مجتمع غلاك - معلومات عن الخنفساء

https://www.shorouknews.com/uploaded...hjfhgfytft.JPG

نظرة عامة :

ربما يكون هناك الكثير من انواع الخنفساء على هذه الارض ، فالخنافس لديها القدرة على التكيف مع اي نوع من البيئة والذي يضمن لها وجود طويل الامد ، ونجدها تظهر في كل ركن من اركان العالم، وفي كل نوع من الاماكن ما عدا البحر او في المناطق القطبية ، والخنافس تنتمي إلى الكائنات "غمدية الاجنحة "، التي تكون اكبر من النمل ، وتأتي في جميع الاشكال والاحجام والالوان المختلفة ، فالخنفساء صغيرة الحجم وهي من اللافقاريات ومن المعروف عن الخنفساء انها مرنة بشكل لا يصدق .

فهناك حوالي 350 الف نوع تسمي خنفساء موجودة في العالم ، فقد تم اكتشاف حوالي 40% من جميع انواع الحشرات التي وصفوها العلماء بالخنافس وكثيرا ما يتم اكتشاف انواع جديدة ، وتشير التقديرات إلى ان العدد الإجمالي لهذه الانواع، غير محدد ولكنه يأتي ما بين 5 و 8 ملايين خنفسة .

ويعتقد ان الخنافس تلعب دورا حيويا في النظام الايكولوجي ، فهم في الاساس يستهلكون انقاض النباتات والحيوانات بما في ذلك النفايات الخاصة بالحيوانات ، فالخنفساء تستطيع ان تستهلك نسبة كبيرة من المركبات والمواد المتحللة التي لولاها لكان حدث اضطراب في النظام الايكولوجي ، مثل ثاني اكسيد الكربون والنيتروجين .

حجم وشكل حشرة الخنفساء :

تختلف الخنافس اختلافا كبيرا في الحجم كما ذكرنا ، فهناك بعض الانواع تصل فقط الي شبر واحد، في حين ان البعض الاخر يمكن ان ينمو إلى ما يقرب من 6 بوصات طولا ، ونفس الكلام علي الوزن ، فعلي سبيل المثال خنفساء جالوت، هي اثقل خنفساء مسجلة حتي الان ، وتوجد خنفساء الفيل ايضا التي تعد من الانواع الكبيرة ، علي عكس انواع اخري من الخنافس مثل خنفساء الطحين الحمراء وسوسة الارز والتي بالكاد تصل الي 1/8 بوصة طولا ، وعادة ما تكون الخنافس الاستوائية التي تعيش في المناخات الدافئة اكبر من الانواع التي تعيش في المناخات الباردة .

ومعظم الخنافس لها رأس وصدر وبطن وستة ارجل ، وتأتي في الوان مختلفة، ولكن في اغلب الاحيان تأتي في اللون الاسود والبني ، وكما هو الحال مع الانواع الاخرى من الحشرات ، يتكون جسم الخنفساء من ثلاثة اقسام وكلهم مغلفين ، وتبدأ من القشرة الخارجية الصلبة للرأس وصدر الخنفساء وبطن الخنفساء ، كما ان لدي الخنفساء ايضا قرون استشعار تستخدمها لفهم محيطها .

اماكن تواجد حشرة الخنفساء :

الخنافس لا يمانعون التأقلم في المكان الذي يعيشون فيه ، فيمكن ان تعيش الخنفساء في اي مكان تقريبا ، فيمكن العثور عليها في اماكن عديدة كما ذكرنا وذلك لتفاعلها مع النظام البيئي بعدة طرق ، ولكنها لاسباب غير معروفة تبتعد عن البحر ( المياه المالحة ) او عن المناطق القطبية مثل القطب الشمالي والقطب الجنوبي ، وان كانوا يفضلون فيفضلون الاراضي والمياه العذبة .

فتجدهم تحت اللحاء، وفي الكهوف، وفي الفطريات، وفي الوحل، وفي المواد المتحللة النباتية والحيوانية، او تجدهم في المواد الغذائية المخزنة، وتتواجد الخنفساء في اعشاش النمل الابيض ويتغذون علي اليرقات، والخنافس يمكن ايضا ان تكون موجودة في اي مكان وخاصة الاماكن التي يتم بها تجفيف الاطعمة مثل الحبوب والمكسرات والطحين التي تتواجد في اماكن مثل المستودعات والمخابز ومخازن الحبوب .

حمية حشرة الخنفساء :

الخنفساء هي من الحيوانات النهمة ، والتي تتغذى على كل ما يمكن العثور عليه ولكنها عموما تتغذي علي النباتات ،الفطريات والمخلفات الناتجة عن كل من النباتات والحيوانات ، ومن المعروف ان بعض الانواع الكبيرة من الخنفساء تقوم بتناول الطيور الصغيرة وحتى الانواع الصغيرة من الثدييات ، اما عن الانواع الاخرى من الاعلاف الخاصة بالخنفساء تتلخص في الغبار الناتج عن الخشب، وبالتالي تتمتع كثيرا بالاختباء في الاشجار .

