السيره النبويه الدرس الرابع والستون
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الرابعة والستون *زواجه ﷺ من سودة بنت زمعة .* رضي الله عنها. بعد وفاة أم المؤمنين خديجة*رضي الله عنها . شعر أصحاب النبي ﷺ أن النبي صلى الله عليه وسلم قد فقد أم العيال*وقد داخلته وحشة . وقد أصبح بحاجة إلى سكن*. لكن مهمة الدعوة تشغله عن كل ذلك . فما تجرأ أحد من الصحابة رضي الله عنهم : أن يكلمه بموضوع الزواج*. مضى وقت على وفاة خديجة رضي الله عنها دون حتى ذهبت إليه صحابية جليلة إسمها "خولة بنت حكيم السلمية" رضي الله عنها. حتى وصلت إلى داره ﷺ*وبكل رفق وأدب جلست وكلمته. النبي ﷺ ليس محظور عليه أن يجلس مع نساء المؤمنين . فإنه ﷺ أولى بالمؤمنين من أنفسهم . هذا بالإضافة أنه لم يكن هناك أحكام تشريع تمنع الإختلاط ولا آيات حجاب . كل ذلك كان بعد الهجرة في المدينة . جلست وحدثته*وقالت : بأبي وأمي يا رسول الله . أرى قد دخلتك وحشة بعد خديجة*رضي الله عنها. قال لها . أجل يا خولة*. فقالت . بأبي وأمي ألا تفكر بالزواج ؟* فأطرق رأسه ﷺ وبكى حتى ابتلت لحيته*. وقال : ومن بعد خديجة ؟ قالت : بنت أقرب الناس وأحبهم إليك "عائشة بنت أبي بكر الصديق" أول من آمن بك وخير صاحب لك . فقال النبي ﷺ . عائشة ؟ ولكنها لم تنضج بعد يا خولة . قالت : أخطبها من أبيها وتبني بها بعد ذلك . فأطرق النبي ﷺ رأسه* وقال : ومن للبيت والعيال يا خولة ؟* قالت . هناك أخرى يا رسول الله . قال . ومن ؟* قالت . أحببت أن أقدم لك البكر أولا . فإن شئت فإمرأة "ثيب" قال . ومن ؟* قالت . سودة بنت زمعة*. فدمعت عين النبي ﷺ . لماذا دمعت عين النبي عند سماع اسم "سودة بنت زمعة" لأن مهام الدعوة شغلته عنها "سودة بنت زمعة" قبل فترة من الأعوام وكانت مؤمنة من أهل مكة ، وزوجها إبن عمها "السكران بن عمرو" كان مسلم أيضاً. عندهم ستة من العيال*. أسلما وكانا ممن هاجر إلى الحبشة في أول من هاجر . ولما إستقروا بالحبشة*توفى زوجها السكران بن عمرو فأصبحت سودة في غربة وترمل*. فرجعت المسكينة إلى مكة مع قوافل التجار فاقدة زوجها وكان أبوها وأهلها ما زالوا مشركين . أصبحت "سودة بنت زمعة" في وضع لا تحسد عليه لأن كل أهلها كانوا على الشرك . ولم يكن معها تجارة أو حرفة وليس لديها مال تنفق منه على عيالها الستة . فبقيت معهم "سودة" مع أهلها وحيدة مقهورة وكانت فرصة السيدة " سودة " في الزواج تكاد تكون معدومة لأنها لم تكن ذات حسب وجمال . دمعت عين النبي عندما ذكرتها خولة ولكن موت خديجة وهجرة الطائف والمصائب التي يتلقاها* شغله عن حال هذه المسكينة*. فلما ذكرت له سودة نزلت دموعه . كيف غفل عن هذه المرأة المسكينة ؟؟ مهاجرة من الأوائل ومسلمة مات زوجها وأهلها على شرك وما زالت تقيم على إيمانها*. انظروا إلى أن زواجه منها كان مجرد رحمة . لأن النبي يريد أن يضمها لبيته ليرعاها فقط*. كانت كبيرة في السن . إمرأة بسيطة جداً*. يقول عنها الإمام مسلم من سذاجتها "يعني من كثر طيبتها الزيادة" كاد الناس يظنون أنها ليست عاقلة. فقال النبي ﷺ لخولة بعد أن مسح دموعه عن لحيته* وهل ترضى هي بالزواج ؟ فقالت : كيف لا يا رسول الله . دعني أنطلق إليها وأسألها . قال . إنطلقي*. فذهبت خولة إلى سودة في منزل أبيها فوجدتها على باب المنزل*. فقالت خولة لسودة : أي خير وبركة أدخلهم الله عليكم يا سودة*. فقالت لها سودة . وما ذاك ؟ قالت . أرسلني رسول الله أخطبك عليه*. فلم تملك نفسها ما تحملت الخبر . فجلست إلى الأرض رسول الله يخطبها ؟ فدخلت خولة إلى أبيها لسودة*. وقالت :_ أي زمعة . إسمه زمعة وكان رجل قد طعن بالسن لا يقدر على المشي . قالت . أي زمعة . أي خير ساقه الله إليك والبركة تعم بيتكم*. فقال . وما ذاك ؟* قالت . محمد بن عبد الله بن عبد المطلب . "لترى وقع الإسم على سمعه ماذا يكون وهو مشرك" فقال لها . محمد ... نِعم الرجل*. قالت . إنه يخطب إليك سودة*. قال . رجل كريم فهل ترضى سودة ؟ قالت . نعم أخبرتها فمن الفرحة لم تملك نفسها فجلست إلى الأرض*. قال . إذاً أخبري محمد أني موافق على هذا الزواج*. فسعى النبي ﷺ بجلالة قدره إلى بيت والد سودة وهو مشرك*. حتى جلس إليه ووضع يده في يده وزوجه سودة*. وكان الزواج عند العرب وإن لم يكونوا على الإسلام* زواج نكاح لا سفاح . لا بد أن يزوج المرأة ولي أمرها*. وأن يسمي المهر . وأن يكون هنالك شهود .* وأعلن الخبر في مكة وانتقلت سودة إلى بيت النبي ﷺ .* وهي تعلم أنها لن تحل مكان خديجة بنت خويلد أبداً* ولكن أهل البيت النبوي فرحوا بقدومها*. فكان بيت النبي يضم ثلاث من بناته رقية وأم كلثوم وفاطمة*. وكان يعيش في البيت "أم بركة حاضنته ﷺ ومر معنا ذكرها بالسيرة" وزيد بن حارثة . جاءت سودة رضي الله عنها لتقوم بخدمة النبي ﷺ وترعى شؤونه الخاصة . ولكنه من مكارم أخلاقه دخل عليها واتخذها زوجة بمعنى الزواج الصحيح . وهكذا كان زواج الرسول ﷺ من السيدة "سودة" رضي الله عنها نوع من الكفالة لها ولأبنائها . وانقاذاً لها ولأبنائها من الضياع . واحساساً من النبي صلى الله عليه وسلم بالمسؤولية عن جميع المسلمين . وحتى يكون قدوة في هذا الأمر . وقد اعجب قوم السيدة "سودة" بهذا الزواج . وقابل قوم السيدة "سودة" وهم بنو عبد شمس هذه الإلتفاتة من الرسول ﷺ بالإعجاب والثناء لدرجة أنهم خففوا من عداوتهم للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه أنقذ واحدة منهم من الضياع . كانت السيدة سودة*خفيفة الروح . وكانت طيبة جداً . وكانت شديدة الكرم لدرجة كبيرة*. حتى تمنت السيدة عائشة رضي الله عنها أن تكون في أخلاقها*. كانت سودة دائماً تمازح النبي ﷺ وكان يضحك منها*. صلت يوماً خلف النبي ﷺ وكان النبي يطيل في صلاته في الركوع والسجود*. فلما انتهى من الصلاة*. قالت صليت خلفك فركعت بي حتى أمسكتُ بأنفي مخافة أن يقطر الدم . فضحك النبي ﷺ ...... رضي الله عنها وأرضاها . بقيت مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنوات لم يشاركه أحد.... ثم أهدت ليلتها لعائشة لكبر سنها و لعلمها بحب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنهن أجمعين ✨✨✨✨✨✨ الأنوار المحمدية..... يتبع بإذن الله تعالى...... |
رد: السيره النبويه الدرس الرابع والستون
جزاك الله خيرًا ونفع الله بك
~ |
رد: السيره النبويه الدرس الرابع والستون
اقتباس:
رانيا شاكر حضورك |
شكرًا لأطروحاتك المميزة
تقديري .. :11: |
رد: السيره النبويه الدرس الرابع والستون
ابنة القمر
منورره شاكر حضورك بين ثنايا متصفحي |
رد: السيره النبويه الدرس الرابع والستون
جزيت خير الجزآء ..
وبورك في طرحك .. ونفع بك .. - |
الساعة الآن 04:05 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
adv helm by : llssll
مجتمع ريلاكس
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
بسرقتك لأفكارنا وجهد اعضاءنا أنت تثبت لنا بأننا الأفضل ..~