نماء
06-10-2025, 12:29 PM
نعم… وليس للمواساة و مشاركة الأحزان!
هكذا الصورة تقع عليها عينك لو قدر لك* تذهب إلى مأتم تعزى أهله، سرادق مبهج تملؤه الأنوار ، وبوفيه ضيافة بمشروبات ساخنة بين قهوة وشاى وقرفة تنعش الأفكار، لذة للشاربين!! من مال المتوفى نشرب، لا بأس فقد رحل مع الراحلين!
كان الناس قديما يستحى بعضهم أن يشرب فنجانا من القهوة في مأتم ، الآن الكل يشرب، القهوة مجانا، إذ الكيلو منها تخطى حاجز الخمس مائة جنيه، فلم لا يشربون هنا؟!
القارئ على تخت القراءة يتفنن ويتنغم بمقامات و جوابات وقرارات، يطرب السامعين، يسعدهم بوقفه الشجى فتعلوا أصوات الزلنطحية أمامه ب ( الل ااااااااه)( يفتح عليك يا مولانا) ، وغيرهم يفاجئك بصوت عالى( وحد الل ااااااه) وآخر يقول ( صل ع النبيييييييي) ناهيك عن اطراء أحدهم القارئ بأبيات شعرية وجمل سجعية بصوت عالى، وفاتهم ( إذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا)
و ابتسامات الجالسين تعلو وجوههم،* يتبادلون مع بعضهم الكلمات والتعليقات و الابتسامات كأنما في فرح يجلسون، وما اعتملت في قلوبهم آية سمعوها ولا أبكت عيونهم آية فهموها !! كأنى بحالهم والقائل : دخل والله القوم ثم خرجوا وعرفوا ثم أنكروا وحرموا ثم استحلوا، إنما دين أحدهم لعقة على لسانه إذا قيل له أمؤمن أنت بيوم الحساب؟ قال : بلى، وكذب ومالك يوم الدين!!!
يمر عليك أحدهم يحمل كاميرا يلتقط بعض صور لصفوف المعزين، لا تدرى جدوى ذلك، كأنما يوثق العزاء ليبث وقائعه على الفضاء،
هذا وأهل المأتم* في مقدمة السرادق يستقبلون الناس، يسلمون عليهم ويقبلونهم، كأنما يباركونهم ذهاب فقيدهم، باتت القبلات في زماننا لا تميز بين مأتم وفرح ، الأحضان تترى، الكل يقبل والكل يبوس، نحن في زمن المبوسة!!
ولا تدرى لماذا لا يكتفون بذلك التسليم وتلك القبلات بدء الحفل حتى تراهم بعد ذلك يمرون في الصفوف يشيرون بأيديهم للناس؟!! ألم يسبق لكم ان سلمتم عليهم حال دخولهم السرادق؟!! فلم تجهدون أنفسكم في تكرار التحية والسلام؟ لا بأس فالإسلام يقول ( أفشوا السلام بينكم)!!!
وبالطبع المأتم فرصة ذهبية لمرشحى مجلس النواب لا تفوتهم، و من عجب أنه ربما لا صلة قرابة للمرشح مع أهل الميتم ورغم ذلك تجده واقفا معهم يستقبل المعزين
تراه يقبل الناس من يعرف ومن لا يعرف، لا نعيب عليه ذلك فكسب محبة الناس مطلب شرعى وانتخابى، المهم النية
يختم القارئ، وينصرف الناس مبتسمين مبتهجين، لا يشغلهم حزن و لا ألم، ولا يتعظون بميت،
هذا و أصل الحدث وسببه هو الميت الذى يحاسب الآن* في قبره على النقير والقطمير، لا علاقة له بما يجرى وما يفعله أهله في تلك المناسبة العظيمة وهى* "مناسبة موته" والأصل أنها ألم وحزن ومأساة، لكنهم أقاموا فيها حفلا عزائيا رائعا أنفقت فيه الأموال، وذهب القارئ محملا بآلاف الجنيهات قد تحصل عليها في قراءة ساعتين ، بينما الموظف لا يتحصل عليها في شهور، والأصل أن أولاد الميت أولى بها، ولكن أين تذهب الفشخرة، والمنظرة، رغما عن الموت وخراب الديار؟!!!
