مجتمع غلاك - رتلي الشعر

‏رَتِّلي الشِعرَ يَا رَبَابَ الرّوَابي
وَدَعي الهَجرَ، وَالجَفا، وَالتّصَابي

رَتِليهِ؛ فَإنَّني اليَّومَ أَصْبُو
لِمَعانِيهِ كَالجَريحِِ اَلمُحَابي

رَتِليهِ، وَهُزِي شِدقَيكِ حَتَى
يَعرِفُ الْقَلبُ كُلَ وُجْهٍ ضَبابي

رَتِليهِ...أَنَا سَعِيد كَأنْتي
وَأسِيفاً مِن الغَبَا، وَالتّغَابِي

رُبّمَا كُنْتِ تَعشَقِينَ كَقَلبي
وَتَذوبِينَ غِبطَةً بِاقْتِرَابي

وَتَذوقِينَ طَعمَهُ مِثلَ ذَوقِي
وَتَدُقين بَابَهُ قَبلَ بَابي

رُبَّما كُنْتِ تَرقُصينَ كَرَقْصي
وُتُثِيرينَ بِالصُنُوجِ جَنَابي

وَأنَا اليومَ يَا رَبَابُ شَفِيفٌ
أَشْرَبُ الرَّاحَ مِنْ كُؤوسِِ الْجَوَابِي

اَلأَسَارِيرُ فَوقَ رَأسِي غَيارَى
وَالتّبارِيحُ تَحْتَ رِجلِي حَوابي

أَنا أَبكِي، أَجُوعُ، أُرْوَى، وَأُسْقى
فَلِمَا الهَجرُ، والجَفا، وُالتّصَابي؟!

بَينَ عَينَيكِ لَوعَةٌ، وَغُمُوضٌ
وَاضطِرابٌ...أَظُنُّهُ كَاضْطِرابي

فَسِّريهِ...تَرِيهِ شَوقاً وُحُباً
وُلُجَيناً مِنَ الوَفَا، وَالتَحَابي

يَا الْعُيونُ الّتِي عَلَيهَا أُنّمِي
أُمْنِياتِي، وَأحْتَسي مُرَ صَابِي

يَا دُمُوع الهَوى، وُهَمْسُ القَوافِي
نَاشِديهَا، صِفِي لَها كُلَّ مَا بِي

وَاحْمِليني؛ فِإنّني لَسْتُ أَقْوَى
شَفّنِي الفَقْرُ، وَالعَنا فِي شَبَابي

شعر: سام الحناني