وهناك سمة مشتركة في كل الخنافس الكبار وهي المضغ ، فكما هو معروف ان هناك بعض الخنافس التي تتغذي علي النباتات وهناك البعض الاخر الذي يتغذي علي الحشرات مما يستدعي فكيين قويين يستطيع تمزيق الجلد ، فهي من الحيوانات التي تمضغ الطعام جيدا قبل بلعه .

سلوك حشرة الخنفساء :

العديد من الخنافس تشتهر باصواتها ، فهي تصدر صوتا شبيه بصوت الازيز وصوت الصراصير ، ولكن الخنفساء تتميز بصوت عال ، فكل من ذكور واناث الخنفساء يقومون بالنباح ، ربما انه يكون جزءا من طقوس المغازلة ، او انها وسيلة لكي يعثر كل واحد علي الاخر .

هناك بعض الانواع من الخنفساء الموجودة في الأسر تنتج بعض الضوء ، يسمون العلماء هذا تلئلؤ بيولوجي وذلك من خلال تفاعل كيميائي يأتي من انزيم معين ، يأتي هذا الضوء وكأنه اشارات فلاش لجذب الاصحاب المحتملين .

تزاوج حشرة الخنفساء :

تتطور الخنفساء من خلال اربع مراحل مختلفة تسمى التحول، وتبدأ دورة الحياة في الربيع او اوائل الصيف عندما تتمدد خنفساء الإناث وتضع البيض الذي يفقس ويتحول إلى يرقات ، واليرقات تخلق شرنقة حول نفسها حول الارجل والاجنحة والجسم حتي تتطور ، وبعد عدة اشهر، تكون قد نمت بشكل كامل وتظهر على هيئة خنفساء الكبار .

ولكن الخنافس قد تعرض سلوك معقد للغاية عند التزاوج ، فهي تعتمد علي الفرمون لعملية الاتصال ، فهناك انواع مختلفة تستخدم المواد الكيميائية المختلفة من الفيرومونات الخاصة بهم التي تنتج من الاحماض الدهنية لكي تتواصل مع بعضها البعض ، ولكنه يحدث بين الذكر والانثي حوار معقد قبل التزاوج ، حتي انهم يحدثون انماط طيران مختلفة ، واشكال مختلفة من السلوك ، فمنهم من يهتز ومنهم من الذكور من يتسلق علي ظهر الانثي ، ويقول العلماء ان الخنافس لا تتزاوج ابدا من دون هذه الطقوس الغريبة .

ويأتي الصراع ايضا ليلعب دورا هاما في طقوس التزاوج بين انواع معينة من الخنافس ، وهذا الصراع من وجهة نظر العلماء انه يضمن استنساخ اقوي واصلح ، وتستمر عملية التزاوج لساعات واثناء عملية التزاوج تنتقل خلايا الحيوانات المنوية الي الاناث لكي تقوم بتخصيب البويضة الخاصة بها ، والتي ينتج عنها مئات والالاف البيض ، ويأتي صراع الخنفساء في العديد من الاشكال فهناك الصراع بين الذكر والانثي وهناك صراع الذكور علي البقع الصغيرة من الاراضي الخاصة بهم لكي لا تتطفل عليهم اي حيوانات اخري .

التهديدات علي حياة حشرة الخنفساء :

كانت الكائنات الشبيهة بالخنفساء الاولى تأتي في سجل الحفريات الذي يعود إلى فترة العصر البرمي، وذلك قبل نحو 270 مليون سنة ، و كانت خنافس حقيقية تشبه التي لدينا في العصر الحديث فظهرت لاول مرة قبل نحو 230 مليون سنة واستطاعت ان تنجو من الانقراض الذي حدث وقت الديناصورات ، ولكن يبقي السؤال هو كيف نجت الخنافس لفترة طويلة، وصمدت بالرغم من كل هذه الظواهر المتطرفة ، فعلي مر العصور قد اثبتت الخنافس انهم بارعون بشكل ملحوظ في التكيف مع التغيرات البيئية .

ولكن مع الاسف نظرا لصغر حجم الخنفساء ، نجد ان مجموعة متنوعة من الخنافس تصبح فريسة لانواع عديدة من الحيوانات ، فهي اكثر عرضة للخطر من غيرها من الحشرات والزواحف، فنجد فرائسها من الطيور ، والاسماك والثدييات ، ولكن حتي الحيوانات المفترسة الخاصة بالخنفساء تعتمد إلى حد كبير على حجم وانواع الخنفساء والمنطقة التي تسكن بها .