السيره النبويه الدرس ٢٠٧
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة السابعة بعد المئتان *207* *غزوة تبوك . الجزء الرابع .* *حال المنافقين .* تخلف عن النبي ﷺ رهط من المنافقين وهم في طريقهم لغزوة تبوك .... ولكن بقي بين ظهر المسلمون عدد من المنافقين خرجوا معهم رغبة ورهبة*.... رغبة في الغنائم فهم على يقين بأن النبي ﷺ سينتصر إن لقي حرباً*. ورهبة من أن يفتضح أمر نفاقهم* ونختار نموذجين عن هؤلاء المنافقون* *النموذج الاول ....* عندما كان النبي ﷺ في طريقه لغزوة تبوك . الجيش كما قلنا تعداده 30 ألف بخيلهم وإبلهم . ويكاد الرجل من ضجيج الجيش لا يسمع من بجانبه . فجلس النبي ﷺ يستريح ثم أذن بالرحيل*. فكان ثلاثة من المنافقين يجلسون في خيمة واحدة ومتاعهم مع بعض فختموا جلستهم هذه قبل الرحيل بغيبة لرسول الله ﷺ أما اسمائهم*: - الوديعة بن ثابت* - الجلاس بن عمرو - مخشن بن حمير الثلاثة كانوا في رحل واحد يتكلمون مع بعضهم والنبي ﷺ كان في آخر الجيش*. فقال وديعة بن ثابت: لقد صدق والله ابن سلول* أتحسبون أن جلاد بني الأصفر كقتال العرب بعضهم بعضاً والله لكأني بكم غداً مقرنين في الحبال*.... "يقول هذا الكلام إرجافاً وترهيباً للمؤمنين"فأخذ القوم يضحكون... فقال جلاس : وكان معه فتى قد ناهز الحلم يعني عمره 12 أو 13 إسمه "عمير" كان يتيم و تزوج الجلاس أمه فأصبح "عمير" ربيبه فكان متعلق به و لا يرتحل إلى مكان إلا إصطحبه معه وكان عمير فتى مؤمن يحبه النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً و يداعبه .... فكان عمير هذا جالساً معهم فقال الجلاس : قال مجيباً لوديعة : والله لئن صدق محمدٌ ، لنحن شر من الحمير. "يعني إذا طلع محمد صادق أنه نبي مثل مايقول فنحن أقل منزلة من الحمير" فأجابه الفتى اليتيم "عمير" الذي هو في كفالته قال بلغة المؤمن الصادق الذي لا تأخذه في الله لومة لائم* مجيباً زوج أمه وكافله قال : أنت شر من الحمير وإن لرسول الله صادق*... فتدارك "مخشن بن حمير" الموقف حين أجاب هذا الفتى الصغير بهذه اللهجة ورأى أن هنالك عناية ربانية تجعل الصغير لا يخشى بقول كلمة الحق فقال مخشن بن حمير : والله لوددت أني أقاضي على أن يضرب كل رجل منا مئة جلدة. وإنا ننفلت أن ينزل فينا قرآن لمقالتكم هذه . "يعني لو هذا الولد وصل للنبي صلى الله عليه وسلم الذي قلناه أحب إلي أن اجلد ولا ينزل فينا من الله قرآن يتلى . وإذا بالنبي ﷺ وهو بآخر الجيش يقول لعمار بن ياسر* رضي الله عنه : *قم يا عمار بن ياسر أدرك القوم ، فإنهم قد احترقوا*.* فقال الصحابة رضي الله عنهم متعجبين . من يارسول الله ؟ فسماهم النبي ﷺ بأسمائهم*. *قم يا عمار بن ياسر أدرك القوم ، فإنهم قد احترقوا*فسلهم عما قالوا .* *فإن أنكروا فقل : بلى ، قلتم كذا وكذا*.* *وقال فلان كذا .* *وأجابه فلان بكذا*.* *وقل لهم أنا محمد رسول الله .* فانطلق إليهم عمار وهو يشق صفوف الناس حتى أدرك الثلاثة قبل أن يرتحلوا*. فقال لهم عمار رضي الله عنه : قفوا مالحديث الذي دار بينكم تنتقصون فيه رسول الله ؟ فقالوا . ماقلنا شيئاً وأقسم الجلاس والله ما قلنا شيء . فقال عمار . لا بل قلت يا فلان كذا وقلت يا فلان كذا*. "واخبرهم بما قالوا بالتفصيل" فقام "وديعة بن ثابت" يجري وراء رسول الله ﷺ والنبي صلى الله عليه وسلم واقف على ناقته*. فجعل يتعلق بناقة النبي ﷺ يريد الإعتذار . فلم يلتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليه ومضى في سيره . فأمسك بحقاب الناقة وأخذ يجري خلف النبي ﷺ وهو يقول : يا رسول الله . اسمعني اسمعني . إنما كنا نخوض ونلعب*... فلم يقف له النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستمع له وإذا بالراحلة التي يركبها النبي ﷺ تثقل وأخذت تمشي ببطء ولم تعد تقوى على المشيء فوقف الناس وعلموا أنه يوحى إلى الحبيب ﷺ . وإذا بجبريل عليه السلام ينزل بثلاث آيات من سورة "التوبة" قال تعالى*: *يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ .