![]() |
رد: نميرًا عذبا وفراتًا سائغًا شرابه
تهفو لها الأرواح وتدمع لها العيون شوقًا
يا رب إن كنت قد حرمتني من زيارتها بذنب اقترفته لا أعلمه ولا أذكره فإني أستغفرك وأتوب إليك توبة عبد تاقت روحه للغفران واشتاقت قدماه للسير في أرض أحبها نبيك الكريم. اللهم ارزقني لذة القرب من المدينة ومتعني بسكينة جوار مسجد قباء واملأ قلبي طمأنينة وسلامًا عند رؤية قبة نبيك محمد ﷺ اللهم لا تحرمني زيارة حبيبك وأذقني حلاوة الصلاة في روضته الشريفة يا من بيده مفاتيح الرحمة أسألك أن تكتب لي زيارة قريبة تُفرح قلبي وتُنسي غربتي وتكون بدايةً لقرب دائم من طاعتك ورضاك |
رد: نميرًا عذبا وفراتًا سائغًا شرابه
“لا تتعلّق بأحد… فالقلب إذا تعلّق تكسّر”
كثيرًا ما نسمع هذه العبارة لكن لا نفهمها إلا حين نكسر فعلًا… حين نخسر أحدًا ظننّاه لا يُفارق حين نتعلّق ونُبالغ وننسى أن كل من نُحبّ ليس لنا إلى الأبد… كل شيء في الدنيا راحل. حتى أقرب الناس أعزّهم أكثرهم تأثيرًا فينا… سيرحلون يومًا ما أو نرحل نحن قبلهم. الدنيا قصيرة زائلة… لا تستحق هذا التعلق العميق هذا الخوف هذا التعلق بالوجوه والضحكات والرسائل. كلما زاد تعلّقك بإنسان… زاد توترك خوفك حزنك تُفكر إن غاب وتُرهق روحك إذا تغيّر ويذبل قلبك كلما قلّ اهتمامه. والله إنك لا تُرهَق من الحب بل من التعلّق الخاطئ. لأنك جعلت أحدهم في موضعٍ لا يليق إلا بالله… تعلّقت بصديقة؟ تعلّقت بأخ؟ أخت؟ أحد الوالدين؟ تعلّقت بشخص كنت تظنه لك دائمًا فخذلك؟ أبشّرك… الله أراد أن يطهّر قلبك لا أن يعاقبك. وأُقسِم لك… لو علّقت قلبك بالله لما خذلك أحد. لأنك لن تنتظر من أحد شيئًا ولن تُكسر إذا تغيّر ستُحبهم لله لا لأنهم يُشبعون فراغ قلبك، ستعطي بلا خوف وتترك بلا انهيار. أنا مثلك تمامًا… تعلّقت يومًا بصديقة كانت ملاذي، طمأنينتي، سندي… كنا نتشارك الأعمال الصالحة نُذكّر بعضنا بالله كأنها رزق ساقه الله إليّ… لكن دون أن أشعر صار تعلقي بها مرضًا… أخاف غضبها أحزن حين تغيب وأتعلق بوجودها في كل شيء. ثم فرّقتنا الأيام… فجأة. كم بكيت كم دعوت كم شعرت أن الحياة ضاقت… لكنني اليوم أقول: الحمد لله على الفُقد الذي أعادني لله. تعلّقتُ بمن خلقه ونسيت الخالق. رجوت من لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا ونسيت من بيده قلبي وقلبها… اليوم عرفت أن الحرية الحقيقية هي في التعلّق بالله فقط. لا تخشى فقدًا ولا غيابًا ولا تبدّل مزاج ولا تغيّر مشاعر… قال تعالى: “ومن يتوكل على الله فهو حسبه” “أليس الله بكافٍ عبده؟” الله لا يُحب أن يراكِ مُنكسرة لأحدٍ سواه. هو الغنيّ الكريم الباقي السميع هو الذي إن دعوته في ظُلمة حزنك قال: لبيك. هو الذي ينزل في الثلث الأخير من الليل يسأل: “هل من داعٍ فأستجيب له؟” يحبّ أن يسمع صوتك… حتى بعد أن ترهق حتى بعد أن تكسر حتى بعد أن تقول: “تعبت يا رب”… يحبك ويمتحنك ليطهّرك. ويوماً ما… ستبكي وتقول: “الحمد لله أنه لم يُستجَب لي كل ما دعوت.” اللهم لا تجعل في قلبي تعلقًا إلا بك ولا حُبًا إلا فيك ولا حنينًا إلا لرضاك وإن ضعُفت قلوبنا فاجبرها برحمتك وعلّقها بك لا بسواك… |
رد: نميرًا عذبا وفراتًا سائغًا شرابه
يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانًا خليلًا ﴾
