رآنيا
08-12-2025, 11:50 AM
أفتّش عني في أزقة الذاكرة كما يفتّش الغريق عن شهيقٍ مؤجَّل
فأجد شظاياي مبعثرة على أرصفة العمر كدمية فقدت عينيها في لعبة الحرب
وأستمع لصدًى باهتٍ يشبه صوتي يتلاشى بين ثقوب الروح
كأنني أغنية مبتورة على شفرة حنجرة تكاد تخرس من الألم
اتعلم ؟
أنا الآن ظلّ يتسكع في ممرّات الغروب
روحٌ تجرُّ أقدامها على جليدٍ من وجع
والطفلة الراكضة خلف ظلّك ضاحكة غلبها التعب
غفت على رصيف قلبي تحلم بحورية تلتقطها من قسوة قوافيك
كم جلستُ على ضفاف نهري الذي جفّ
أرقب مركبًا لا يأتي
وشراعًا ضائعًا في سماء تبتلعها الغيوم
وأدرك أن مراكبي جميعها قد أُغرقت في بحر الصمت
وأن صيّادي الأحلام قد عادوا بشباك فارغة
لم يتبقَّ مني إلا قبسٌ ضعيف
يترنح تحت ثقل الليالي الطويلة
وأنا أحاول أن أستعيد اسمي من أفواه النسيان
وأعيد رسم وجهي على جدرانٍ لا تعرفني
وما اندثر من ذراتي في كنف الهموم كنتَ تنبشه بسيل من الأوهام
صنعت مني قصيدة تنطقها شفاه التسويف
جعلتني أقاوم طوفان الحنين وأنا في عاصفة لا ترحم ضعفي
وعند النهر وبعد رحيل الإعصار جاءني مركبك بشراع منكسر وبهيئة منحنية في حيرة
شراعك يتخبط
يتكسر
لا يستقر
وقلبه أكثر بردًا من شتائي
لم اعد أبالي بالمقت الذي يعصف بي من أنفاس الليل ويشيعني إلى مثوى الفزع
لا أعبأ فقد عبرتني سفينة بيضاء ظننت ربانها أميرًا أشار لي بابتسامة وأخذني معه على متن سفر لا يجنح في عتمة الخيال
الا أني اصبحت في الحلم تائهة وأنت لست سوى بسمة واهنة خرساء وسط الضباب
وقتها علمت أن العودة إلى نفسي أجمل من أي مرفأ غريب
دعني الآن
فقد أزفّ فجرٌ جديد
وأنا لم أعد أرغب إلا أن ألتقط ما تبقى من روحي
قبل أن تذروها ريح لا تعيد ما أخذت
دعني أواصل البحث عن شظاياي وأنتَ ابقَ بعيدًا عني.
~
فأجد شظاياي مبعثرة على أرصفة العمر كدمية فقدت عينيها في لعبة الحرب
وأستمع لصدًى باهتٍ يشبه صوتي يتلاشى بين ثقوب الروح
كأنني أغنية مبتورة على شفرة حنجرة تكاد تخرس من الألم
اتعلم ؟
أنا الآن ظلّ يتسكع في ممرّات الغروب
روحٌ تجرُّ أقدامها على جليدٍ من وجع
والطفلة الراكضة خلف ظلّك ضاحكة غلبها التعب
غفت على رصيف قلبي تحلم بحورية تلتقطها من قسوة قوافيك
كم جلستُ على ضفاف نهري الذي جفّ
أرقب مركبًا لا يأتي
وشراعًا ضائعًا في سماء تبتلعها الغيوم
وأدرك أن مراكبي جميعها قد أُغرقت في بحر الصمت
وأن صيّادي الأحلام قد عادوا بشباك فارغة
لم يتبقَّ مني إلا قبسٌ ضعيف
يترنح تحت ثقل الليالي الطويلة
وأنا أحاول أن أستعيد اسمي من أفواه النسيان
وأعيد رسم وجهي على جدرانٍ لا تعرفني
وما اندثر من ذراتي في كنف الهموم كنتَ تنبشه بسيل من الأوهام
صنعت مني قصيدة تنطقها شفاه التسويف
جعلتني أقاوم طوفان الحنين وأنا في عاصفة لا ترحم ضعفي
وعند النهر وبعد رحيل الإعصار جاءني مركبك بشراع منكسر وبهيئة منحنية في حيرة
شراعك يتخبط
يتكسر
لا يستقر
وقلبه أكثر بردًا من شتائي
لم اعد أبالي بالمقت الذي يعصف بي من أنفاس الليل ويشيعني إلى مثوى الفزع
لا أعبأ فقد عبرتني سفينة بيضاء ظننت ربانها أميرًا أشار لي بابتسامة وأخذني معه على متن سفر لا يجنح في عتمة الخيال
الا أني اصبحت في الحلم تائهة وأنت لست سوى بسمة واهنة خرساء وسط الضباب
وقتها علمت أن العودة إلى نفسي أجمل من أي مرفأ غريب
دعني الآن
فقد أزفّ فجرٌ جديد
وأنا لم أعد أرغب إلا أن ألتقط ما تبقى من روحي
قبل أن تذروها ريح لا تعيد ما أخذت
دعني أواصل البحث عن شظاياي وأنتَ ابقَ بعيدًا عني.
~