رآنيا
05-12-2025, 09:37 PM
كنت قد كتبت هذه المقالة قبل 8 سنوات والآن اعيد طرحها بإضافة بعض الافكار التي اكتسبتها خلال هذه الفترة
-
يكاد يصبح من الضروري أن يكون لكل شاب أو فتاة قدوة يقتدي بها ويحتذي بها من حيث جعلها أسوة ومثالاً ونموذجاً لسلوكياته وتصرفاته
فكل شاب حينما يتخذ قدوة له فإنه ينظر إليها نظرة مستقبلية يرى فيها طموحاته وأحلامه ومايريد أن يكون عليه مستقبلًا
والانسان في لحظة ما من عمره يتطلع إلى وجهٍ يرى فيه ملامح مستقبله وإلى كيانٍ يمثّل ما يتمنّى أن يكونه أو على الأقل ما لا يمانع أن يصير عليه
إنني اعلم أن اتخاذ القدوة يعدّ أمرًا غير مهمَا عند البعض ويكاد يكون منسيًا عند غيرهم
لكن ماذا لو نظرنا إلى مسألة القدوة لا على أنها حبلٌ نُمسك به فحسب بل مرآة نرى من خلالها أنفسنا ونراجع بها رغباتنا وأحلامنا؟
أليس من الحكمة أن نتأنّى في النظر قبل أن نُعجب وأن نُفكر قبل أن نتّبع وأن نتساءل هل ما نراه أمامنا يصلح أن يكون لنا مثالًا أم أنه مجرّد شيءٍ خادع؟
اختلف الناس كعادتهم في أمر القدوة
فمنهم من يفضّل الأموات على الأحياء لأن الميت لا يخذل ولأن عثراته توقفت مع الزمن بينما الحيّ يتغير ويسقط ويبهت
ومنهم من يرى في الأحياء أثرًا أعمق لأنهم نبضٌ يُحاكى ومشهدٌ يُعايش يرونهم أمامهم فيبثّون فيهم الهمة كلما شعرو بالتراجع والكسل
وآخرون يصنعون قدوات من خيالهم ينحتونها من طين أحلامهم ويعلّقون عليها أمانيّ لا يتحقق مثلها في الواقع
وهناك فئة لا ترى في أحدٍ قدوة بل ترى ذاتها مصباحًا يُهتدى به لا عكس ذلك وهؤلاء لنا معهم حديثٌ آخر
لكننا شئنا أم أبينا كنا جميعًا في لحظة ما نُقلد دون أن نُدرك أننا نقلّد
نُعجب دون أن ننتبه أننا نتّبع ونُشكّل ذواتنا على هيئة من نُحبّ دون أن نسأل لماذا نحبّ
ففي الطفولة كان الأب أو المعلم أو الأخ الأكبر هو قدوتنا الأولى نُعيد حركاته ونُردد كلماته ونحاكي تصرفاته في براءةٍ لا تعرف الفرق بين الإعجاب والتقليد
ثم يكبر الإنسان ويبدّل قدوته كما يبدّل أثوابه وكلما تبدّلت الرؤية تبدّلت الصورة وكلما اتسعت المعرفة ضاقت المساحات التي نمنحها للتقليد
غير أن الكارثة تقع حين يتحوّل الإنسان إلى نسخ لا يفكر في التميّز بل في التماثل لا يطمح أن يُبدع بل أن يُشبه
فيصبح نسخة مشوّهة لا تضيف جديدًا بل تكرّر ما سبق بغير روح كالآلة الطابعه التي تكمن فائدتها العظمى في النسخ فقط
ليس المطلوب أن نصبح صورًا مستنسخة من قدواتنا بل أن نأخذ عنهم ما ينفعنا ونترك ما لا يلائمنا
فإن رأيت في قدوتك ما يُعجبك فخذه وإن رأيت ما لا يُرضيك فجاوزه ولا تجعل من سقطة قدوتك هاويةً لك ولا من خطأه مبررًا لانحرافك
فالقدوة الحقّة هي وسيلة لا غاية ومعبر لا نهاية وعليك أن تفرّق بين أن تستلهم من أحدهم وبين أن تفقد ذاتك في أحدهم
وخذ لك في كل ميدان من هو أهلٌ للاتباع في الدين، في الأدب، في الفكر، في السلوك، واسمح لنفسك أن تستفيد من كل تجربة دون أن تسجن ذاتك في قالب أحد
فما من إنسان إلا وله عثرة وكل عثرة درس وكل درس سبيلٌ للارتقاء
القدوة الحقيقية لا تُختزل في شخص بل هي شعلة نورٍ تلتقط منها ما يهديك إلى ذاتك.
