مجتمع غلاك - توم وجيري ،،

https://g-lk.com/up/do.php?imgf=165996335664571.gif

توم و جيري

لم يهبك َ الله ُ عقلاً إلّا لتُفكِر به
لعلّهم يتفكّرون يعلمون
يعقلون يفقهون
ولمْ يخلقْ لك فضاءً إلا لتتأمله
قل انظُروا ...
فكرّمك بعقلِك ليرتقي بك
بمقدار إحترام ما يُمْلأ فيه من ضوءٍ مسال يشق نهراً له ليحفُرَ مجْراَه
وجَعلَ وِعائه ُ في يدك
حتى تملأه أنت
لا شرقيةٍ ولا غربية َ فيه
وَسَطاً تستطيع أن ترى منه كل شيء
حتى لا يخدعك أيّ شيء
وقد إستطعت إليه سبيلا
مُصَاناً بما ملئت فيه بإقرأ
وبالبينّات والهدى
وبالتفكر
كلّما جاءت فكرة
قفَزَتْ أختها
لتُزيل عنْ عينيك َ غِشاوةً منْ بِضع سنين

وكمشاهد ٍ عربي تغنّى بالسيف العربي وبالصافناتِ الجياد
على أطلال أنثى لازال يسقي خُطاَها بماء الشعر
وبالفردوس المفقود
والأندلس الموعود !
والمجدَ الغائب عن صالات العرض الحديثة
كأمة ِ الشمس
وميزاب المطر
على شرفات
تسلّلَ إليها الغبار على الذهب
واستبدلها بتماثيل ٍ من الخشب
وأصبحَ محل الرأس ذَنَبْ
لحاضرٍ أصبحت فيه السينما صناعة
واللقطة جسرَ عبور
والحوار للتضليل
ومدائن ُ الأفلام معارك َ بدون طلقة واحدة
تخدم أمتهم وتعيد سيرتها الأولى
لتسر الناظرين وتسحر المتنورين بنسختهم العربية
كحروب ٍ صليبية مغلفة بالأساطير وتدوير نفاياتٍ عَقَدِية
هل مّر بأحدنا حوارٌ مترجم
ليرعاك الله
ليباركك الرب
ربما في أحاديث أنفسنا حينها تمتمات من وخز الشياطين
إنهم يقولون مثلنا !!
لماذا نعاديهم لماذا نقول عنهم كفار
هم بشر ُ مثلنا ويؤمنون بربنا
ألا ترى كلمة الله بينهم !!
إن لفظ الله الذي يقصدونه في أفلامهم
هو ذاك الذي معه إلهين وثلاثة
لا يستطيع بدونهم عمل شيء
كفرنا بكم وبإلاهكم وبالسُّم ِ الذي بين ثنايا ألسِنتكم
وآمنا بربنا
قل هو الله أحد
الله الصمد
لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد

وعلى أنقاض روما
وتبصرة ً للهائمين بأكتافيوس ونيرون وماركوس
فحتى أنت يابروتس !!
إذا فلتذهب روما العظيمة
هي تلك التي أخفوا فيها جانب روما المظلم

بونجور يا قلعة سجن الباستيل المثخن بالتعذيب
بونسيور ياعاصمة العطور
على الأجساد المتسخة في شوارع باريس

وكأمةٍ محتلة ترعى الإختلال
ساقت لنا سوبرمان وبات مان
وسبايدر مان حتى طلبنا منهم الأمان
ألم أعهد إليكم بأن اللقطة جسر عبور
وصناعة الأبطال والخارقين سياسة
فشخصية رامبو
لم تظهر مباشرة ً إلا بعد الحرب الأمريكية الفيتنامية
والتي ذاق فيها الجيش الأمريكي ويلاتٍ من الأسى
وحسراتٍ مما يجمعون
أمام ثروات عربية خدَمَتْ بالتلفاز دسائسها
وخبئّتْ بين الكلمات سحرة فرعون
على ركام الثروات المبعثرة
والتصفيق لمن صنع النكتة بعد التعب
والألم الداكن في عينيك
مجرد سهر ٌ ونَصَبْ
وسنعقد قمماُ تلفازية
وسأنسيك ما أهمّك
هل الدجاجة قبل البيضة
أم الدجاجة همّ البلد ؟
في عالم
لا يملك الكثير منهم ثمن البيضة
ولم تلمس يديه الذهب !

