مولانا
08-11-2025, 12:01 AM
لم نفترق… ولكننا، يا صاحبة الروح التي أودعتها قلبي، لم نلتقِ يومًا كما يلتقي العطشان بالنبع، أو الغريب بالمأوى، أو الضال ببيته الأول.
كنا، وما زلنا، نقطتين في فضاء واحد، لكن بيننا سدّ من الصمت، وسماء من الأقدار لا تجود بالمطر.
كنا نرى بعضنا، ولا نصل؛ نسمع أنفاس القرب، ولا نلامس دفء اليد.
وكأننا وُضعنا في طرفين من مرآة واحدة؛ أراكِ بوضوح حتى يخال لي أن المسافة وهم، لكنّي حين أمدُّ يدي، تصطدم ببرودة الزجاج، فأدرك أن اللقاء حلم مؤجَّل لا يجرؤ على الاكتمال.
إنه الفقد الذي لا يصاحبه وداع، والغربة التي لا تستأذن في الدخول، والبقاء الذي يشبه الغياب.
لم يرحل أحدنا عن الآخر، لكننا أقمنا في قلب الحياة كغريبين يتقابلان كل يوم في ذات الطريق، ثم يمضيان كلٌّ إلى حيث لا يعرف الآخر.
أتعلمين يا حبيبة الروح؟
إن هذا الصنف من البُعد أقسى من الفراق، لأنك فيه تشمّ العطر ولا تستطيع معانقة صاحبه، وتسمع النبض ولا يحق لك أن تضع أذنك عليه.
فنحن لم نفترق… ولكننا، يا لمرارة الأمر، لن نلتقي أبدًا.
https://c.top4top.io/p_3509xyzwn1.jpeg (https://top4top.io/)
كنا، وما زلنا، نقطتين في فضاء واحد، لكن بيننا سدّ من الصمت، وسماء من الأقدار لا تجود بالمطر.
كنا نرى بعضنا، ولا نصل؛ نسمع أنفاس القرب، ولا نلامس دفء اليد.
وكأننا وُضعنا في طرفين من مرآة واحدة؛ أراكِ بوضوح حتى يخال لي أن المسافة وهم، لكنّي حين أمدُّ يدي، تصطدم ببرودة الزجاج، فأدرك أن اللقاء حلم مؤجَّل لا يجرؤ على الاكتمال.
إنه الفقد الذي لا يصاحبه وداع، والغربة التي لا تستأذن في الدخول، والبقاء الذي يشبه الغياب.
لم يرحل أحدنا عن الآخر، لكننا أقمنا في قلب الحياة كغريبين يتقابلان كل يوم في ذات الطريق، ثم يمضيان كلٌّ إلى حيث لا يعرف الآخر.
أتعلمين يا حبيبة الروح؟
إن هذا الصنف من البُعد أقسى من الفراق، لأنك فيه تشمّ العطر ولا تستطيع معانقة صاحبه، وتسمع النبض ولا يحق لك أن تضع أذنك عليه.
فنحن لم نفترق… ولكننا، يا لمرارة الأمر، لن نلتقي أبدًا.
https://c.top4top.io/p_3509xyzwn1.jpeg (https://top4top.io/)