تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة بعد منتصف الليل ! «الجزء الثاني»


مولانا
08-10-2025, 11:22 PM
الرسالة التي جاءت بعد منتصف الليل – الجزء الثاني

https://a.top4top.io/p_3509c6kkx1.jpeg (https://top4top.io/)
المطر توقف بعد نصف ساعة، لكننا لم نتحرك.
كنا واقفين في نفس المكان كأننا جزء من المشهد. هي ما زالت تمسك يدي بقوة، وكأنها تخشى أن أختفي لو أفلتتني.

قلتُ وأنا أحاول أن أجد بداية لأي حديث:

"لماذا الليلة بالذات؟ بعد كل هذه السنوات؟"

نظرت إليّ نظرة طويلة، ثم قالت بصوت منخفض:

"لأن الليلة هي نفس الليلة… نفس التاريخ… حتى المطر نفسه."

ارتجفتُ. لم أفهم… لكنها أكملت:

"هناك أشياء لا تنتهي لأنها لا تُغلق بشكل صحيح. تلك الليلة، عندما تركتني، ظل المشهد معلقًا في مكان ما بيننا… وظل المطر يفتش عنّا، حتى وجدنا."

ضحكتُ بخفة لأكسر حدة الموقف، لكن الحقيقة أن كلمتها غرست مسمارًا في صدري.
كانت تتحدث وكأن الأمر ليس مجرد مصادفة… وكأن هناك قوة خفية رتبت هذه اللحظة.

مشينا معًا نحو المقهى. الغريب أنني كنت أرى المكان وكأني أزوره لأول مرة، رغم أنني مررت به مئات المرات. الإضاءة دافئة، والوجوه داخله غريبة، كأنها تنتمي لعالم آخر.

جلسنا.

بدأت تحكي…
قالت إنها لم تحاول البحث عني في البداية، لكنها كانت ترى وجهي أحيانًا في أحلامها. كل حلم ينتهي بنفس الطريقة: هي تنتظر في المطر، وأنا أبتعد.
وفي كل عام، في نفس الليلة، تستيقظ بنفس الإحساس الثقيل.

حتى الليلة الماضية… عندما حلمت أنني اقتربت منها أخيرًا، ومددت لها يدي. استيقظت وهي تحفظ ملامحي بدقة، وكأن الحلم أعطاها إحداثيات روحي.

قلت مازحًا لأخفي ارتباكي:

"إحداثيات روحي؟! يبدو أنكِ تقرئين كثيرًا من قصص الخيال العلمي."

ابتسمت ابتسامة باهتة، ثم وضعت يدها على يدي وقالت:

"لا… أنا فقط كنت أبحث عن نهاية مختلفة."

بعدها، حدث ما جعلني أرتجف حقًا.
أخرجت من حقيبتها ورقة قديمة، مهترئة من أثر الماء، وفتحتها أمامي.

كانت الورقة عبارة عن رسالة مكتوبة بخط يدي… بخطي أنا!
تقول فيها:

"سأعود بعد سبع سنوات، في نفس الليلة، لن أترككِ في المطر."

تجمدتُ.
أنا… لم أكتب هذه الرسالة قط.

رفعت عيني نحوها، لكنها كانت تنظر لي بعمق، كأنها تعرف الإجابة التي لا أعرفها.

في الخارج، بدأ المطر ينهمر مجددًا… وأقسم لك أنني سمعت صوتًا خافتًا يهمس من بعيد:

"الفرصة الثانية نادرة… لا تفرط فيها."

مولانا
08-10-2025, 11:50 PM
رابط الجزء الأول
https://g-lk.com/vb/showthread.php?t=29159

غدًا الجزء الثالث والأخير...

:الجوري:
08-11-2025, 12:02 AM
أبدعت ماشاءالله اخي مولانا في الجزء الثاني
وهناك مثل المشاعر الجياشه تخرج مع كل سطر نقراه
حتى كلماتها وهي تتحدث تنطلع من قلبها وتاتي لتحرك كل المشاعر والاحاسيس في داخلنا
كان القصه خذتنا لمكان الشخصيه الرئيسيه بالقصه فنشعر بما يشعر هو
البطل بالقصه
ولما حتى ماتذكر الورقه كانت تنظر له بنظره الا انت الي كتبتها
وغير الصوت الي يسمعه ( لاتفرط بالفرصه الثانيه وهي نادره)
بالفعل نادره للغايه عشان تنتظر سسبع سنين
ونفس رسالته سبع سنين ويعود
ابدعت جدا و كثيرا ماشاءالله ابدعت
بنتظار الجزء الثالث
ودام قلمك يحلق في سماء الابداع
في امان الله وحفظه

راما
08-11-2025, 01:32 AM
،.

أحداث تنساق لها الرًوح بعذوبه
من عمق الموقف وجماله

حب لا تغيره الظّروف
وكأنه عاش سبات شتوي
لكنه في النهايه
أورق ذات ربيع ..

أبهرت وأمتعت
مولانا

سلمت ودام وتألق حرفك الممّيز
تقييم + الختم + 500 نقطه
:123:

نجمة
08-11-2025, 05:44 AM
بإنتظار الجزء الثالث لكشف سر الرسالة واللقاء

:389:

مسترٍيَحٍ آلُبآلُ
08-11-2025, 10:25 AM
بدعت مولانا :488:

نقاء الورد
08-11-2025, 05:14 PM
يعني نرد والا نستنى الجزء الثالث:393::84:
من سر نجاح الكاتب انه يأخذ القاريء معه للمشهد وللتفاصيل
وهذا م حدث بالفعل
عشنا معك القصه بكل تفاصيلها
ابدعت بالسرد
ومتشوقين للجزء الثالث
دمت بسعاده لا تنتهي ي انيق الحرف🌷

نايف
08-12-2025, 06:38 AM
اسلوب قصصي قوي ومؤثر
دمج بين الرومانسية والغموض
بأسلوب يشد القارئ
فكرة تكرار المطر والتاريخ
أعطت بعد قدري جميل
والنهاية المفتوحة زادت التشويق
للمشهد الاخير في القصه
وجعلت القارئ يتساءل عن حقيقة الرسالة
وما وراءها .. بانتظارك يامبدع