*.... وإذا براكب من بعيد مقبل من جهة العراق ومعه رهط من الرجال .
فلما اقترب نظرت إليه زوجة "أبا ذر رضي الله عنهم
وقالت : ابن مسعود رضي الله عنه....

فقالت له : ابن مسعود*؟
قال : أجل ما شأنكم ؟!!
قالت : هذا "أبا ذر" صاحب رسول الله ﷺ .
ولقد حضرته نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم وها هو قد مات وحده .....
وقد أوصاني أول مار في الطريق فليجهزه وليصلي عليه*....
فنزل ابن مسعود رضي الله عنه وقبله بين عينيه ...
ثم غسله ومن معه من أصحابه رضي الله عنهم
واستخرج مما معهم من ثوب أبيض وكفنه وصلى عليه ابن مسعود رضي الله عنهم
ثم دفنه ورجع إلى المدينة مع زوجته وخادمه*...
وأخبر ابن مسعود رضي الله عنه أمير المؤمنين عثمان* رضي الله عنه.... فقال عثمان رضي الله عنه لقد مات "أبو ذر" رضي الله عنه وحده كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وسيبعث يوم القيامة وحده كما قال النبي ﷺ

وكان ممن تخلف عن مسيره مع رسول الله ﷺ
الصاحبي الجليل "أبا خثيمة" رضي الله عنه*.

يحدثنا أبا خيثمة عن نفسه*
يقول : عندما مضى النبي ﷺ بالجيش قلت في نفسي*:
أني في إستعداد وفي سعة فإذا انطلق الجيش انطلقت
يقول : فبقيت في داري في المدينة ولم أعسكر مع الجيش*
فلما انطلق الجيش*...
قلت : ألحق بهم آخر النهار فأنا على إستعداد ....
فغلبتني نفسي ونمت تلك الليلة في داري .
فلما كان النهار مضيت في بعض شأني ثم عدت إلى حائطي ...
وكان عندي زوجتان وكان يوماً حارا... فلما دخلت حائطي وجدت زوجتاي*في عريشتين لهما في حائط قد رشت كل منهما عريشتها ....
وبرّدتا فيها ماء وهيأتا طعاماً وترجو كل واحدة منهم أن اكون نزيلها*....
وكان يوماً شديد الحر ....
فلما دخلت نظرت إلى زوجتي وما صنعتا....
فقلت : رسول الله خير خلق الله وخاتم رسله مع خيرة صحبه تحت حر الشمس وعسيف الرمال يسير في سبيل الله في الحر .
وأباخثيمة في ظلّ بارد وماء مهيأ وإمرأة حسناء ؟؟؟
ما هذا بالنصف.... وماهذا من شعائر الإيمان والله .
ثم قال : والله لا أدخل عريش واحدة منكما حتى ألحق برسول الله فهيئا لي زادآ ففعلتا...
ثم ركب بعيره وأخذ سيفه ورمحه ثم انطلق يلحق رسول الله ﷺ حتى أدركه حين نزل بتبوك ....
فلما دنا أبا خثيمة*رضي الله عنه
قال الناس : هذا راكب مقبل .
فقال النبي ﷺ *كن أبا خثيمة .*
فقالوا :يا رسول الله هو والله أبا خثيمة رضي الله عنه
فلما أناخ أقبل يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يقول : يا رسول الله استغفر لي لقد كان من أمري كذا وكذا . وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقصته*...
يقول الصحابة رضي الله عنهم فرفع النبي ﷺ إليه رأسه
وقال له *أولى لك يا أبا خثيمة .*
فسمع منه صلى الله عليه وسلم ودعاء له *رضي الله عنه*

أما حال الصحابة رضي الله عنهم وهم في طريقهم إلى تبوك فقد دخلوا في جوع وعطش شديدين .
فلقد كانت المؤن قليلة جداً حتى كان الرجلين يقسمان التمرة بينهما .
وكان النفر يتداولون التمرة بينهم ، يمصها هذا ، ثم يمصها هذا ثم يمصها هذا .
واضطر الصحابة رضي الله عنهم إلى أكل ورق الشجر حتى تورمت شفاههم .
ثم نفذ الماء وأصاب الجيش عطش شديد .
يقول أحد الصحابة رضي الله عنهم حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع .

