مولانا
08-20-2025, 04:44 PM
https://d.top4top.io/p_3519xs0hj1.jpg (https://top4top.io/)
كأنني لم أُخلق لهذا الزمان، بل جئتُ عابرًا من زمنٍ غابرٍ تركتُ فيه قلبي وروحي، وحملتُ معي بعض الشذرات، أستنشقها في غربة هذا العصر.
يستهوي قلبي كل ما هو قديمٌ معتّق؛ الجدران التي أسندت إليها أكتاف العابرين، الحوائط التي خزنت همساتهم وضحكاتهم، الأزقّة التي ما زالت تحفظ وقع خطاهم وكأنهم لم يرحلوا.
أفتّش في رائحة الورق العتيق عن دفء أرواح الكتّاب، وأجد في المخطوطات نُسخًا من زمنٍ كانت الكلمة فيه أثمن من الذهب، وكان الحبر دمًا من القلب لا حروفًا باردة على ورق.
أنا ابنُ تاريخٍ لم أعشه، ورفيقُ كتبٍ ومجالسٍ لم أُدركها، وحنينٌ يمشي على قدمين.
تعلّقتُ بالأخلاق القديمة التي كان فيها الوفاء عهدًا لا يُنقض، والصداقة جدارًا لا ينهار، والحياء ثوبًا لا يُخلع.
أنا رجلٌ ينتمي لزمنٍ آخر، زمنٍ لم يكن للنفوس فيه هذا الجفاء، ولا للقلوب هذا التشتت، زمنٍ كان فيه اللقاء أدفأ من ألف رسالة، والكلمة أصدق من ألف قَسم.
أعيش بينكم بجسدٍ معاصر، لكن روحي تلوذ دومًا بالقديم؛ تلوذ بذاك العطر الذي يخرج من أبواب البيوت الطينية، ومن خشب النوافذ العتيقة، ومن صدور الرجال الذين كانوا لا يعرفون سوى أن يكونوا رجالًا.
أنا رجلٌ موغل في القدم…
لا تشدّني ناطحات السحاب، ولا تُغري قلبي الحضارة الصاخبة. يكفيني جدار قديم، أو كتابٌ مصفرّ، أو صديقٌ نادر، لأشعر أني ما زلت على قيد الحياة. 🌿
مولانا
كأنني لم أُخلق لهذا الزمان، بل جئتُ عابرًا من زمنٍ غابرٍ تركتُ فيه قلبي وروحي، وحملتُ معي بعض الشذرات، أستنشقها في غربة هذا العصر.
يستهوي قلبي كل ما هو قديمٌ معتّق؛ الجدران التي أسندت إليها أكتاف العابرين، الحوائط التي خزنت همساتهم وضحكاتهم، الأزقّة التي ما زالت تحفظ وقع خطاهم وكأنهم لم يرحلوا.
أفتّش في رائحة الورق العتيق عن دفء أرواح الكتّاب، وأجد في المخطوطات نُسخًا من زمنٍ كانت الكلمة فيه أثمن من الذهب، وكان الحبر دمًا من القلب لا حروفًا باردة على ورق.
أنا ابنُ تاريخٍ لم أعشه، ورفيقُ كتبٍ ومجالسٍ لم أُدركها، وحنينٌ يمشي على قدمين.
تعلّقتُ بالأخلاق القديمة التي كان فيها الوفاء عهدًا لا يُنقض، والصداقة جدارًا لا ينهار، والحياء ثوبًا لا يُخلع.
أنا رجلٌ ينتمي لزمنٍ آخر، زمنٍ لم يكن للنفوس فيه هذا الجفاء، ولا للقلوب هذا التشتت، زمنٍ كان فيه اللقاء أدفأ من ألف رسالة، والكلمة أصدق من ألف قَسم.
أعيش بينكم بجسدٍ معاصر، لكن روحي تلوذ دومًا بالقديم؛ تلوذ بذاك العطر الذي يخرج من أبواب البيوت الطينية، ومن خشب النوافذ العتيقة، ومن صدور الرجال الذين كانوا لا يعرفون سوى أن يكونوا رجالًا.
أنا رجلٌ موغل في القدم…
لا تشدّني ناطحات السحاب، ولا تُغري قلبي الحضارة الصاخبة. يكفيني جدار قديم، أو كتابٌ مصفرّ، أو صديقٌ نادر، لأشعر أني ما زلت على قيد الحياة. 🌿
مولانا