راما
12-18-2024, 12:05 AM
https://g-lk.com/up/do.php?imgf=173446272387731.jpeg
أن القرآن نزل باللغة العربية لما للغة العربية من خصائص ومميزات لا توجد في لغة أخرى، فاللغة العربية من أغنى اللغات كلماً، وأعذبها منطقاً، وأسلسها أسلوباً، وأغزرها مادة، ولها من عوامل النمو ودواعي البقاء والرقي ما قلما يتهيأ لغيرها، وذلك لما فيها من اختلاف طرق الوضع والدلالة، وغلبة اطراد التصريف والاشتقاق، وتنوع المجاز ...17/12/
لغة المعجزة و المنهج
حظيت اللغة العربية بتشريفٍ لا مثيل له حيث جعلها الله لغة كتابه الكريم و معجزة و منهجًا لخاتم الأنبياء نبيه الأمين محمد صلى الله عليه و سلم حيث أن القرآن يتميز عن سائر معجزات الرسل السابقين و عن سائر كتب أحكامهم بأنه جمع المعجزة و المنهج في شيء واحد و كان الرسل السابقون مناهجهم منفصلة عن معجزاتهم فلهم معجز ليثبتوا بها صدق بلاغهم عن الله و لهم كتاب و منهج من الله أما القرآن جاء هو المنهج و المعجزة لأنه جاء للدنيا كلها في كل أزمنتها و أمكنتها فلابد أن تبقى المعجزة مع المنهج.
لغة قومٍ نزل فيهم القرآن
القرآن نزل باللغة العربية لأن العربية هي وسيلة التفاهم مع القوم الذين أرسل إليهم الرسول، وبدأت الدعوة في محيطهم قبل أن تبلغ لغيرهم، كما قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ {سورة إبراهيم: 4}.
و القرآن نزل باللغة العربية لإثبات إعجاز القرآن، لإثبات صدق الرسالة، فلقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم في قوم فصحاء بلغاء يتبارى فصحاؤهم في نثر الكلام ونظمه في مجامعهم وأسواقهم، فجاءهم محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن، آية قاطعة وحجة باهرة على نبوته، وقال لهم إن ارتبتم في أن هذا القرآن من عند الله فأتوا بمثله، فعجزوا، فتحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا، فتنزل معهم فتحداهم أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا، ولم يكن شيء أحب إليهم من أن يثبتوا كذب محمد صلى الله عليه وسلم، ولو وجدوا أي طريق يستطيعون ذلك من خلاله لسلكوه لشدة عداوتهم له وبغضهم لما جاء به، ولكنهم عجزوا، فدل ذلك أن هذا القرآن من عند الله، قال تعالى: وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {سورة البقرة: 33}.
بعض مميزات لغة القرآن
أن القرآن نزل باللغة العربية لما للغة العربية من خصائص ومميزات لا توجد في لغة أخرى، فاللغة العربية من أغنى اللغات كلماً، وأعذبها منطقاً، وأسلسها أسلوباً، وأغزرها مادة، ولها من عوامل النمو ودواعي البقاء والرقي ما قلما يتهيأ لغيرها، وذلك لما فيها من اختلاف طرق الوضع والدلالة، وغلبة اطراد التصريف والاشتقاق، وتنوع المجاز والكناية وتعدد المترادفات، إلى النحت والقلب والإبدال والتعريب، ولقد شهد بعظمتها كثير من المنصفين الأجانب مثل (إرنست رينان) في كتاب (تاريخ اللغات السامية) حيث يقول: من أغرب المدهشات أن تثبت تلك اللغة القوية وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحاري، عند أمة من الرحل تلك اللغة التي فاقت إخوتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها وحسن نظام مبانيها، وكانت هذه اللغة مجهولة عند الأمم، ومن يوم أن علمت ظهرت لنا في حلل الكمال إلى درجة أنها لم تتغير أي تغير يذكر، حتى إنها لم يعرف لها في كل أطوار حياتها لا طفولة ولا شيخوخة.. (مجلة الأزهر مجلد 3 ص 240).
