طيب الاحساس
06-05-2025, 12:35 AM
في عالمٍ يتغير كل يوم، وفي ظل ثورة رقمية لا تهدأ، أصبح أطفالنا يعيشون في بيئة تختلف جذريًا عما نشأ عليه آباؤهم. الإنترنت، الهواتف الذكية، وسائل التواصل الاجتماعي، والألعاب الإلكترونية أصبحت جزءًا من واقعهم اليومي، بل ومكونًا أساسًا في تشكيل وعيهم وسلوكهم وتوجهاتهم. وبين هذا الزخم الهائل من المعلومات والصور والأفكار، يقف الأطفال دون حواجز، في مواجهة محتوى يختلط فيه النافع بالضار، والقيم بالانحلال، والثقافة بالتفاهة. وهنا، تبرز المسؤولية الكبرى على كاهل الأسرة.
الأطفال أمانة.. وليست مجرد عبارة
"أطفالنا أمانة في أعناقنا" ليست مقولة عابرة ولا شعارًا يُرفع وقت الحاجة، بل هي حقيقة شرعية وإنسانية وتربوية. الأمانة تعني الحفظ والرعاية والمتابعة المستمرة. فالأبوان هما السور الأول والحصن الأقوى الذي يحيط بالطفل ويوجهه، يحميه، ويغرس فيه القيم التي تقيه عثرات الطريق وتُعينه على مواجهة التحديات.
التكنولوجيا سلاح ذو حدين
لا شك أن للتكنولوجيا فوائد عظيمة، فقد قرّبت المسافات، وسهلت التعلم، وفتحت نوافذ على عوالم من المعرفة. ولكن في المقابل، لا يمكن تجاهل الوجه الآخر لها. فوسائل التواصل مفتوحة على مصراعيها، والمحتوى المتاح غالبًا لا يراعي فئة عمرية، ولا يميز بين المتلقي الناضج وغير الناضج. مشاهد العنف، والمفاهيم المغلوطة، والمظاهر الخادعة، والتحديات السامة في التطبيقات... كلها أصبحت في متناول يد الطفل بكبسة زر.
غياب الأسرة... الخطر الأعظم
في خضم الانشغال بالحياة، والسعي خلف لقمة العيش، تغيب بعض الأسر عن الرقابة والمتابعة اليومية للأبناء. قد لا يكون الغياب ماديًا فحسب، بل في أحيان كثيرة يكون وجدانيًا ونفسيًا. فتجد الطفل يتلقى من الشارع أو من الهاتف أكثر مما يتلقى من أهله. يفتش عن الاهتمام في الغرباء، ويبحث عن الإجابات في منصات لا ترحم، وربما يسير في طريق لا رجعة منه إذا لم يُنتبه إليه مبكرًا.
ما الذي يجب فعله؟
* الوعي أولًا: لا بد أن تدرك الأسرة خطورة المرحلة، وأن تواكب التغيرات، وتتعلم كيف تحاور أبناءها بلغتهم وبما يفهمونه.
* الرقابة الواعية: لا نعني هنا المنع التام، بل المتابعة الذكية. بمعنى أن يعرف الوالدان ما يشاهده أطفالهم، ومع من يتحدثون، وما نوعية المحتوى الذي يتعرضون له.
* غرس القيم: التربية لا تكون بالأوامر فقط، بل بالمشاركة والقدوة والمواقف الحية. غرس المبادئ الدينية، وتعليم الطفل كيف يميّز بين الصحيح والخطأ هو السلاح الحقيقي لحمايته.
* احتضان الطفل نفسيًا: التحدث مع الطفل يوميًا، مشاركته اهتماماته، إشعاره بالأمان والحب، كل هذا يقلّل من احتمالية انجرافه وراء ما هو خارج حدود المنزل.
وأختم مقالي بـ...
