علي
12-28-2024, 10:50 PM
بداية نفسر معنى الأمن السيبراني وهو عملية هدفها حماية الأنظمة والشبكات والبرامج ضد الهجمات الرقمية. وتسعى هذه عادةً إلى الوصول إلى المعلومات الحساسة أو تغييرها أو تدميرها ومحوها نهائياً. وذلك من خلال تصيد معلومات وهجوم كبير من خلال اصغر واقل الثغرات في أي هدف كان. ونعود الآن للهدف الرئيسي من عنوان مقالتي هذا عندما دمجت المصطلحين القويين اللذين لا غنى عنهما مهما اختلف الزمان. سقطنا في بئر للأسف بلا اختيار ولا قرار منا، وهو بئر الانفتاح والتغير الزمني والفكري واندماج الثقافات بسرعة وسهولة من خلال السوشيال ميديا والأجهزة المتطورة المطلوبة في كل أسرة. نعود قليلاً في الثمانينيات والتسعينيات كان البيوت مستقرة والأسر مترابطة والأبناء صالحين حافظين لدينهم وعروبتهم وجنسهم.وهذا نقيض ما نعيشه الآن مع جيل التقنيات. كثر الطلاق وتفككت الأسر وانحرف الأبناء عن دينهم وعاداتهم وتقاليدهم. وذلك نتاج صدام الآباء وعدم تقبلهم لطريقة هذا الجيل في تعايشه مع الخارج، للأسف نتج عنه ادمان وشذوذ اخلاقي وامراض نفسية وضياع. لهذا لو تعلمنا أن نستخدم السيبرانية في حماية عقول أبنائنا وأخلاقهم من الاختراق وذلك بحمايتها من وجود ثغرات حتى لو كانت صغيرة جداً. سنجد تغييرا رهيبا وثباتا في قيمهم وفكرهم. لا ننكر اننا سبب سهولة اختراقهم لعقول ابنائنا وذلك لأننا تعودنا من آبائنا نحن أن التربية القائمة على القمع والتخويف وقتل المشاعر والأحاسيس وصياغة الشخصية الجافة الصارمة الناقمة على المجتمع وأنها هي الأسلوب الأمثل لتربية وهذا لا ننكر أن جيل الآباء كله عاش تلك القسوة في التربية وكذلك سمعنا عبارات اسكت يا ولد.. لا تجلسون مع الكبار.. أنت لا يعتمد عليك.. فلان أحسن منك.. عيب عليك ما تستحي.. سودت وجوهنا.. ما فيك خير.. والكثير من تلك الكلمات. والكثير ايضاً يرى في حرمان ابنه من المال أو السيارة أو من الخروج مع اصدقائه ضياعا محتوما سيوقعه في المحظورات. كان للأسف تعاملا غير مناسب ولا مجد معهم بل كان دافعا لانحرافاتهم الكثيرة. أعيدوا سبرنة الأبناء حماهم الله. ودمتم.
م.ن
المصدر: صحيفة العرب القطرية
م.ن
المصدر: صحيفة العرب القطرية