أتذكر في الماضي كيّف كُنت ..
بجانب التجارب والظروف الصعبة التي انتهت لكنها ظلت مُخلدة في الذكرى ..
و بجانب النواقص والاحتقار الذاتي للنفس وتراكمات الحزن والاكتئاب والاضطرابات العقلية

صحيح أن العزلة كانت كُل حياتي
وأنني قسوت على نفسي كثيرًا
وكرهتها حتى فاضت المشاعر ميتة ..

كان دائمًا لي جانب أكثر صدقًا وإخلاصًا ومعرفة وإحساسًا لامتناهي بالغير

أستطيع أن أقول أن العزلة والتجارب الطفولية وحتى البلوغية ..
جعلتني أفكر كيف يمكن أن أكون إنسان رغم كل الأذى الذي تعرضت له
و رغم كل الانقلابات الشعورية والفكرية ورغم إحساسي بنفسي
أنني أقل شأن وغير مرغوب وأنني أصغر من أن يُلاحظني شخص ما ..

لذلك كان هناك مطلب أخير بنسبة لي
وكان إيجاد صديق .. رغم أنني كنت أجهل وقتها

أن هذا لايتناسب مع حالتي الصحية
وانعدامي الاجتماعي وجهلي
وعجزي كفرد مساهم في المجتمع

لكن رأيت الغاية في هذه الحاجة الوحيدة
أن يكون هناك صديق حقيقي ..
هو كنز نادر في هذا العالم
وإن أكثر إطلاعا وتفهمًا وصدقًا ومحبةً لك
معدنه لن يصدأ أبدًا .. لكن أين كان ..
وهل هو جدير بأن يعرف شخص
لايستحق المعرفة .. ليس كما لو أن العالم
فيه أشخاص ينتظرون منكَ ماتنتظره منه

أنا عشت بخيالات بعيدة عن حقيقة الواقع
وظننت أن مطلب الصداقة مسألة مصيرية
بنسبة لي .. لكن كنتُ أحمق وجاهل وقتها ..

وحدثت كثير من التجارب الافتراضية مع أشخاص
كان من المفترض أن أتعلم منها .. لكن غبائي وحاجتي
دفعتني لأن أكون ذلك الشخص المجهول في حياة
أشخاص لديهم أصدقاء واقعيين .. وكرهت نفسي لأجل ذلك
كنت ذليل .. وأفعل أي شيء لإيجاد طريقة للقبول وأن أكون
شخص مرغوب ..

انا الاشخاص اللي احاول اقولهم مدى اخلاصي وصدقي
فجأة تصير مواقف تتضح فيها لي أشياء أنهم كذا كذا ... أمور تتعلق
بـ أنهم قادرين يأذونك .. او يهددون بقطع العلاقة معك ..
أو حتى يسخرون من حالتك بدافع المزاح ..

وتلكَ أشياء حقيرة وخسيسة حتى ولو كانت بمقصد بريء ..
بنسبة لي مؤلمة أكثر من أي شيء وأنا هو الشخص الوحيد
اللي فعلا من كل قلبه ومن كل صدقه انه يحاول يخفف ويسعد الحزين
رغم انه عبارة عن مجسم فيه شقوق عميقة وقابل للإنكسار ..

مريت بفظائع كبرى .. وفعلا كرهت نفسي
لأني مو قادر أتعلم .. بس الحمد لله
الاحين انا غير لأني فعلا تعلمت ..

وعرفت ان القبول والتخلي هو أفضل شيء لاحاجة
للصداقة الفعلية لاحاجة لصداقة واقعية لاحاجة حتى لأن
تكون متكلف مع شخص افتراضي او تسعى لعلاقة معرفية معه ..
لاحاجة حتى لأن تذهب لكي تجامل أو تعطي استطلافات لأشخاص لديهم
ناسهم .. لماذا انا ملكف بغيري .. عندما يكون لغيري أشخاص كثيرون ..
ليس كما لو كلمتي ستحدث فارقًا ..

النهاية أنني عرفت البعد أفضل

لا أذى لا وجع | أن لاتُصاب بصدمة العودة للعزلة من جديد

وما أعرفه حقًا بدون أي مبالغة ودراما
أكثر الاشخاص ضررًا هم
الأشخاص الذين يأخذون منك وينتظرون منك
هم يعرفون شخصيتك الساذجة والبسيطة وانهم قادرين على قيادتك
وبأقل انزعاجاتك الشعورية في الحوار معهم ينقلبون عليك

انا خلصت نفسي من الصداقة بشكل نهائي وللأبد ..
استحرمت خلاص .. لحالي احسن لبالي .. بعيد
عن كل ماقد يسبب الأذى .. وبس ..