همس الجواهر; اخبرينا هل القدوة فعلًا كما اراه ام ان لديك اضافة غير ذلك ؟
~
-
يكاد يصبح من الضروري أن يكون لكل شاب أو فتاة قدوة يقتدي بها ويحتذي بها من حيث جعلها أسوة ومثالاً ونموذجاً لسلوكياته وتصرفاته
فكل شاب حينما يتخذ قدوة له فإنه ينظر إليها نظرة مستقبلية يرى فيها طموحاته وأحلامه ومايريد أن يكون عليه مستقبلًا
والانسان في لحظة ما من عمره يتطلع إلى وجهٍ يرى فيه ملامح مستقبله وإلى كيانٍ يمثّل ما يتمنّى أن يكونه أو على الأقل ما لا يمانع أن يصير عليه
إنني اعلم أن اتخاذ القدوة يعدّ أمرًا غير مهمَا عند البعض ويكاد يكون منسيًا عند غيرهم
لكن ماذا لو نظرنا إلى مسألة القدوة لا على أنها حبلٌ نُمسك به فحسب بل مرآة نرى من خلالها أنفسنا ونراجع بها رغباتنا وأحلامنا؟
أليس من الحكمة أن نتأنّى في النظر قبل أن نُعجب وأن نُفكر قبل أن نتّبع وأن نتساءل هل ما نراه أمامنا يصلح أن يكون لنا مثالًا أم أنه مجرّد شيءٍ خادع؟
اختلف الناس كعادتهم في أمر القدوة
فمنهم من يفضّل الأموات على الأحياء لأن الميت لا يخذل ولأن عثراته توقفت مع الزمن بينما الحيّ يتغير ويسقط ويبهت
ومنهم من يرى في الأحياء أثرًا أعمق لأنهم نبضٌ يُحاكى ومشهدٌ يُعايش يرونهم أمامهم فيبثّون فيهم الهمة كلما شعرو بالتراجع والكسل
وآخرون يصنعون قدوات من خيالهم ينحتونها من طين أحلامهم ويعلّقون عليها أمانيّ لا يتحقق مثلها في الواقع
وهناك فئة لا ترى في أحدٍ قدوة بل ترى ذاتها مصباحًا يُهتدى به لا عكس ذلك وهؤلاء لنا معهم حديثٌ آخر
لكننا شئنا أم أبينا كنا جميعًا في لحظة ما نُقلد دون أن نُدرك أننا نقلّد
نُعجب دون أن ننتبه أننا نتّبع ونُشكّل ذواتنا على هيئة من نُحبّ دون أن نسأل لماذا نحبّ
ففي الطفولة كان الأب أو المعلم أو الأخ الأكبر هو قدوتنا الأولى نُعيد حركاته ونُردد كلماته ونحاكي تصرفاته في براءةٍ لا تعرف الفرق بين الإعجاب والتقليد
ثم يكبر الإنسان ويبدّل قدوته كما يبدّل أثوابه وكلما تبدّلت الرؤية تبدّلت الصورة وكلما اتسعت المعرفة ضاقت المساحات التي نمنحها للتقليد
غير أن الكارثة تقع حين يتحوّل الإنسان إلى نسخ لا يفكر في التميّز بل في التماثل لا يطمح أن يُبدع بل أن يُشبه
فيصبح نسخة مشوّهة لا تضيف جديدًا بل تكرّر ما سبق بغير روح كالآلة الطابعه التي تكمن فائدتها العظمى في النسخ فقط
ليس المطلوب أن نصبح صورًا مستنسخة من قدواتنا بل أن نأخذ عنهم ما ينفعنا ونترك ما لا يلائمنا
فإن رأيت في قدوتك ما يُعجبك فخذه وإن رأيت ما لا يُرضيك فجاوزه ولا تجعل من سقطة قدوتك هاويةً لك ولا من خطأه مبررًا لانحرافك
فالقدوة الحقّة هي وسيلة لا غاية ومعبر لا نهاية وعليك أن تفرّق بين أن تستلهم من أحدهم وبين أن تفقد ذاتك في أحدهم
وخذ لك في كل ميدان من هو أهلٌ للاتباع في الدين، في الأدب، في الفكر، في السلوك، واسمح لنفسك أن تستفيد من كل تجربة دون أن تسجن ذاتك في قالب أحد
فما من إنسان إلا وله عثرة وكل عثرة درس وكل درس سبيلٌ للارتقاء
القدوة الحقيقية لا تُختزل في شخص بل هي شعلة نورٍ تلتقط منها ما يهديك إلى ذاتك.
همس الجواهر; اخبرينا هل القدوة فعلًا كما اراه ام ان لديك اضافة غير ذلك ؟
~