وبدأ الصحابة رضي الله عنهم من شدة العطش ينحرون الأبعرة "البعير" ويعصرون ما في بطونها من فرث ليشربوه .
مع قلة الأبعرة وحاجتهم الشديدة إليها...

يقول عمر رضي الله عنه خرجنا في حر شديد فنزلنا منزلاً أصابنا فيه عطش ....
حتى إن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويجعل ما بقي على صدره .
فشكوا ذلك للنبي ﷺ ...
فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه للنبي ﷺ يا رسول الله قد عوّدك الله من الدعاء خيراً فادع الله لنا ....
قال *أتحب ذلك يا أبا بكر ؟*
قال : نعم .
ورفع يديه ﷺ فلم يرجعهما حتى أرسل الله سحابة فمطرت حتى إرتوى الناس واحتملوا ما يحتاجون إليه .
وكانت تلك السحابة لم تتجاوز المعسكر ....
وكان رجلاً من الأنصار قال لآخر متهم بالنفاق بينهم ويحك قد ترى .... فقال هذا المنافق : سحابة مارّة وانتهت ....
فأنزل الله تعالى :
*وتجعلون رزقكم .* أي بدل شكر رزقكم *أنكم تكذبون .* أي حيث تنسبوه للطبيعة...
تجمعت السحب في السماء ونزل المطر ....
فسقوا وارتوا وسقوا أنعامهم ببركة دعاء الحبيب المصطفى ﷺ .
ثم قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله لو جمعنا ما بقي من أزواد القوم فدعوت الله عليها ....
فجاء المسلمون بكل ما بقي لهم من طعام ....
فبارك النبي ﷺ، عليها حتى ملأ الزاد والطعام كل المعسكر .

ومر الجيش في سيره على منازل "ثمود" قوم نبي الله صالح عليه السلام ...
وقد أخبر القرآن العظيم أن قوم صالح قد أهلكوا في هذه المنطقة ...
وهذه المنطقة بها أبيار للمياه ...
فأسرع المسلمون وشربوا وملؤا أوعيتهم بالماء وعجنوا العجين بهذا الماء ليصنعوا خبزآ يأكلوه بعد طول جوع ...
ولكن المفاجأة أن النبي ﷺ قد أمرهم بأمر شاق جداً يتركوا هذا المكان وما فيه.....
وأيضاً أمرهم النبي ﷺ ألا يدخلوا ديار قوم "ثمود" إلا باكين تأثراً بما حدث لهم عندما خالفوا أمر الله عز وجل....
فقال لهم النبي ﷺ لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم ما أصابهم*....
وقنع النبي ﷺ رأسه بالثوب وغطاه وأسرع بالمسير ولم يدخل ....

هذا الكلام ينطبق على كل آثار باقية لقوم أهلكوا بسبب معصيتهم
لا يسعى المسلم لدخول هذه الأماكن .... وإذا دخلها لا يدخلها في فرح وسرور وإنما يدخلها في بكاء وتأثر وتذكر وتدبر ...
✨✨✨✨✨✨
قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم....
يتبع بإذن الله تعالى....

زهرآء 12-04-2021 08:21 PM

رد: السيره النبويه الدرس ٢٠٦
 
جزاك الله خير الجزاء
في ميزان حسناتك

المهاجر 12-04-2021 08:26 PM

رد: السيره النبويه الدرس ٢٠٦
 
الاخت
زهررااء يعطيك العافيه
على المرور القيم
بارك الله بك

ابنة القمر 12-04-2021 08:57 PM

شكرًا لأطروحاتك المميزة
تقديري .. :11:

عبير 12-04-2021 10:05 PM

رد: السيره النبويه الدرس ٢٠٦
 
جزاك الله خير

المهاجر 12-05-2021 10:16 PM

رد: السيره النبويه الدرس ٢٠٦
 
يسلوو
أخت عبيرر
شاكر حضورك الطيب


الساعة الآن 08:05 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
adv helm by : llssll
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
بسرقتك لأفكارنا وجهد اعضاءنا أنت تثبت لنا بأننا الأفضل ..~

This Forum used Arshfny Mod by islam servant