مجتمع غلاك - قلب كقطعة الغيم الابيض ~

ما اعرف
قصة تجمع بين الإنسانية والعاطفة وصدق العلاقات ..

..

تبدأ المكالمة الهاتفية ..

مرحبًا .. هل تستطيع أن تُسمعني صوتك ؟!...
تحدث .. قُل شيئًا .. ؟؟

يُجيب بإرتباك وبصوت منخفض / نعم ..

.. ويستطرد بكلام عجيب .. هل هذا جزء من نص المسرحية .. ؟!

يرد عليه بنبرة متعجبة / عن ماذا تتكلم ؟!

يلتقط أنفاسه ويستكمل .. اعذرني يبدو العالم بكل مافيه مهرجان لا إلتماس للحقيقة فيه ..

يصدر صوت ضاحكًا مُبديًا موافقته لما قال .. هو كذلك حقًا ..

دعني أعرفك على نفسي .. أنا ...

يستقطع كلامه ويرد سريعًا .. أنت الوهم ..
ويُكمل بإنزعاج شديد .. لقد سئمت حقًا مِنْ كل هذا ..
لماذا لاينتهي بي الحال بنوبة قلبية وأكون في عداد الموتى
.. انها حياة عقيمة لشخص يحاول أن يبدو طبيعيًا رغم اضطراباته العقلية

... وبأنفاس متقطعة مسموعة يسأل .. هل أبدو طبيعيًا ... ؟

يرد بكل ثقة .. تبدو طبيعيًا بنسبة لي ..

... يتجاهل اجابته بصمت إلزامي ..

أخبرني .. أي منظر من مناظر الحياة يستهويك ؟!

أي المناظر تستهويني .. لا أرى سوى الظلام في بهرجة الألوان ..

يرد متعجبًا .. ماكان هذا الذي قلته .. و ماعلاقته ؟؟

لا أعرف .. ليس له علاقة ..

لاعليك .. إنسى كل ذلك ..
إن كنت تحب منظار الطبيعة
يُمكننا أخذ أقدامنا إلى هناك ..
والتمتع بتلك المناظر .. مارأيك ..

مستجيبًا لكلامه بحسنًا بعد أن سكت لمدة قصيرة ..

..
اليوم التالي
تمت المقابلة
..
سنمضي سيرًا على الأقدام ..
يستمع لخطوات رصينة من ورائه
أنت تتبعني كظلي .....
يتكلم مع نفسه ( ما خطبه .. )

يصدر صوت خافتًا ردًا على كلامه..
توقف ..

يقف مستجيبًا .. ماذا ..

يجيب سريعًا / سأعود الآن من حيث أتيت لوحدي

ويستكمل بإنزعاج شديد
.. توقف عن احراج طبيعتي ..
أكمل السير وتمتع بتلك المناظر لوحدك انا سأعود ..

بحركة خاطفة يمسكه من ذراعه اليُمنى .. لحظة
لاتكن هكذا .. دعنا نمضي بصمت وحسب ..

..
بعد لحظات قصيرة
يُجيب وصلنا ..
كانت مسافة لابأس بها

يرد عليه .. والآن هل نتفرق ونعود لنقطة اللقاء عندما ننتهي ..

يرد متعجبًا ولماذا نتفرق ..

يلاقيه بعينان مغمضتان ويقول انسى الامر .. فلنكمل ..

..
تبدو هضبة الجبل مكانًا رائعًا لأخذ نظرة شاملة من كل شيء
ألا توافقني الرأي ؟!

.. يستجيب له .. نعم ..

هات يديك ..
يمدها لكن تنزلق يداها
بسبب تعرقها ...
انا اسف ..
..
لاتتأسف ..
فقط خطوات ونصل لقمة الجبل ..

هانحن وصلنا .. بينما يتقدم للأمام
ويعود للخلف ويتلفت يمينًا ويساراً ..
القمة هنا .. تجعلك ترى كل شيء ..

بنبرة غير حماسية .. مجيبًا .. نعم ..

بينما يتحرك بحماس .. يتعثر بحجارتين تعثر للأمام بسببهما .. ولقى جسده
اندفعا نحو حافة الجبل بسقوط مؤكدًا .. وبإلتفاتة سريعة من صديقه الاخر ..
يداه تستجيب وتمسكه بعد أن قال بصوت عالي ..
انتبه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! .......................
ويرده للخف واقعًا على أرضية الجبل الصخرية ..

... يلتقط أنفاسه بعد وقوعه .. كان هذا وشيكًا ..
رأيت مسافة السقوط البعيد من أعلى قمتي الحماسية !!!!!!؟

يرد عليه بعبارة سريعة متسائلة مع انفاس لاهثة..
هل أنت بخير ؟

يرفع نفسه ويزيح الغبار عنه و يُجيب بإطمئنان الحمد لله انا بخير...
ذلك كان بفضل مساعدتك شكرا .. أنا ممتن لك ..

بحرج شديد / هذا ليس دين او حتى فضل يجب أن تذكره وتكون شاكر للأبد لأجلهِ
إنها رحمة الله بك .. أنت بخير وهذا كل مايهم ..
كان شيئًا مخيفًا ..

.. كان كذلك ..
دعنا نعود الآن ..
ينزلان بحرص وانتباه
..
تلك الرشحة سببها أنكَ تبكي صحيح !..

يُجيب بِطبع أبكي أيها الأحمق .. كنت سأرى
هبوطك من قمتك وأنت واقع بِكيان متحطم
لكن الحمد لله على عدم رؤية ذلك المشهد
ولا أريد ذلك المشهد أبدًا ..

يتكلم مع نفسه ..
شكرًا لأن احساسك وخوفك المسبق أنقذني
أنت حقيقي بقلب نقي ..

النهاية ..