المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خدها بالعند


ابو روضة
04-27-2025, 12:42 PM
https://forum.zyzoom.net/attachments/269286/


ظل فترة طويلة لا يغادر بيته، حتى صارت فكرة الخروج بالنسبة له عبئًا ثقيلًا...
ولما اضطر للخروج يوماً ما، وجد نفسه يتردد ويشعر بالخوف من
المجهود، وربما من أن يواجه جسده الذى اعتاد السكون...
قلت له بهدوء:
يا صديقى، كل الأشياء التى نخافها فى خيالنا أكبر ألف مرة منها فى الواقع...
يعنى قبل ما تنزل، مخك سيظل يصور لك إنك هتتعب، وإنك مش
هتعرف تكمل، وإنك ممكن تقع، وإن جسمك مش هيستحمل وووو...
فيلم رعب كامل من تأليفك وإخراجك وبتتفرج عليه وحدك...
الخطوة الأولى التى ترتعب منها، هى نفسها التى
ستفتح لك باب الراحة الذى تنتظره...
من وقفوا فى أماكنهم لأنهم خافوا من الحركة، لم يحموا أنفسهم
من الألم، بل حكموا عليها بالضمور...
أما من تجرأ على أول خطوة، حتى وهو يرتجف، فقد منح نفسه
فرصة جديدة ليعيش...
فكل خطوة تخطوها، حتى وإن شعرت بألم فى قدميك أو خفقان
فى قلبك، هى إعلان بأنك ما زلت بطلًا، لم تسمح للكسل أن
يسرق حياتك منك دون مقاومة....
لا تخشَ المجهود، فالتعب رسالة جميلة تقول لك إنك تتحرك
وإن دماء الحياة ما زالت تسرى فيك...
لا تخشَ من أن تشعر بالتعب
فالتعب الذى يأتى معه الأمل
أهون ألف مرة من الراحة التى تقتل الأمل...
خدها بالعند، خدها كرامة، خدها تحدى بينك وبين
نفسك القديمة الكسولة وتحرك...
انزل وكأنك آخر بطل فاضل فى ساحة المعركة...
خد التعب بالحضن، وخد الخوف تحت رجليك، وقم...
تركته ورحلت ولا أعلم ماذا فعل بالنصيحة
لكنى أعلم أن كل جزء من جسده الآن يصرخ
من شدة وقع الكلمات عليه
وإن لم يُقاوم ، وإن لم يتحرك، سيظل جسده يختلق الأعذار
ويزين له البقاء مكانه، ويُبالغ فى وصف التعب
حتى يبدو الأمر فى النهاية مستحيلًا...
فالجسد حين يعتاد الكسل يبدع دائما في اختلاق الأعذار والتبريرات
ليبقى أسيرًا لمخاوفه، ويعيش داخل دائرة تأجيل لا تنتهي...​

نقاء الورد
04-27-2025, 01:00 PM
والله كل سطر كتبته به حكمه
مقال رائع جدا
مليء بالنصائح الثمينه
انت تكلمت بلسان حال المعظم
يسيطر عليهم الكسل والخوف
وهم فقط بحاجه لخطوه واحده
تخرجهم من كل ما هم فيه
ابدعت واكثر ابو روضه
كالعاده
ما شاء الله عنك
فكر سليم ووعي لا متناهي
وأسلوب سلس وشيق جداً لتوصيل الفكره
بارك الله فيك وبقلمك وطرحك وفكرك
ودمت بخير وسعاده لا تنتهي
تستحق ال 500 نقطه
وتقييمي :160:

راما
04-27-2025, 01:45 PM
،.

ما شاء الله
قول حكيم ، يشفّ عن تجارب
ورأي صائب وصادق

،
كثير منّا للأسف تعوّد على
" منطقة الرّاحه "
يتكاسل ويرفض التّغيير
والسّعي والتّجريب

يُبدي همّه خامله ووهناً
وخوفاً من المجهول ..

جميل لو طبّق عبارة تُقال دائماً :
" اسعى يا عبدي وأسعى معك .."

فالسّعي من شيم المؤمن ..
أبو روضه
جزاك الله خيرا ً
لحثّك الصّالخ دوماً
وكلماتك الطّيبه
وتذكيرك

بارك الله جهودك
وجعل ذلك في ميزان
حسناتك ..

إهداء 300 نقطه
+ التقّييم:
:208::208::208:

مسترٍيَحٍ آلُبآلُ
04-27-2025, 02:46 PM
مبدع بارك الله فيك

White
04-27-2025, 09:08 PM
من وقفوا فى أماكنهم لأنهم خافوا من الحركة، لم يحموا أنفسهم
من الألم، بل حكموا عليها بالضمور

مقال تحفيزي رائع يلامس لب الحقيقة وواقع الحياة
جاز لي ما كتبته استاذنا الفاضل
بورك قلمك وفكرك

نايف
04-27-2025, 10:03 PM
فالجسد حين يعتاد الكسل يبدع دائما في اختلاق الأعذار والتبريرات
ليبقى أسيرًا لمخاوفه، ويعيش داخل دائرة تأجيل لا تنتهي...​

جميلة جدًا هذه العبارة
وتحمل في طياتها حقيقة عميقة
أن الكسل ليس مجرد حالة جسدية
بل هو أيضًا حالة عقلية يغذيها الخوف
وتغلفها الأعذار
حتى يصبح التأجيل عادة يصعب كسرها

احسنت النصيحه استاذي
تقبل مروري واعجابي بقلمك الرائع
وفكرك الراقي

رآنيا
05-06-2025, 05:26 PM
مقالة رائعة جدًا
بارك الله في جهودك المميزة ويعطيك العافية يارب

~