أمجادنا قوس
فمن يطلق سهم الضوء بين عيون الظلام !

وإنصافاً لبقع الضوء
كدراما سورية تاريخية
وأن كانت فيها بعضاَ من العلل
لكنها تشعرك لسيرتنا الأولى
بعدما أغرقونا بدراما الحب حتى أصبحنا فيه سكارى
أمام كل تطور علمي يمُّرُ مّرَ السحاب على الشاشات العربية

أيها السارقون من مقلة الليل
خطاي إلى القمر
لا زلت بقعة ضوء

إن التضليل عاصفة ٌ وإثارة للعاطفة
وإنّا لمعجبون

( وقلبّوُا لك الأمور )
فتايتنك على روعة أحداثها وإعجابنا وتنّوع موسيقاها وإبحارنا
كانت تحدِ من صانعها بأن تلك السفينة لن يستطيع أي أحد إغراقها
حتى الله .. استغفر الله

وقلبّوُا لك الأمور
فظننت أن الغرب كله معك
لمشهدٍ سالت له جفنيك
وهتف لأجلهِ فمك
وإن الديموقراطية تسعى لأجل يديك
وهم من كل عربٍ يهرعون
أولئك اللاجئنون
بعدما أسقطت اليونان بتعاملها قناع أوروبا
وامتلأت شوارع أمريكا بالسود
حتى تبيّن الخيط الأبيض !

وقلبّوُا لك الأمور
فتلطيف الكلمات من سحر الشفتين
إنتكاس فطرة هي مثلية كمفدرة لطيفة راقية
وكأنه حق ٌ لجنس بشري ثالث
سرقوا القزح كشعار
فمنعنا الألوان
فانتشرت أفكارهم
تتسلل عبر الأفلام العربية بنكتة عابرة أو بمشهد ٍ واقعي
يمر من خلاله سيل العرم من هسيس الإقناع وارتداء القناع

حتى وصلت للعالمية
وتم منع فيلم أمريكي ( يحب شخصياته الأطفال كأبطال خارقين )
ترسخت بهم عقول أطفالنا فأنسوهم خالد والمثى وصلاح الدين
لمشهد وحوار بين الأبطال عن المثلية وكانه واقع لا بد منه

سقلبون لك الأمور
فهذه المُدُن السينمائية ليست عبثاً يُرْوى
وتلك الميزانيات المرصودة لا لهواً فيها ليُنْسى
هي الذراع ُ لمن لوى
وعلى الشعوب لمن غوى
والمجتمعات الإسلامية لمن وعى

أيها الوعي لِما البُعدُ
وقد كنُّا رِفاقاً

لن تبرح ذاكرتك ما تعمّق فيها من أفهام ٍ عالقة ولو شابت عينيك
وليس من السهل آنذاك إخراجها وقد تجّذرت
الأفكار ليست وَرَماً يُستَأصلْ أو جرحاً عابرا ً تُضِمّدهُ الكلمات
سيقلبوّن لك الأمور من كل باب في كل شيء ما دمت حيا
وربما من باب العاطفة قد دخلوا عليك من أقصى الطفولة
تماما كما جعلنا مخرج توم وجيري نعتاد ونحن صغار
أن نتعاطف طيلة الحلقات مع الفأر جيري المؤذي لمنازلنا
ونكره توم الذي جاء ليُخّلص المنزل من الفأر !

الوليد
ذو المرار