أطفالنا مرآة لمجتمع الغد، وهم الأمل الذي نعوّل عليه لصناعة المستقبل. في هذا الزمن المفتوح، لا يكفي أن نوفر لهم الطعام والملبس والتعليم فقط، بل علينا أن نكون معهم، نرافقهم، نحاورهم، نسمعهم، ونحميهم بما أوتينا من وعي وحرص. الأمانة ثقيلة، لكنها حين تُؤدى، تصنع جيلًا واثقًا، ناضجًا، متزنًا في فكره، راسخًا في قيمه، قادرًا على العبور بسلام في هذا العصر المتغير.
الأطفال أمانة.. وليست مجرد عبارة
"أطفالنا أمانة في أعناقنا" ليست مقولة عابرة ولا شعارًا يُرفع وقت الحاجة، بل هي حقيقة شرعية وإنسانية وتربوية. الأمانة تعني الحفظ والرعاية والمتابعة المستمرة. فالأبوان هما السور الأول والحصن الأقوى الذي يحيط بالطفل ويوجهه، يحميه، ويغرس فيه القيم التي تقيه عثرات الطريق وتُعينه على مواجهة التحديات.
التكنولوجيا سلاح ذو حدين
لا شك أن للتكنولوجيا فوائد عظيمة، فقد قرّبت المسافات، وسهلت التعلم، وفتحت نوافذ على عوالم من المعرفة. ولكن في المقابل، لا يمكن تجاهل الوجه الآخر لها. فوسائل التواصل مفتوحة على مصراعيها، والمحتوى المتاح غالبًا لا يراعي فئة عمرية، ولا يميز بين المتلقي الناضج وغير الناضج. مشاهد العنف، والمفاهيم المغلوطة، والمظاهر الخادعة، والتحديات السامة في التطبيقات... كلها أصبحت في متناول يد الطفل بكبسة زر.
غياب الأسرة... الخطر الأعظم
في خضم الانشغال بالحياة، والسعي خلف لقمة العيش، تغيب بعض الأسر عن الرقابة والمتابعة اليومية للأبناء. قد لا يكون الغياب ماديًا فحسب، بل في أحيان كثيرة يكون وجدانيًا ونفسيًا. فتجد الطفل يتلقى من الشارع أو من الهاتف أكثر مما يتلقى من أهله. يفتش عن الاهتمام في الغرباء، ويبحث عن الإجابات في منصات لا ترحم، وربما يسير في طريق لا رجعة منه إذا لم يُنتبه إليه مبكرًا.
ما الذي يجب فعله؟
* الوعي أولًا: لا بد أن تدرك الأسرة خطورة المرحلة، وأن تواكب التغيرات، وتتعلم كيف تحاور أبناءها بلغتهم وبما يفهمونه.
* الرقابة الواعية: لا نعني هنا المنع التام، بل المتابعة الذكية. بمعنى أن يعرف الوالدان ما يشاهده أطفالهم، ومع من يتحدثون، وما نوعية المحتوى الذي يتعرضون له.
* غرس القيم: التربية لا تكون بالأوامر فقط، بل بالمشاركة والقدوة والمواقف الحية. غرس المبادئ الدينية، وتعليم الطفل كيف يميّز بين الصحيح والخطأ هو السلاح الحقيقي لحمايته.
* احتضان الطفل نفسيًا: التحدث مع الطفل يوميًا، مشاركته اهتماماته، إشعاره بالأمان والحب، كل هذا يقلّل من احتمالية انجرافه وراء ما هو خارج حدود المنزل.
وأختم مقالي بـ...
أطفالنا مرآة لمجتمع الغد، وهم الأمل الذي نعوّل عليه لصناعة المستقبل. في هذا الزمن المفتوح، لا يكفي أن نوفر لهم الطعام والملبس والتعليم فقط، بل علينا أن نكون معهم، نرافقهم، نحاورهم، نسمعهم، ونحميهم بما أوتينا من وعي وحرص. الأمانة ثقيلة، لكنها حين تُؤدى، تصنع جيلًا واثقًا، ناضجًا، متزنًا في فكره، راسخًا في قيمه، قادرًا على العبور بسلام في هذا العصر المتغير.