المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ايها المريض ابتلاك الله رحمة وفضلًا


نور الشمس
11-18-2020, 11:17 AM
أَبْشِرْ أَيُّهَا المَرِيضُ:

يَا عِبَادَ اللهِ: قُولُوا لِكُلِّ مَرِيضٍ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، قُولُوا لِكُلِّ مَنِ ابْتِلَاهُ اللهُ تعالى في جَسَدِهِ: أَبْشِرْ أَيُّهَا المَرِيضُ، وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ تعالى مُقَدِّرُ الأَقْدَارِ، وَكَاشِفُ الأَسْقَامِ، وَدَافِعُ الأَكْدَارِ، وَكُلُّ قَضَاءٍ وَقَدَرٍ هُوَ خَيْرٌ في حَقِّ الإِنْسَانِ المُؤْمِنِ، قَالَ تعالى: ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئَاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئَاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.

وَهَذَا مَا أَكَّدَهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: «عَجَبَاً لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرَاً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرَاً لَهُ» رواه الإمام مسلم عَنْ صُهَيْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

أَبْشِرْ أَيُّهَا المَرِيضُ بِهَذِهِ البَشَائِرِ:

أولاً: المَرَضُ يَذْهَبُ بِخَطَايَاكَ، روى أبو داود عَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ قَالَتْ: عَادَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَرِيضَةٌ، فَقَالَ: «أَبْشِرِي يَا أُمَّ الْعَلَاءِ، فَإِنَّ مَرَضَ الْمُسْلِمِ يُذْهِبُ اللهُ بِهِ خَطَايَاهُ، كَمَا تُذْهِبُ النَّارُ خَبَثَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ».

وروى الإمام البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ، وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ، وَلَا حَزَنٍ، وَلَا أَذَىً، وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ».

ثانياً: اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمَعِيَّتِكَ مَعِيَّةً خَاصَّةً وَأَنْتَ في مَرَضِكَ، روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانَاً مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟».

ثالثاً: المَرَضُ سَبَبٌ لِرَفْعِ دَرَجَاتِ العَبْدِ المُؤْمِنِ، روى الإمام أحمد عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَكَانَ لِجَدِّهِ صُحْبَةٌ، أَنَّهُ خَرَجَ زَائِرَاً لِرَجُلٍ مِنْ إِخْوَانِهِ فَبَلَغَهُ شَكَاتُهُ قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَتَيْتُكَ زَائِرَاً عَائِدَاً وَمُبَشِّرَاً.

قَالَ: كَيْفَ جَمَعْتَ هَذَا كُلَّهُ؟

قَالَ: خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ زِيَارَتَكَ فَبَلَغَتْنِي شَكَاتُكَ، فَكَانَتْ عِيَادَةً، وَأُبَشِّرُكَ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا سَبَقَتْ لِلْعَبْدِ مِنَ اللهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ، ابْتَلَاهُ اللهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ، ثُمَّ صَبَّرَهُ حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنْهُ».

رابعاً: مَرَضُكَ عُنْوَانُ مَحَبَّةِ اللهِ تعالى لَكَ، روى الترمذي عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلَاءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمَاً ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ».

وروى الترمذي عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ العُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ».

خامساً: مَرَضُكَ طَرِيقُكَ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى إلى الجَنَّةِ، قَالَ تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾.

وروى الترمذي عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَوَدُّ أَهْلُ العَافِيَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ».

وروى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا يَزَالُ البَلَاءُ بِالمُؤْمِنِ وَالمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ».

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:

يَا عِبَادَ اللهِ: قُولُوا لِكُلِّ مَنِ ابْتَلَاهُ اللهُ تعالى بِالمَرَضِ: لَا تَحْزَنْ، لَعَلَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ تعالى مَنْزِلَةً لَا تَبْلُغُهَا بِعَمَلِكَ، فَمَا يَزَالُ اللهُ يَبْتَلِيكَ بِحِكْمَتِهِ بِمَا تَكْرَهُ، وَيُصَبِّرُكَ عَلَى مَا ابْتَلَاكَ بِهِ، حَتَّى تَبْلُغَ تِلْكَ المَنْزِلَةَ، فَلِمَاذَا الحُزْنُ؟

وَأَخِيرَاً: كُنْ عَلَى يَقِينٍ بِأَنَّ اللهَ تعالى مَا جَعَلَ عُسْرَاً إِلَّا جَعَلَ بَعْدَهُ يُسْرَاً، وَالأَمْرَاضُ مَهْمَا طَالَتْ وَعَظُمَتْ لَا بُدَّ لِأَيَّامِهَا أَنْ تَنْتَهِيَ، وَلَا بُدَّ لِسَاعَاتِهَا بِإِذْنِ اللهِ تعالى أَنْ تَنْجَلِيَ.