دقة التعبير:
وتمتاز اللغة العربية بدقة التعبير بألفاظها وتراكيبها … أما الألفاظ ففيها لكل معنى لفظ خاص، وحتى أشباه المعاني أو فروعها وجزئياتها، وقد ذكرنا أمثلة من ذلك فيما تقدم، ومن أمثلة دقة التعبير فيها وجود الألفاظ لتأدية فروع المعاني أو جزئياتها، فعندهم لكل ساعة من ساعات النهار اسم خاص به، فالساعة الأولى الذرور، ثم اليزوغ، ثم الضحى، ثم الغزالة، ثم الهاجرة، ثم الزوال، ثم العصر، ثم الأصيل، ثم الصبوب، ثم الحدور، ثم الغروب، ويقال فيها أيضًا: البكور، ثم الشروق، فالإشراق، فالرأد، فالضحى، فالمتوع، فالهاجرة، فالأصيل، فالعصر، فالطفل، فالحدور، فالغروب.
واعتبر ذلك تفرع معاني الأفعال، كتفرع فعل النظر إلى: رمق، ولمح، وحدج، وشفن، وتوضح، ورنا، واستكف، واستشف، ومثلها فروع أفعال الجلوس والقيام والمشي والنوم وضروب الأصوات للحيوان والإنسان وغير ذلك، وفي المخصص وفقه اللغة ألوف من هذه الأمثلة، ولا خلاف في أن ذلك من أدلة الارتقاء … ناهيك بالمترادفات في الأوصاف، وهي أكثر من أن تحصى، ولعل العربية أغنى اللغات في الألفاظ المعبرة عن المعاني المجردة وانفعالات العواطف … ففيها لأنواع الحب نحو عشرة ألفاظ، ومثلها للبغض، والحسد والطمع وغيرها.
ومن وسائل دقة التعبير في العربية مزيدات الأفعال، فإن صيغ المشاركة تعبر باللفظ الواحد عن معان لا يعبر عنها في اللغات الأخرى إلا بعدة ألفاظ، كقولنا: تقاتلوا وتقاضوا، وهذه الصيغة خاصة بالعربية.
https://g-lk.com/up/do.php?imgf=173446272393623.jpeg
أن القرآن نزل باللغة العربية لما للغة العربية من خصائص ومميزات لا توجد في لغة أخرى، فاللغة العربية من أغنى اللغات كلماً، وأعذبها منطقاً، وأسلسها أسلوباً، وأغزرها مادة، ولها من عوامل النمو ودواعي البقاء والرقي ما قلما يتهيأ لغيرها، وذلك لما فيها من اختلاف طرق الوضع والدلالة، وغلبة اطراد التصريف والاشتقاق، وتنوع المجاز ...17/12/
لغة المعجزة و المنهج
حظيت اللغة العربية بتشريفٍ لا مثيل له حيث جعلها الله لغة كتابه الكريم و معجزة و منهجًا لخاتم الأنبياء نبيه الأمين محمد صلى الله عليه و سلم حيث أن القرآن يتميز عن سائر معجزات الرسل السابقين و عن سائر كتب أحكامهم بأنه جمع المعجزة و المنهج في شيء واحد و كان الرسل السابقون مناهجهم منفصلة عن معجزاتهم فلهم معجز ليثبتوا بها صدق بلاغهم عن الله و لهم كتاب و منهج من الله أما القرآن جاء هو المنهج و المعجزة لأنه جاء للدنيا كلها في كل أزمنتها و أمكنتها فلابد أن تبقى المعجزة مع المنهج.
لغة قومٍ نزل فيهم القرآن
القرآن نزل باللغة العربية لأن العربية هي وسيلة التفاهم مع القوم الذين أرسل إليهم الرسول، وبدأت الدعوة في محيطهم قبل أن تبلغ لغيرهم، كما قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ {سورة إبراهيم: 4}.