[الفرقان: 28] آية تهز القلب… توقظ الغافلين وتُبكي المحبين تحمل في طياتها ألمًا عظيمًا لا يُوصف. أن تقول نفسٌ يوم القيامة “يا ويلتى” هذا ليس ندمًا عابرًا بل ندمًا يُمزق القلب… ندم لا يُجبر ولا يُعوَّض ولا يُمهَل. ندمٌ على صديقة على خليلٍ لم يكن طريقه إلى الله. في الدنيا… نظن أن بعض العلاقات عابرة أو أنها “كفاية خيرها شرّها” لكننا ننسى أن العلاقة إما أن تكون جسرًا إلى الجنة أو طريقًا إلى الندم الأبدي. أما أنا… فقد رزقني الله بصديقة واحدة كانت تمسك بيدي إلى الطاعة تدفعني للخير تحرص أن لا يفوتني مجلس ذكر أو لقاء ينفعني… كانت بابًا من أبواب النور وكنت أراها نعمة لا توصف. ثم… افترقنا. ولم يبقَ لي سوى الدعاء ما زلت أدعو الله أن يُصلح ما بيننا أن يُعيد لنا تلك العلاقة التي رُبطت بحبل الله لأن الصديقة الصالحة لا تُنسى… تظل ذكرى طيبة في القلب ونورًا يضيء حياتك حتى بعد رحيلها. وفي هذا الزمن زمن الفتن والضياع والقلوب المزدحمة بالدنيا نحتاج صحبةً واحدة فقط… ترفعنا إلى الله نحتاج قلبًا مؤمنًا يُمسك بنا إذا وقعنا وصوتًا يقول لنا دومًا: تعالي نعود إلى الله. فالحذر… أن يُكتب لنا يومًا ندم نردده في الآخرة: “يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانًا خليلًا…” لأنك إما أن تُحشر مع من أحببت أو تُبعد معهم. فيا الله… إن كتبت علينا الفُرقة فلا تحرمنا من الأثر وإن لم تجمعنا في الدنيا فاجمعنا في الفردوس الأعلى واجعل من نحبهم سندًا لنا في الدنيا والآخرة. اللهم ارزقنا صحبة صالحة لا تبهت لا تتغير لا تزول صحبة تُقربنا إليك وتزيد من طاعتنا وتثبّت قلوبنا |
رد: نميرًا عذبا وفراتًا سائغًا شرابه
وما تدري نفس بأي أرض تموت…
آية تهز القلب… تكسِر الغرور وتُسكت التعلّق وتعيد الإنسان لحقيقته: أنت لا تملك من أمرك شيئًا لا تدري أين تنام الليلة ولا بأي أرض تَسلِم روحك ولا من سيكون حولك حين ترحل. قد تموت في بلد لم تتخيله في طريق ما خَطَطت له قد تموت فجأة بلا وداع بلا استعداد كافٍ… وقد تُدفن بعيدًا عن كل من أحببت. لكن الأكثر وجعًا من “أين تموت”، هو: على ماذا تموت؟ وأنت ما تدري… تموت وأنت على طاعة؟ أم وأنت تؤجّل التوبة؟ تموت ولسانك رطب من ذكر الله؟ أم ولسانك مشغول بكلام الناس والهوى؟ تموت والقرآن قريب منك؟ أم وهجَرته منذ زمن؟ “وما تدري نفس بأي أرض تموت…” فهل تظن أنك تدري متى تنتهي الفرصة؟ هل تضمن أن تستيقظ غدًا وتكمل أحلامك المؤجلة؟ كم من إنسان خرج ولم يعد… كم من روحٍ قبضت على موعدٍ لم يُكتب في جدولها… كم من قلبٍ كان يضحك، ثم أصبح جسدًا مسجّى بلا صوت. هي ليست دعوة للخوف فقط بل دعوة للاستعداد… أصلح ما بينك وبين الله تُب… الآن دون تأجيل. ازرع أثرًا سامح تصدّق اذكر راجع قلبك ردّ المظالم طيّب لسانك اجعل خطواتك تمشي لله. فأنت لا تدري… قد تكون هذه اللحظة هي الأخيرة لك في هذه الأرض |
رد: نميرًا عذبا وفراتًا سائغًا شرابه
﴿وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ﴾