* *وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ .* *قل أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ ، لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ .* فبعد نزول الآيات جاء إلى النبي ﷺ "مخشن بن حمير" وجلس بين يدي النبي ﷺ وهو خجل مطرقاً رأسه إلى الأرض مشرقاّ وقد تاب إلى الله توبة صادقة* وهو يقول: بأبي وأمي أنت يا رسول الله ، والله ما قلت إلا خيراّ . "صحيح كان هناك حديث بس أنا اللي طلع مني خير" ولقد رجوت أن اجلد مئة جلدة ولا أن ينزل بي قرآن يتلى إلى قيام الساعة . فنظر إليه النبي ﷺ نظرة رضا وهو مبتسماً*. وقال *لقد أنزل الله قرآن وأنت ممن عفى عنك*.* فقال مخشن . يا رسول الله ، لعله قعد بي اسمي واسم أبي . فأنا مخشن بن حمير وإن لكل مسمى من اسمه نصيب*. فقال له النبي ﷺ مبتسما *لا عليك فأنت بعد اليوم "عبدالرحمن"* فتسمى عبد الرحمن واستثني هذا من قائمة المنافقين*. *التوبة الصادقة إلى الله تجب ما قبلها* وسأل "عبد الرحمن" هذا الله تعالى أن يقتل شهيداً و لا يعلم الناس بمكانه . فقتل يوم اليمامة ، فلم يجد الناس له أثر*. فلقد صدق الله في توبته*رضي الله عنه. *النموذج الثاني ....* مضى النبي ﷺ في طريقه لغزوة "تبوك" واستراح ليلاً . وانطلقت الإبل في الوادي*. فلما كان وقت الرحيل افتقدوا ناقة النبي ﷺ فلم يجدوها*. فلم يتحرك أحد من الجيش . وأخذ الصحابة رضي الله عنهم يبحثون عن ناقة النبي ﷺ وهي ناقته "القصواء" طال البحث عنها ولم يجدوها*. وكان النبي ﷺ جالسٌ في خيمته ومعه صحابي جليل عقبيا بدريا "عقبي أي ممن شهدوا بيعة العقبة قبل الهجرة . بدري ممن شهدوا بدر . وكلا الوصفين كان علم في حسن القدوة بين الصحابة رضي الله عنهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم يقولون فلان عقبي أو بدري أي من خيرة الصحابة . فهذا الصحابي يجمع بين الوصفين . كان النبي ﷺ جالس في خيمته ومعه الصحابي "عمارة بن حزم" رضي الله عنه . أما في خيمة عمارة رضي الله عنه كان يجلس فيها أصحابه*الذين كانوا مع عمارة يرحل معهم ويمشي معهم وينام معهم فكانوا يجلسون في خيمته وعمارة رضي الله عنه هذا كان جالس مع النبي ﷺ في خيمة النبي*صلى الله عليه وسلم فكان يجلس في خيمة عمارة رجل من أصحاب عمارة أصله "يهودي من بني قينقاع" ولكنه أسلم نفاقاً*إسمه "زيد بن اللصيت" قال زيد بن اللصيت وهو في رحل عمارة*: وعمارة كما قلنا عند رسول الله ﷺ قال : ياللعجب أليس محمد يزعم أنه نبي ويخبركم عن خبر السماء ، ويخبرنا عن ما مضى وبما هو آت وهو لا يدري أين ناقته ؟ هذا الحديث يجري في هذا الخيمة وخيمة النبي صلى الله عليه وسلم بعيدة عنها يقول عمارة رضي الله عنه فما راعنا إلا والنبي ﷺ يتغير وجهه و هو يقول وعمارة عنده : *إن رجلاً منافقاً في خيمة وأشار بإصبعه بعيداً يقول .* *هذا محمد يخبركم أنه نبي ، ويزعم أنه يخبركم بأمر السماء وهو لا يدري أين ناقته*.* *وإني والله لعبد الله ورسوله . و ما أعلم إلا ما علمني الله*.* *وها هو أخي جبريل قد حضر يعلمني أين الناقة ، وقد دلني الله عليها .* *وهي في هذا الوادي ، في شعب كذا وكذا ، قد حبستها شجرة بزمامها ، فانطلقوا حتى تأتوني بها .