رآنيا
05-08-2025, 07:17 PM
في صراعٍ لا يهدأ بيني وبين قلبي
عاصفةٌ تعبرني قبلي
تسير بي على الطرقات المنكمشة تحت قناديل الخوف
تقتات على وجعي المختبئ تحت أغطية الذكرى
تسحبني من خاصرة السكون وتبعثرني في جهاتٍ لا تحفظ الرجوع
فلا وجهي يعود ولا قدماي تهتديان
كأني أنزلق في اتساعٍ لا يعرّف نفسه
والمسافة بيني وبين نفسي تمتدّ كضبابٍ لا يعترف بالحدود
ويأتي المساء ليُحرّض قلبي علي فيصفع شرودي ويصهل في وجهي
يصعد من قاع صدري ويدقّ على أبواب الحناجر المغلقة
يركض بين أضلعي كصدى نداء قديم
ينبت في داخلي أشجارًا تتراقص كأشباحٍ داهمها الحنين
ويزرع على جلدي رعشةً لا يقبض عليها عقلٌ ولا يوقفها منطق
وانت ؟
هل تراني من بعيد ؟
كأنك تشير إليّ اهدئي، لا تنجري
ترتدي وقارك وتقول كُفي
لكن قلبي يضحك ويصفّق للريح
يرقص مع الغصة
يحملني كما لو كنت دمية مهجورة
ويهتف دعيني أختار
وفي اللحظة التي هرب منها الجميع
هربتُ أنا إليّ
هربتُ إلى ما اختاره قلبي
حيث الريح صديقٌ والألم رفيق
والمدينة تغلق نوافذها
وأنا أفتح صدري
أحدّق من خلال فجوةٍ في جمجمتي
فجوة حفرتها الحكايات حين نام العقل
حين استقال من مهمته
وسلّم قلبي مقود الإدراك
أين عقلي؟
لماذا لا يمنعني من مصافحة الريح كل مساء؟
لماذا لا ينتزعني من هذه الذائقة التي لا تلعق إلا المرار؟
كل شيء تبدّل حتى أنا
لم أعد أنا
لم أعد أستنشق الورد بل أختنق بعطره
ولم أعد أبحث عن نور بل أهرب من وهج الأمل كأنه عقاب
العالم يتهدّل حولي كستائر ثقيلة على مشهدٍ لا يُعاد
الغسق يشبهني نصف وضوح ونصف وجع
والنجوم فوقي لا تبشّر إلا بالتيه
والمساء ليس مساءً بل ساحة إعدام تتكرر كل يوم وتهمس لي
أنتِ تحت إمرة قلبكِ، ولا نجاة هنآك
يا لهذا القلب
كم من مرة جرّني خلفه
كطفلٍ أعمى يتّبع ظلًا لا يعرف وجهه
يا لهذا التمرّد الذي بات لغتي
وصوتي
وشهقتي الأولى كل فجر
وها أنا ذا اتسائل
يا من عقلك هو السيّد وسلطته لا تهتز
هل ترى ما يحدث بي؟
هل كنت لتنجو لو قادك قلبك؟
طُليْطل;
~
عاصفةٌ تعبرني قبلي
تسير بي على الطرقات المنكمشة تحت قناديل الخوف
تقتات على وجعي المختبئ تحت أغطية الذكرى
تسحبني من خاصرة السكون وتبعثرني في جهاتٍ لا تحفظ الرجوع
فلا وجهي يعود ولا قدماي تهتديان
كأني أنزلق في اتساعٍ لا يعرّف نفسه
والمسافة بيني وبين نفسي تمتدّ كضبابٍ لا يعترف بالحدود
ويأتي المساء ليُحرّض قلبي علي فيصفع شرودي ويصهل في وجهي
يصعد من قاع صدري ويدقّ على أبواب الحناجر المغلقة
يركض بين أضلعي كصدى نداء قديم
ينبت في داخلي أشجارًا تتراقص كأشباحٍ داهمها الحنين
ويزرع على جلدي رعشةً لا يقبض عليها عقلٌ ولا يوقفها منطق
وانت ؟
هل تراني من بعيد ؟
كأنك تشير إليّ اهدئي، لا تنجري
ترتدي وقارك وتقول كُفي
لكن قلبي يضحك ويصفّق للريح
يرقص مع الغصة
يحملني كما لو كنت دمية مهجورة
ويهتف دعيني أختار
وفي اللحظة التي هرب منها الجميع
هربتُ أنا إليّ
هربتُ إلى ما اختاره قلبي
حيث الريح صديقٌ والألم رفيق
والمدينة تغلق نوافذها
وأنا أفتح صدري
أحدّق من خلال فجوةٍ في جمجمتي
فجوة حفرتها الحكايات حين نام العقل
حين استقال من مهمته
وسلّم قلبي مقود الإدراك
أين عقلي؟
لماذا لا يمنعني من مصافحة الريح كل مساء؟
لماذا لا ينتزعني من هذه الذائقة التي لا تلعق إلا المرار؟
كل شيء تبدّل حتى أنا
لم أعد أنا
لم أعد أستنشق الورد بل أختنق بعطره
ولم أعد أبحث عن نور بل أهرب من وهج الأمل كأنه عقاب
العالم يتهدّل حولي كستائر ثقيلة على مشهدٍ لا يُعاد
الغسق يشبهني نصف وضوح ونصف وجع
والنجوم فوقي لا تبشّر إلا بالتيه
والمساء ليس مساءً بل ساحة إعدام تتكرر كل يوم وتهمس لي
أنتِ تحت إمرة قلبكِ، ولا نجاة هنآك
يا لهذا القلب
كم من مرة جرّني خلفه
كطفلٍ أعمى يتّبع ظلًا لا يعرف وجهه
يا لهذا التمرّد الذي بات لغتي
وصوتي
وشهقتي الأولى كل فجر
وها أنا ذا اتسائل
يا من عقلك هو السيّد وسلطته لا تهتز
هل ترى ما يحدث بي؟
هل كنت لتنجو لو قادك قلبك؟
طُليْطل;
~