[ يوسف: 33] لعل ما تمر به لا ينتهي ويستمر وقوعك فيه أكثر من مرة لأنك اعتمدت على قوتك وحولك واجتهادك من دون الله عز وجل! أما الأنبياء، فقلوبهم على شاكلة أخرى.. فهل سبق لك أن جمعت قلبك ورفعت يدك وسألت الله عز وجل: يا رب اصرف عني كذا وكذا؟ عبودية "الدعاء بالصرف": أن يصرف عنك كل مصادر العطب والتلف والزلل والوقوع في الفتن ومسببات الضرر! الدعاء بأن يصرف عنك: الوساوس وضيق الصدر والتفكير المفرط المرض البدني والنفسي وأن يصرف عنك العِلة والقِلة والذِلة.. أن يصرف عنك الوظيفة المحرمة الشبهات والشهوات المحرمة الظلم الرشوة المال الحرام المغريات والمُلحات والضغوط الداعية للمعصية.. أن يصرف عنك البغي والظلم من فتنة الأهل وتعديهم عليك فتنة المال والولد والفتنة في الدين والدنيا.. الدعاء بالصرف: بقمة اللجوء والاعتماد الكامل على الله عز وجل والتبرؤ الكامل من الحول والقوة! ارفع يدك واجمع قلبك بالدعاء بالصرف اصرف عني المرض والبلاء والكفر والفقر والرياء والسمعة.. اصرف عني الكسل والهم والحزن والعجز والبخل والشُح.. واصرف عني أمراض القلوب كلها.. لعلك أوتيت من نفسك وتستمر في الوقوع والعرقلة بسبب اعتمادك على نفسك!! فلِمَ لا تتخلى عن كِبرك وتتبرأ من حولك وقوتك وتتعبد إلى الله بعبودية "الدعاء بالصرف" وسترى العجب من التيسير والحفظ والولاية.. |
رد: نميرًا عذبا وفراتًا سائغًا شرابه
كيف حالك مع ربك؟
سؤالٌ بسيط في حروفه لكنه يهزّ القلب رجفة ويوقظ في الروح ما خمد من الذكرى والخشية والرجاء… كيف حالك مع الله؟ هل وقفت يومًا على عتبة هذا السؤال تتأمله بصدق لا مجاملة فيه لأحد ولا تبرير؟ هل جربت أن تخلو بنفسك في زاوية وتقول: “يا نفسي، أما آن لك أن تعودي؟” أين أنت من صلاتك؟ هل تسجد بقلبك كما تسجد بجسدك؟ أين أنت من قرآنك؟ هل هو رفيقك في الوحشة وسراجك في الحيرة؟ أين أنت من الخلوة مع الله؟ تلك اللحظات التي يفيض فيها القلب بالدمع ويضج فيها اللسان: “يا رب، إني أعود إليك” إن حال العبد مع ربه لا يُقاس بكثرة أعماله الظاهرة بل بقلبه حين يذكر الله وبصدقه حين يتوب وبدمعته حين يذنب… فكم من قلبٍ امتلأ بالناس وخلُا من الله! وكم من عينٍ تبكي شوقًا وتحنّ للركوع والسجود؟ والله ما سعد من عمر قلبه بالله وما خاب من كانت راحته في مناجاة ربه وسكينته في قربه. قِف مع نفسك، وسَلها: هل الله أحب إليّ من كل شيء؟ هل أخشاه في السر كما أخشاه في العلن؟ هل أرجوه حق الرجاء وأتوكل عليه التوكل الصادق؟ يا الله ما أعظم هذا السؤال وما أثقل جوابه على قلبٍ شُغِل بالدنيا! لكن رحمته وسعت كل شيء وبابه لا يُغلق ونداؤه ما انقطع: “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله” فلا تيأس إن وجدت تقصيرًا ولا تغتر إن وجدت عملاً فبين الخوف والرجاء نسير… اجعل لنفسك وقفة يومية وسؤالاً صادقًا: “يا رب، كيف حالي عندك؟” واجعل هدفك أن يرضى الله عنك فإن رضي هان كل شيء بعده… وفي آخر كل ليل حين يسكن الخلق هناك نداء لا ينقطع: “هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟” فقم واسجد وقل: “يا رب أنت أعلم بحالي فاجعلني لك كما تحب وارضَ عني واغفر لي واجعلني ممن إذا ذُكروا ذُكروا عندك بخير. |
الساعة الآن 10:25 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
adv helm by : llssll
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
بسرقتك لأفكارنا وجهد اعضاءنا أنت تثبت لنا بأننا الأفضل ..~