مولانا
08-10-2025, 04:12 PM
يقولون: "الكلمة أقوى من الرصاصة"، وقديمًا قالوا أيضًا: "ومن الشعر ما قتل".
نعم، ليس مجازًا ولا مبالغة، فالتاريخ مليء بقصص شعراء لم يتحمل الحكام أو القبائل أو الخصوم ألسنتهم الحادة، فكان المصير… السيف أو السم أو السجن حتى الموت!
تعالوا نطوف معًا في بعض الحكايات التي تثبت أن الشعر لم يكن دائمًا زينة المجالس، بل كان أحيانًا سلاحًا فتاكًا، وسلاح الشاعر قد يرتدّ عليه.
1. طرفة بن العبد – شاعر المعلقات الذي دفع ثمن هجائه
طرفة، أحد شعراء المعلقات في الجاهلية، اشتهر بلسانه السليط، لا يجامل ولا يخشى أحدًا. كتب أبياتًا يهجو فيها الملك عمرو بن هند، حتى وصلت الأبيات إلى مسامع الملك.
عمرو بن هند كان من الملوك الذين لا يقبلون الإهانة، فأرسل بطلب طرفة، وأعطاه رسالة ليحملها إلى عامله في البحرين… لكنها لم تكن رسالة عادية، بل كانت أمرًا بقتله فور وصوله! وهكذا رحل طرفة وهو في عز شبابه، بسبب بيتين من الشعر.
2. الحطيئة – هجاء لا يرحم حتى أهله
الحطيئة كان شاعرًا مخيفًا في الهجاء، لدرجة أن الناس كانوا يدفعون له أموالًا حتى لا يهجوهم! تخيل أن يصل الأمر إلى أن يهجو أمه وأباه!
في يومٍ ما، كتب قصيدة لاذعة ضد الزبرقان بن بدر، أحد أشراف القبائل، فغضب الزبرقان واشتكى إلى الخليفة عمر بن الخطاب. عمر حبسه وقال له: "والله لولا أنك شاعر ضائع لقتلتك". نجا الحطيئة من القتل، لكن التاريخ حفظ لنا قصته كدليل على أن الهجاء كان لعبة خطيرة.
3. أبو الطيب المتنبي – قُتل بسلاحه المفضل
المتنبي، شاعر العرب الأشهر، صاحب الكبرياء الذي لا يلين. في إحدى قصائده هجا رجلًا يُدعى ضبة بن يزيد، بكلمات قاسية طعنته في كرامته.
مرت السنوات، وبينما كان المتنبي مسافرًا، وقع في كمين نصبه له ضبة وأهله، فلما همّ المتنبي بالفرار، ذكره أحدهم ببيته الشهير:
إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ ** فلا تقنعْ بمـا دون النجومِ
فعاد ليقاتل… فقُتل هو وابنه وخادمه. هكذا انتهى المتنبي مقتولًا على يد من هجاهم.
4. ابن الرومي – السم في الكأس
ابن الرومي كان شاعرًا عبقريًا، لكن لسانه كان سريع الطعن، حتى صار أعداؤه كُثُر. في يومٍ من الأيام، دعاه الوزير القاسم بن عبيد الله إلى مأدبة، لكن الوزير كان يضمر له الشر. قُدِّم له طعام مسموم، ولم يخرج من الوليمة حيًّا. السبب؟ هجاءٌ لاذع لم يحتمله الوزير.
💬 الخلاصة
الشعر لم يكن دائمًا وسيلة للغزل أو وصف الطبيعة، بل كان في أحيان كثيرة سلاحًا يجرح الكرامات، يهز العروش، ويشعل الحروب. والشاعر، مهما كان بارعًا، إذا لم يحسن استخدام هذا السلاح… ربما يكون هو أول من يسقط به.
فاحذروا يا أصحاب الأقلام، فالكلمة سهم… إذا انطلق، قد يصيب من أمامك، أو يعود إليك! :) :)
نعم، ليس مجازًا ولا مبالغة، فالتاريخ مليء بقصص شعراء لم يتحمل الحكام أو القبائل أو الخصوم ألسنتهم الحادة، فكان المصير… السيف أو السم أو السجن حتى الموت!
تعالوا نطوف معًا في بعض الحكايات التي تثبت أن الشعر لم يكن دائمًا زينة المجالس، بل كان أحيانًا سلاحًا فتاكًا، وسلاح الشاعر قد يرتدّ عليه.
1. طرفة بن العبد – شاعر المعلقات الذي دفع ثمن هجائه
طرفة، أحد شعراء المعلقات في الجاهلية، اشتهر بلسانه السليط، لا يجامل ولا يخشى أحدًا. كتب أبياتًا يهجو فيها الملك عمرو بن هند، حتى وصلت الأبيات إلى مسامع الملك.
عمرو بن هند كان من الملوك الذين لا يقبلون الإهانة، فأرسل بطلب طرفة، وأعطاه رسالة ليحملها إلى عامله في البحرين… لكنها لم تكن رسالة عادية، بل كانت أمرًا بقتله فور وصوله! وهكذا رحل طرفة وهو في عز شبابه، بسبب بيتين من الشعر.
2. الحطيئة – هجاء لا يرحم حتى أهله
الحطيئة كان شاعرًا مخيفًا في الهجاء، لدرجة أن الناس كانوا يدفعون له أموالًا حتى لا يهجوهم! تخيل أن يصل الأمر إلى أن يهجو أمه وأباه!
في يومٍ ما، كتب قصيدة لاذعة ضد الزبرقان بن بدر، أحد أشراف القبائل، فغضب الزبرقان واشتكى إلى الخليفة عمر بن الخطاب. عمر حبسه وقال له: "والله لولا أنك شاعر ضائع لقتلتك". نجا الحطيئة من القتل، لكن التاريخ حفظ لنا قصته كدليل على أن الهجاء كان لعبة خطيرة.
3. أبو الطيب المتنبي – قُتل بسلاحه المفضل
المتنبي، شاعر العرب الأشهر، صاحب الكبرياء الذي لا يلين. في إحدى قصائده هجا رجلًا يُدعى ضبة بن يزيد، بكلمات قاسية طعنته في كرامته.
مرت السنوات، وبينما كان المتنبي مسافرًا، وقع في كمين نصبه له ضبة وأهله، فلما همّ المتنبي بالفرار، ذكره أحدهم ببيته الشهير:
إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ ** فلا تقنعْ بمـا دون النجومِ
فعاد ليقاتل… فقُتل هو وابنه وخادمه. هكذا انتهى المتنبي مقتولًا على يد من هجاهم.
4. ابن الرومي – السم في الكأس
ابن الرومي كان شاعرًا عبقريًا، لكن لسانه كان سريع الطعن، حتى صار أعداؤه كُثُر. في يومٍ من الأيام، دعاه الوزير القاسم بن عبيد الله إلى مأدبة، لكن الوزير كان يضمر له الشر. قُدِّم له طعام مسموم، ولم يخرج من الوليمة حيًّا. السبب؟ هجاءٌ لاذع لم يحتمله الوزير.
💬 الخلاصة
الشعر لم يكن دائمًا وسيلة للغزل أو وصف الطبيعة، بل كان في أحيان كثيرة سلاحًا يجرح الكرامات، يهز العروش، ويشعل الحروب. والشاعر، مهما كان بارعًا، إذا لم يحسن استخدام هذا السلاح… ربما يكون هو أول من يسقط به.
فاحذروا يا أصحاب الأقلام، فالكلمة سهم… إذا انطلق، قد يصيب من أمامك، أو يعود إليك! :) :)