* فذهبوا . فجاءوا بها*. فرجع عمارة بن حزم إلى رحله فقال لأصحابه والله لعجب من شيء حدثناه رسول الله ﷺ آنفا . "يخبرهم بفرح بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو لا يدري من القائل هو أراد أن يخبرهم لتقوية الإيمان عندهم ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم إذا به يتغير وجهه ويشير بأصبعه ويقول إن منافقآ في خيمة يقول كذا وكذا . تماماً كما قال زيد بن اللصيت وأخبر أصحابه عن مكان الناقة فانطلقوا فوجدوها كما قال واحضروها*. فقال رجل ممن كان في رحل عمارة والله ما قام من مجلسنا رجل واحد . وإن "زيد" والله هو من قال هذه المقالة قبل أن تأتي*. فوثب عمارة على زيد مغضبا يجأ في عنقه... وهو يقول: إلي عباد الله إن في رحلي لداهية وما أشعر . "يعني معي في خيمتي منافق وأنا لا أعلم " اخرج عدو الله من رحلي ، فلا تصحبني بعد اليوم ساعة واحدة وأخرجه من خيمته . تجهز النبي ﷺ للرحيل ... وقبل أن ينطلق الجيش أمر رجل من أصحابه صوته جهوري أن ينادي بالجيش . حتى يسمع الجيش كله يقال إنه عمه العباس رضي الله عنه قال . نادي بالجيش وقل لهم* *ألا إن رسول الله يقول لكم إنكم مشرفون على تبوك غداً إن شاء الله تعالى .* *وستصلون إليها عند الضحى فمن سبقنا إليها فلا يقرب ولا يمس أحد ماءها حتى أحضر *.* "لأن تبوك سبب تسميتها هو عين الماء الذي فيها*كما يقال... فهي عين ماء ضعيفة "تبك الماء بكا" لذلك سميت تبوك . نسبة لعين الماء التي فيها فهي "تبك الماء بكا" أي لا تكاد تسقي الراكب الواحد*. يعني إذا شرب رجل انتظر الآخر ساعة بعده حتى يشرب فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن لايقرب أحد الماء حتى يحضر ويبارك فيه . هذا الحديث رواه "مالك ومسلم في صحيحه والإمام أحمد في مسنده رحمهم الله عن معاذ بن جبل رضي الله عنه. فلما وصلوا أحاط الجيش بهذه العين ينتظروا النبي ﷺ فلما وصل ترجل عن راحلته*ونظر إلى البئر إلى عينها* وقال *هل مس الماء منكم أحد ؟* فقال بعض الصحابة رضي الله عنهم أجل يارسول فلان وفلان "وكانوا من المنافقين" *قال معاذ رضي الله عنه فنهرهما النبي ﷺ وقال لهما ماشاء الله له أن يقول "توبيخا وتأديبا" ثم قال *لينزل منكم رجل يجمع لي ما أمكن من الماء .* "كانت العيون يجعلون حولها بئراً واسعاً وكبيراً حتى إذا نزلت الأمطار تتجمع فيها" فنزل رجل وأحضر له من ماءها* يقول معاذ رضي الله عنه فغسل ﷺ فيه يديه ثم غسل وجهه ، ثم مضمض فيه ثم أرجعه للوعاء ثم أعطاه للرجل*: وقال له : *خذ وأدر الماء في العين*.* فأخذ الرجل الوعاء وأداره في العين*.... يقول معاذ رضي الله عنه ففارت الماء وعلت ولها أذيذ كأن الماء إنفجر من الأرض إنفجاراً فما أدركنا الرجل حتى أخرجناه قبل أن يغرق حتى إمتلأ الحوض وجلسنا على حفافه نغرف بأيدينا .... فقال ﷺ *أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله .* ثم نظر لمعاذ رضي الله عنه وقال *يا معاذ يوشك إن طالت بك حياة أن ترى ههنا ملىء جنانا وبساتين .* "يشير إلى أرض تبوك" وتبوك لم تكن مدينة بل كانت أرض صحراء ذات رمال . وهي اليوم قد امتلئت جنان وبساتين*.. بل يطلق عليها *تبوك الورد* ونحن نقول *نشهد أن لا إله إلا الله ، ونشهد أنك رسول الله*.* *اللهمَّ صَلِّ وَسَـلِّمْ على نَبِيِّنَـا* ✨✨✨✨✨✨ قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم... يتبع بإذن الله تعالى... |
رد: السيره النبويه الدرس ٢٠٧
جزاك الله خير الجزاء
في ميزان حسناتك |
رد: السيره النبويه الدرس ٢٠٧
الاخت
زهررااء يعطيك العافيه على المرور القيم بارك الله بك |
شكرًا لأطروحاتك المميزة
تقديري .. :11: |
رد: السيره النبويه الدرس ٢٠٧
جزاك الله خير
|
رد: السيره النبويه الدرس ٢٠٧
جزاك الله خير وبارك الله فيك
~ |
الساعة الآن 01:53 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
adv helm by : llssll
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
بسرقتك لأفكارنا وجهد اعضاءنا أنت تثبت لنا بأننا الأفضل ..~