و القرآن نزل باللغة العربية لإثبات إعجاز القرآن، لإثبات صدق الرسالة، فلقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم في قوم فصحاء بلغاء يتبارى فصحاؤهم في نثر الكلام ونظمه في مجامعهم وأسواقهم، فجاءهم محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن، آية قاطعة وحجة باهرة على نبوته، وقال لهم إن ارتبتم في أن هذا القرآن من عند الله فأتوا بمثله، فعجزوا، فتحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا، فتنزل معهم فتحداهم أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا، ولم يكن شيء أحب إليهم من أن يثبتوا كذب محمد صلى الله عليه وسلم، ولو وجدوا أي طريق يستطيعون ذلك من خلاله لسلكوه لشدة عداوتهم له وبغضهم لما جاء به، ولكنهم عجزوا، فدل ذلك أن هذا القرآن من عند الله، قال تعالى: وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {سورة البقرة: 33}.
بعض مميزات لغة القرآن
أن القرآن نزل باللغة العربية لما للغة العربية من خصائص ومميزات لا توجد في لغة أخرى، فاللغة العربية من أغنى اللغات كلماً، وأعذبها منطقاً، وأسلسها أسلوباً، وأغزرها مادة، ولها من عوامل النمو ودواعي البقاء والرقي ما قلما يتهيأ لغيرها، وذلك لما فيها من اختلاف طرق الوضع والدلالة، وغلبة اطراد التصريف والاشتقاق، وتنوع المجاز والكناية وتعدد المترادفات، إلى النحت والقلب والإبدال والتعريب، ولقد شهد بعظمتها كثير من المنصفين الأجانب مثل (إرنست رينان) في كتاب (تاريخ اللغات السامية) حيث يقول: من أغرب المدهشات أن تثبت تلك اللغة القوية وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحاري، عند أمة من الرحل تلك اللغة التي فاقت إخوتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها وحسن نظام مبانيها، وكانت هذه اللغة مجهولة عند الأمم، ومن يوم أن علمت ظهرت لنا في حلل الكمال إلى درجة أنها لم تتغير أي تغير يذكر، حتى إنها لم يعرف لها في كل أطوار حياتها لا طفولة ولا شيخوخة.. (مجلة الأزهر مجلد 3 ص 240).
دقة التعبير:
وتمتاز اللغة العربية بدقة التعبير بألفاظها وتراكيبها … أما الألفاظ ففيها لكل معنى لفظ خاص، وحتى أشباه المعاني أو فروعها وجزئياتها، وقد ذكرنا أمثلة من ذلك فيما تقدم، ومن أمثلة دقة التعبير فيها وجود الألفاظ لتأدية فروع المعاني أو جزئياتها، فعندهم لكل ساعة من ساعات النهار اسم خاص به، فالساعة الأولى الذرور، ثم اليزوغ، ثم الضحى، ثم الغزالة، ثم الهاجرة، ثم الزوال، ثم العصر، ثم الأصيل، ثم الصبوب، ثم الحدور، ثم الغروب، ويقال فيها أيضًا: البكور، ثم الشروق، فالإشراق، فالرأد، فالضحى، فالمتوع، فالهاجرة، فالأصيل، فالعصر، فالطفل، فالحدور، فالغروب.
واعتبر ذلك تفرع معاني الأفعال، كتفرع فعل النظر إلى: رمق، ولمح، وحدج، وشفن، وتوضح، ورنا، واستكف، واستشف، ومثلها فروع أفعال الجلوس والقيام والمشي والنوم وضروب الأصوات للحيوان والإنسان وغير ذلك، وفي المخصص وفقه اللغة ألوف من هذه الأمثلة، ولا خلاف في أن ذلك من أدلة الارتقاء … ناهيك بالمترادفات في الأوصاف، وهي أكثر من أن تحصى، ولعل العربية أغنى اللغات في الألفاظ المعبرة عن المعاني المجردة وانفعالات العواطف … ففيها لأنواع الحب نحو عشرة ألفاظ، ومثلها للبغض، والحسد والطمع وغيرها.
ومن وسائل دقة التعبير في العربية مزيدات الأفعال، فإن صيغ المشاركة تعبر باللفظ الواحد عن معان لا يعبر عنها في اللغات الأخرى إلا بعدة ألفاظ، كقولنا: تقاتلوا وتقاضوا، وهذه الصيغة خاصة بالعربية.
https://g-lk.com/up/do.php?imgf=173446272393623.jpeg