*هذا و قد راح محملا بالآلاف أيضا صاحب الفراشة والإضاءات و البوفيه والمشروبات والكراسي المزخرفات، والميكروفونات والسماعات وأشياء عظيمات، وهيهات للميت ينفعه شيء من ذلك هيهات، غير استغفار له وصدقات ودعاء أولاد له وبنات، وعلم خلفه يشفع له بعد الممات
هكذا الصورة تقع عليها عينك لو قدر لك* تذهب إلى مأتم تعزى أهله، سرادق مبهج تملؤه الأنوار ، وبوفيه ضيافة بمشروبات ساخنة بين قهوة وشاى وقرفة تنعش الأفكار، لذة للشاربين!! من مال المتوفى نشرب، لا بأس فقد رحل مع الراحلين!
كان الناس قديما يستحى بعضهم أن يشرب فنجانا من القهوة في مأتم ، الآن الكل يشرب، القهوة مجانا، إذ الكيلو منها تخطى حاجز الخمس مائة جنيه، فلم لا يشربون هنا؟!
القارئ على تخت القراءة يتفنن ويتنغم بمقامات و جوابات وقرارات، يطرب السامعين، يسعدهم بوقفه الشجى فتعلوا أصوات الزلنطحية أمامه ب ( الل ااااااااه)( يفتح عليك يا مولانا) ، وغيرهم يفاجئك بصوت عالى( وحد الل ااااااه) وآخر يقول ( صل ع النبيييييييي) ناهيك عن اطراء أحدهم القارئ بأبيات شعرية وجمل سجعية بصوت عالى، وفاتهم ( إذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا)
و ابتسامات الجالسين تعلو وجوههم،* يتبادلون مع بعضهم الكلمات والتعليقات و الابتسامات كأنما في فرح يجلسون، وما اعتملت في قلوبهم آية سمعوها ولا أبكت عيونهم آية فهموها !! كأنى بحالهم والقائل : دخل والله القوم ثم خرجوا وعرفوا ثم أنكروا وحرموا ثم استحلوا، إنما دين أحدهم لعقة على لسانه إذا قيل له أمؤمن أنت بيوم الحساب؟ قال : بلى، وكذب ومالك يوم الدين!!!
يمر عليك أحدهم يحمل كاميرا يلتقط بعض صور لصفوف المعزين، لا تدرى جدوى ذلك، كأنما يوثق العزاء ليبث وقائعه على الفضاء،
هذا وأهل المأتم* في مقدمة السرادق يستقبلون الناس، يسلمون عليهم ويقبلونهم، كأنما يباركونهم ذهاب فقيدهم، باتت القبلات في زماننا لا تميز بين مأتم وفرح ، الأحضان تترى، الكل يقبل والكل يبوس، نحن في زمن المبوسة!!
ولا تدرى لماذا لا يكتفون بذلك التسليم وتلك القبلات بدء الحفل حتى تراهم بعد ذلك يمرون في الصفوف يشيرون بأيديهم للناس؟!! ألم يسبق لكم ان سلمتم عليهم حال دخولهم السرادق؟!! فلم تجهدون أنفسكم في تكرار التحية والسلام؟ لا بأس فالإسلام يقول ( أفشوا السلام بينكم)!!!
وبالطبع المأتم فرصة ذهبية لمرشحى مجلس النواب لا تفوتهم، و من عجب أنه ربما لا صلة قرابة للمرشح مع أهل الميتم ورغم ذلك تجده واقفا معهم يستقبل المعزين
تراه يقبل الناس من يعرف ومن لا يعرف، لا نعيب عليه ذلك فكسب محبة الناس مطلب شرعى وانتخابى، المهم النية
يختم القارئ، وينصرف الناس مبتسمين مبتهجين، لا يشغلهم حزن و لا ألم، ولا يتعظون بميت،
هذا و أصل الحدث وسببه هو الميت الذى يحاسب الآن* في قبره على النقير والقطمير، لا علاقة له بما يجرى وما يفعله أهله في تلك المناسبة العظيمة وهى* "مناسبة موته" والأصل أنها ألم وحزن ومأساة، لكنهم أقاموا فيها حفلا عزائيا رائعا أنفقت فيه الأموال، وذهب القارئ محملا بآلاف الجنيهات قد تحصل عليها في قراءة ساعتين ، بينما الموظف لا يتحصل عليها في شهور، والأصل أن أولاد الميت أولى بها، ولكن أين تذهب الفشخرة، والمنظرة، رغما عن الموت وخراب الديار؟!!!
*هذا و قد راح محملا بالآلاف أيضا صاحب الفراشة والإضاءات و البوفيه والمشروبات والكراسي المزخرفات، والميكروفونات والسماعات وأشياء عظيمات، وهيهات للميت ينفعه شيء من ذلك هيهات، غير استغفار له وصدقات ودعاء أولاد له وبنات، وعلم خلفه يشفع له بعد الممات