عبدالله
08-19-2020, 01:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
--------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-------
لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 15 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
محبَّةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أصولِ الإيمان، وهي مقرونةٌ بمحبَّةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وقد قرَنها اللهُ سبحانه وتعالى بها، وتوعَّد مَن قدَّم عليها شيئًا مِن الأمورِ المحبوبةِ طبعًا؛ مِن الأقاربِ والأموالِ والأوطان وغيرِ ذلك، فقال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} [التوبة: 24].
فلا يكونُ المؤمنُ مؤمنًا حتَّى يُقدِّمَ محبَّةَ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على محبَّةِ جميعِ الخَلْقِ، ومحبَّةُ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تابعةٌ لمحبَّةِ مُرسِلِه سبحانه وتعالى.
والمحبَّةُ الصَّحيحةُ تَقتضي المتابَعةَ والموافَقةَ في حبِّ المحبوباتِ وبُغضِ المكروهاتِ؛ فالمحبَّةُ هي المُوافَقةُ في جميعِ الأحوالِ، فإذا كان هذا الحبُّ صادقًا فإنَّه لا بدَّ أن يَحمِلَ صاحبَه على متابَعةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والعَملِ بسنَّتِه؛ فعلامةُ محبَّةِ الرَّسول صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أنَّه عند تعارُضِ طاعةِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أوامرِه، وداعٍ آخرَ يدعو إلى غيرِها مِن هذه الأشياءِ المحبوبةِ، فإن قدَّم المرءُ طاعةَ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وامتثالَ أوامرِه على ذلك الداعي، كان دليلًا على صحَّةِ محبَّتِه للرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتقديمِها على كلِّ شيءٍ، وإن قدَّم على طاعتِه وامتثالِ أوامرِه شيئًا مِن هذه الأشياء المحبوبةِ طبعًا، دلَّ ذلك على عدمِ إتيانِه بالإيمانِ التَّامِّ الواجبِ عليه.
ومِن مَحبَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نَصرُ سُنَّتِه، والذَّبُّ عن شريعتِه، وتمنِّي حُضورِ حياتِه، فيبذُلُ مالَه ونفسَه دونَه، ولا تصِحُّ هذه المحبَّةُ إلَّا بتحقيقِ إعلاءِ قدرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومَنزلتِه على كلِّ والدٍ وولَدٍ ومحسِنٍ وَمُفَضَّلٍ.
--------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-------
لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 15 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
محبَّةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أصولِ الإيمان، وهي مقرونةٌ بمحبَّةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وقد قرَنها اللهُ سبحانه وتعالى بها، وتوعَّد مَن قدَّم عليها شيئًا مِن الأمورِ المحبوبةِ طبعًا؛ مِن الأقاربِ والأموالِ والأوطان وغيرِ ذلك، فقال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} [التوبة: 24].
فلا يكونُ المؤمنُ مؤمنًا حتَّى يُقدِّمَ محبَّةَ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على محبَّةِ جميعِ الخَلْقِ، ومحبَّةُ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تابعةٌ لمحبَّةِ مُرسِلِه سبحانه وتعالى.
والمحبَّةُ الصَّحيحةُ تَقتضي المتابَعةَ والموافَقةَ في حبِّ المحبوباتِ وبُغضِ المكروهاتِ؛ فالمحبَّةُ هي المُوافَقةُ في جميعِ الأحوالِ، فإذا كان هذا الحبُّ صادقًا فإنَّه لا بدَّ أن يَحمِلَ صاحبَه على متابَعةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والعَملِ بسنَّتِه؛ فعلامةُ محبَّةِ الرَّسول صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أنَّه عند تعارُضِ طاعةِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أوامرِه، وداعٍ آخرَ يدعو إلى غيرِها مِن هذه الأشياءِ المحبوبةِ، فإن قدَّم المرءُ طاعةَ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وامتثالَ أوامرِه على ذلك الداعي، كان دليلًا على صحَّةِ محبَّتِه للرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتقديمِها على كلِّ شيءٍ، وإن قدَّم على طاعتِه وامتثالِ أوامرِه شيئًا مِن هذه الأشياء المحبوبةِ طبعًا، دلَّ ذلك على عدمِ إتيانِه بالإيمانِ التَّامِّ الواجبِ عليه.
ومِن مَحبَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نَصرُ سُنَّتِه، والذَّبُّ عن شريعتِه، وتمنِّي حُضورِ حياتِه، فيبذُلُ مالَه ونفسَه دونَه، ولا تصِحُّ هذه المحبَّةُ إلَّا بتحقيقِ إعلاءِ قدرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومَنزلتِه على كلِّ والدٍ وولَدٍ ومحسِنٍ وَمُفَضَّلٍ.