المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مداخل الشيطان : ( العُجْب )


نور الشمس
11-29-2020, 10:35 AM
مداخل الشيطان : ( العُجْب )


العجب يختلف عن الكبر، فالكبر له ثلاثة أركان: متكبر، ومتكبر به، ومتكبر عليه، والعجب ليس له إلا ركنان اثنان: معجب ومعجب به فقط، ولكن العجب هو الدرجة الأولى في سلم الكبر فنعوذ بالله منهما.

والعجب: هو استعظام النعمة والركون إليها، مع نسيان إضافتها إلى المنعم.


والعجب أنواع:

فمن الناس من يعجب بصحته وقوته، وتناسب أعضائه وحسن صورته، فليَعلم أن ذلك من نصيب الدود، وأن كل من عليها فان.

ومن الناس من يعجب بعقله وفِطنته واستكشافه لبطائن الأمور الدينية والدنيوية، وثمرة هذا العجب أن تجده مستبدًّا برأيه، مستجهلًا لغيره، معرضًا عن سماع آراء الآخرين، فليفكر هذا العاقل فيما لو ابتلاه الله بمرض في دماغه، لجنَّ عقله، وطار لبُّه، وذهب فكره، فليحمَد الله على العافية، وليشكُره على النعمة.


ومن الناس: من يعجب بنسبه، ويظن أنه ناجٍ لا محالة، أليس هو ابن فلان المنسب من الحسن أو الحسين؟ فليعلم هذا الغافل أن من أبطأ به عمله، لم يسرع به نسبه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم نادى أقرب الناس إليه: «يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا»؛ متفق عليه.

ومن الناس: من يعجب بكثرة أولاده وأهله وعشيرته وهذا يكفيه قول الله تعالى: ﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ [عبس: 34 - 37].

فأي عجب بمن يتركك في أشد أحوالك، ويهرب منك في أحرج أوقاتك.

ومن الناس: من يعجب بماله وغناه، فليقرأ قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15]، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ، تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ، مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ، إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ» متفق عليه.

ومن الناس: من يعجب بعبادته، وهذا إنما أوتي من جهله؛ لأنه لا يدري أقبلت عبادته أم لا؟.

وقال مسروق رحمه الله: كفى بالمرء علمًا أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلًا أن يعجب بعمله[3].

وعن عمر رضي الله عنه قال: إنَّ من صلاح توبتك أن تعرف ذنبك، ومن صلاح عملك أن ترفُض عُجبك، ومن صلاح شكرك أن تعرف تقصيرك.

وقال مطرف بن عبدالله رحمه الله: لأن أببت نائمًا وأصبح نادمًا، أحب إليَّ من أن أبيت قائمًا وأصبح معجبًا.

وروي عن عائشة رضي الله عنها: أن رجلًا سألها، فقال: متى أعلم أني محسن؟ قالت: إذا علمت أنك مسيء، قال: ومتى أعلم أني مسيء؟ قالت: إذا علمت أنك محسن.

وقال البخاري: قال ابن أبي مُلَيكة: أدركت ثلاثين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه.

قال أبو اليث السمرقندي رحمه الله: من أراد أن يكسر العجب، فعليه بأربعة أشياء:

أولها: أن يرى التوفيق من الله تعالى، فإذا رأى التوفيق من الله تعالى، فإنه يشتغل بالشكر ولا يعجب بنفسه.

والثاني: أن ينظر إلى النعماء التي أنعم الله بها عليه، فإذا نظر في نعمائه اشتغل بالشكر عليها واستقلَّ عمله، ولم يعجب به.

والثالث: أن يخاف ألا يتقبل منه، فإذا اشتغل بخوف القبول لا يعجب بنفسه.

والرابع: أن ينظر في ذنوبه التي أذنب قبل ذلك، فإذا خاف أن ترجح سيئاته على حسناته فقد قلَّ عجبُه، وكيف يُعجب المرء بعمله ولا يدري ماذا يخرج من كتابه يوم القيامة؟! وإنما يتبين عجبه وسروره بعد قراءة الكتاب؛ .

عمر
11-29-2020, 08:17 PM
بارك الله فيك على الطرح القيم

ملآئكيه
11-29-2020, 09:13 PM
جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ

عبير
11-30-2020, 06:16 AM
جزاك الله خير

نور الشمس
11-30-2020, 09:18 PM
بارك الله فيك على الطرح القيم

جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك
على المرور العطر

نور الشمس
11-30-2020, 09:19 PM
جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ

جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك
على المرور العطر

نور الشمس
11-30-2020, 09:20 PM
جزاك الله خير

جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك
على المرور العطر

ابو الملكات
12-01-2020, 02:47 PM
جزاك الله خير ورحم والديك وانار قلبك وعقلك بنور الايمان وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك وجعل الجنة مثواك امين يارب

نور الشمس
12-03-2020, 11:06 PM
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك
على المرور العطر

لوران
12-19-2020, 10:42 PM
راقني انتقائك
سلمت يداك وبانتظار جديدك
:9517:

نور الشمس
12-20-2020, 09:56 AM
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك
على المرور العطر

رآنيا
01-14-2021, 01:00 PM
جزاك الله الجنة وبارك الله فيك :رحيق:

~