وَلَرُبَّ نَـازِلَـةٍ يَـضيقُ بها الـفَتى *** ذَرعـاً وعِـندَ الله منها المَخرَجُ

ضَاقَتْ فلمَّا استَحكَمَت حَلَقاتُها *** فُرِجَتْ وكُنتُ أظُنُّها لا تُفرَجُ

وَفِي الخِتَامِ: يَقُولُ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: لَا يَكُونُ الرَّجُلُ فَقِيهَاً كَامِلَ الْفِقْهِ حَتَّى يُعِدَّ الْبَلَاءَ نِعْمَةً، وَيُعِدَّ الرَّخَاءَ مُصِيبَةً وَذَلِكَ أَنَّ صَاحِبَ الْبَلَاءِ يَنْتَظِرُ الرَّخَاءَ، وَصَاحِبَ الرَّخَاءِ يَنْتَظِرُ الْبَلَاءَ. رواه ابن أبي الدنيا.

وَرَحِمَ اللهُ تعالى مَنْ قَالَ:

كَـمْ حَارَبَتْنِي شِدَّةٌ بِجَيْشِهَا *** فَضَاقَ صَدْرِي مِنْ لِقَاهَا وَانْزَعَجْ

حَـتَّى إِذَا أَيِسْتُ مِـنْ زَوَالِهَا *** جَـاءَتْنِي الأَلْطَافُ تَسْعَى بِالفَـرَجْ

أَيُّهَا المَرِيضُ: كَفَّارَةٌ وَطَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللهُ، فَقَدْ هُذِّبْتَ مِنْ خَطَايَاكَ، وَنُقِّيتَ مِنْ ذُنُوبِكَ، وَانْصَقَلَ قَلْبُكَ، وَانْكَسَرَتْ نَفْسُكَ، وَذَهَبَ عُجْبُكَ وَغُرُورُكَ.

أَيُّهَا المَرِيضُ: لَا تُفَكِّرْ بِالمَفْقُودِ، وَاشْكُرِ اللهَ تعالى عَلَى المَوْجُودِ، لَا تَنْسَ النِّعْمَةَ الحَاضِرَةَ، وَلَا تَتَحَسَّرْ عَلَى النِّعْمَةِ الغَائِبَةِ، وَتَذَكَّرْ قَوْلَهُ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.

اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنَّا البَلَاءَ، وَثَبِّتْنَا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ. آمين.

أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

ملآئكيه
11-18-2020, 11:25 AM
جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ

أمَوآج آلشَرقَيهہْ♥
11-18-2020, 11:32 AM
جزآك ربي جنآت النعيم ..
بآرك الله فيك ونفع بك ..


-

نور الشمس
11-18-2020, 11:56 AM
جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك
على المرور العطر

نور الشمس
11-18-2020, 11:57 AM
جزآك ربي جنآت النعيم ..
بآرك الله فيك ونفع بك ..
-

جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك
على المرور العطر

رآنيا
11-19-2020, 02:14 AM
جزاك الله خير وبارك الله فيك

~

عبير
11-19-2020, 05:05 AM
جزاك الله خير

الحنيف
11-19-2020, 11:50 AM
بارك الله فيك ....جزاك الله خيرا ...حفظك الله

نور الشمس
11-19-2020, 03:40 PM
جزاك الله خير وبارك الله فيك

~

جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك
على المرور العطر

نور الشمس
11-19-2020, 03:41 PM
بارك الله فيك ....جزاك الله خيرا ...حفظك الله

جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك
على المرور العطر

ابو الملكات
11-21-2020, 04:53 PM
جزاك الله خير ورحم والديك وانار قلبك وعقلك بنور الايمان وجعل عملك هذا في ميزان حساتك وجعل الجنة مثواك امين يارب