لقد بدأت ثورةُ صناعة وتطوير البرامج الحاسوبيّة في النصف الثاني من القرن الماضي، وقد تزامنت هذه الثورة مع انتشار الحواسيب وتطوّرها، ويوجد في زماننا الكثير من الشركات التي تصنع برامج الحاسوب، وأكبر شركة في العالم في صناعة البرامج هي شركة مايكروسوفت؛ فشركة مايكروسوفت هي من الشركات العملاقة في هذا المجال، ونظام التشغيل Windows الّذي تنتجه هذه الشركة يحتلّ أغلب الحواسيب في العالم، ومن الشركات الأخرى: شركة آي بي أم (IBM)، وشركة أوراكل، وشركة أدوبي، وغيرها. وأكثر شركات صناعة البرامج في العالم هي شركات أمريكيّة، وتتركّز أغلب هذه الشركات في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وبالتّحديد في منطقة وادي السيليكون؛ حيث تتّخذ هذه الشركات من هذه المنطقة مقرًّا رئيسًا لها.

والبرامج المقدّمة من تلك الشركات إمّا أن تكون برامج مجانية، وإمّا أن تكون برامج غير مجانية، والبرامج غير المجانيّة تكون قويةً في العادة، وذات إمكانيّات كبيرة، وحتى تضمن تلك الشركات حقّها في برامجها غير المجانية، وتضمن عدم التعدّي عليها عن طريق النسخ، والبيع، والتوزيع التجاري، والاستعمال من دون شراء، تلجأ تلك الشركات إلى الترخيص؛ حيث تُلْزم المستخدمين لبرامجها بهذا الترخيص الّذي تضمن حقّها من خلاله، ويكون هذا الترخيص في الغالب على شكل رقمٍ تسلسليّ يجب إدخاله في خانة الترخيص الخاصة داخل البرنامج، وهذا الرقم يأتي في العادة مع البرنامج عند شرائه.


الكراك، أو بالإنجليزيّة (Crack): هو التعدّي على حقوق الشركة في البرنامج الذي تنتجه عن طريق تجاوز الترخيص الذي تفرضه الشركة، أو تزييف الترخيص، والقيام باستعمال البرنامج من دون شراء، ونسخه، وتوزيعه، وكأنّه مدفوع الثمن، ويتمّ هذا التعدي باستخدام العديد من الوسائل.

وكلمة (Crack) تحمل في اللغة الإنجليزيّة الكثير من المعاني، والمعنى المراد منها في هذا المقام هو الكسر والتحطيم؛ فالّذي يلجأ إلى الكراك كأنّما يقوم بكسر وتحطيم حقوق الشركة في البرنامج، فالكراك هو سرقةٌ للبرنامج، واعتداءٌ على حقوق الشركة المنتجة له.


والكراك يتمّ بالعديد من الوسائل، ومن هذه الوسائل: استخدام برنامج صغير يسمّى بـ (الكراك)، أو (الباتش / Patch)؛ حيث يقوم هذا البرنامج بإجراء بعض التعديلات على البرنامج الآخر الّذي يُرَاد استعماله من دون شراء، وكسر حقوق الشركة التي أنتجته، ومن الوسائل الأخرى: ما يسمّى بـ (الكيجن / Keygen)؛ والكيجن هو برنامج صغير يقوم على توليد وإنشاء أرقام تسلسليّة مزوّرة يمكن استخدامها في ترخيص البرنامج. ويتم أحيانًا كسر حقوق الشركة في البرنامج عن طريق استبدال ملفٍّ بآخر داخل البرنامج.