معزوفة
05-28-2025, 04:46 AM
width=200 height=100
أستلقي على حافة التيه بكل استسلام
والنوم مُترفّع عني في بقعة الأرق المعلّق بين جنون الروح وخواء الجسد
لا شيء هنا سواي
وسواي غريب
يلوّح لي من الضفة الأخرى بشيءٍ من الشبه المريب
زمرة أوهامٍ لا تنقضي أهشّها بوعيٍ مثقوب
كأن يقظتي بحد ذاتها حلمٌ معتق مبلولٌ بخوفٍ قديم
ووجه أستدعيه من الشتات لا يشبهني لكنه يسكنني
كنت أرتّق داخلي بي
اعلقني كأمنيةٍ تلمع في عينيّ
أرسم لي جنة لا يدركها إلا أفلاطون في قيلولته
مدن نائية خلف تلال الأمل كنت أتشبّث بها لأعرف من أكون
وشكوتني إلى قلبي
ذاك القلب الذي ما عاد يصدقني
يدير لي ظهره ويخفق باستهانة كأنني غريب على ضفافه
وروحي
تلك المسافرة أبديًا
لا تستكين لا تقف عندي
بل تهرول نحو سدرةٍ لا أعرفها
تغني بتسابيح مرتجفة
تعلو وتزهق ما تبقّى من رجاء في صدري
وقبل أن تخطو بقاياي نحو سديم النهاية
وبعد أن استندت بتعبي على جدار المطر
جاء الظلام ليغمر فسحتي المكتظة بصورٍ كانت تضحك
ثم نكصت عني بوجهٍ كالح
كل شيء صار طيفًا والوهم بات يقيني الوحيد
سقطت حواسي على صخرةٍ صمّاء لا دفء فيها ولا ذاكرة
ويحي من خيالاتٍ تأتي تباعًا من أرضٍ لا تعرف الرحمة
أساطير سوداء وسحرٌ يُحبك على هيئة وجعٍ لا يُشفى
أجاري الوهم لهنيهة
لا رغبةً بل عجزًا
أنصاع لتميمة القهر
وأرتجف من عاصفة خوفٍ لا تفسير لها
فأهرب نحو همساتٍ أعرفها جيدًا
أحتمي بها من الغرق رغم أنني غارقة فعلًا
رأيتُ هضابًا من سوادٍ عبثي
كأنّ الحزن صار تضاريسًا تستوطن نظري
ووحشٌ يتغذى من ألمي ويجثم فوق بصيرتي
كائن سرابيّ ملامحه لا تستقر
يغويني لأمثُل أمامه فينهش سكينتي باسم الطمأنينة
مخلوق فادح الحجم له عيون تتنفس الحريق
وأظلافٌ تُسنّ على صخر الصبر لتطعنني من حيث لا أحتسب
وأنا دون وعي أرتدُّ إلى جلستي أضيء شمعة لا أدري من أين جاءت
شمعة استعرتها من جيب ذاتي القديمة
بيضاء كأنها نسمةٌ عبرت قلبي دون استئذان
أمسك ذوبانها بأصابعي المرتجفة وأردد يا الله
شيئًا فشيئًا ينحسر الوحش ويذوي
يعود بصري أخضرَ
تتنفس الأرض الجافة داخلي أول ندى
وتمطر بنورٍ دافئ
نورٌ لا يشبه اي شيء عبثي بل يشبه من كنتُ أحاول أن أكونه
بعد أن احتميتُ بظلٍ ما
ظلٌّ لا اسم له ولا ملامح
جاء النوم أخيرًا
يلبّي نداء جسدي المبحوح
ويمنحني حلمًا لم أكن فيه أحدًا
لكنني ولأول مرة لم أكن تائهة
معزوفة
28 مايو 2025
أستلقي على حافة التيه بكل استسلام
والنوم مُترفّع عني في بقعة الأرق المعلّق بين جنون الروح وخواء الجسد
لا شيء هنا سواي
وسواي غريب
يلوّح لي من الضفة الأخرى بشيءٍ من الشبه المريب
زمرة أوهامٍ لا تنقضي أهشّها بوعيٍ مثقوب
كأن يقظتي بحد ذاتها حلمٌ معتق مبلولٌ بخوفٍ قديم
ووجه أستدعيه من الشتات لا يشبهني لكنه يسكنني
كنت أرتّق داخلي بي
اعلقني كأمنيةٍ تلمع في عينيّ
أرسم لي جنة لا يدركها إلا أفلاطون في قيلولته
مدن نائية خلف تلال الأمل كنت أتشبّث بها لأعرف من أكون
وشكوتني إلى قلبي
ذاك القلب الذي ما عاد يصدقني
يدير لي ظهره ويخفق باستهانة كأنني غريب على ضفافه
وروحي
تلك المسافرة أبديًا
لا تستكين لا تقف عندي
بل تهرول نحو سدرةٍ لا أعرفها
تغني بتسابيح مرتجفة
تعلو وتزهق ما تبقّى من رجاء في صدري
وقبل أن تخطو بقاياي نحو سديم النهاية
وبعد أن استندت بتعبي على جدار المطر
جاء الظلام ليغمر فسحتي المكتظة بصورٍ كانت تضحك
ثم نكصت عني بوجهٍ كالح
كل شيء صار طيفًا والوهم بات يقيني الوحيد
سقطت حواسي على صخرةٍ صمّاء لا دفء فيها ولا ذاكرة
ويحي من خيالاتٍ تأتي تباعًا من أرضٍ لا تعرف الرحمة
أساطير سوداء وسحرٌ يُحبك على هيئة وجعٍ لا يُشفى
أجاري الوهم لهنيهة
لا رغبةً بل عجزًا
أنصاع لتميمة القهر
وأرتجف من عاصفة خوفٍ لا تفسير لها
فأهرب نحو همساتٍ أعرفها جيدًا
أحتمي بها من الغرق رغم أنني غارقة فعلًا
رأيتُ هضابًا من سوادٍ عبثي
كأنّ الحزن صار تضاريسًا تستوطن نظري
ووحشٌ يتغذى من ألمي ويجثم فوق بصيرتي
كائن سرابيّ ملامحه لا تستقر
يغويني لأمثُل أمامه فينهش سكينتي باسم الطمأنينة
مخلوق فادح الحجم له عيون تتنفس الحريق
وأظلافٌ تُسنّ على صخر الصبر لتطعنني من حيث لا أحتسب
وأنا دون وعي أرتدُّ إلى جلستي أضيء شمعة لا أدري من أين جاءت
شمعة استعرتها من جيب ذاتي القديمة
بيضاء كأنها نسمةٌ عبرت قلبي دون استئذان
أمسك ذوبانها بأصابعي المرتجفة وأردد يا الله
شيئًا فشيئًا ينحسر الوحش ويذوي
يعود بصري أخضرَ
تتنفس الأرض الجافة داخلي أول ندى
وتمطر بنورٍ دافئ
نورٌ لا يشبه اي شيء عبثي بل يشبه من كنتُ أحاول أن أكونه
بعد أن احتميتُ بظلٍ ما
ظلٌّ لا اسم له ولا ملامح
جاء النوم أخيرًا
يلبّي نداء جسدي المبحوح
ويمنحني حلمًا لم أكن فيه أحدًا
لكنني ولأول مرة لم أكن تائهة
معزوفة
28 مايو 2025