White
12-14-2024, 10:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
مدخل
كلما كانت مفرداتنا اللغوية أكبر وأكثر تنوعًا، كان بإمكاننا التفكير والتحليل بدقة أكبر.
اللغة هي الجزء المهم في تعبير الإنسان عن ذاته وفي مقدرته على التواصل الفعّال وترجمة أفكاره. وكلما كان الإنسان ملمًّا ومدركًا لجوانب لغته ومصطلحاتها اللغوية، كان أقدر على إيصال أفكاره وترجمتها بصورة أوفى. ولكن، في زمن أصبح فيه شيوع اللغات المختلفة واستخدامها يشكل عائقًا على الإنسان أن يتوسع في لغته الأم، العربية بشكل خاص، فهذا مما قد يؤدي إلى القصور في الفهم والتفصيل. فاللغة العربية لغة شاسعة المعاني، وافية المصطلحات، ومع ذلك يفتقر متحدثوها إلى فهم ومعرفة كلماتها ومعانيها واستخداماتها بسبب اعتمادهم الأكبر على اللهجة الدارجة (العامية)، المحصورة في كلمات قليلة جدًا لا تتجاوز 3000 كلمة. وهذا ما من شأنه أن يجعل إيصال الأفكار والتعبير عنها قاصرًا، ويضطر المتحدث إلى التفصيل المفرط حتى يوصل ما يريده.
وقد يتساءل القارئ: ما السبيل لفهم ومعرفة واكتساب المصطلحات التي تجعل الكلام أوضح، أو حتى توسعة مدارك الفرد اللغوية؟ لقد صُدمت عندما قرأت أن الطفل العربي مفرداته اللغوية محدودة، بسبب البون الشاسع بين اللغة الدارجة (العامية) وبين الفصحى، وذلك لقلة القراءة وضعف المحتوى العربي المتصل باللغة العربية الفصيحة، وقلة تداولها. وقد أوضحت الدراسات أن الطفل العربي يعرف ما يقارب ستة آلاف إلى سبعة آلاف كلمة في لغته الأم، وربما أقل. وبالمقارنة مع الطفل المتحدث باللغة الإنجليزية، فهو يعرف ما يقارب إحدى عشرة ألف إلى اثنتي عشرة ألف كلمة أو أكثر. وهذا فرق كبير وصادم يوضح حجم الفجوة اللغوية الكبيرة التي تسببها اللهجة العامية.
وقد يتبادر إلى الذهن سؤال: ما هي الطريقة الفعالة لتقليص هذه الفجوة؟ فالتحدث بالفصحى في المنزل والحياة الاجتماعية أمر يكاد يكون مستحيلًا. كما أن حث الطفل على القراءة والتعلم لللغة في زمن أصبح فيه التوجه الأكبر للغات أجنبية يُعدّ عائقًا إضافيًا. نعود الآن إلى الأصل: ما هو الكتاب الشامل القادر على أن يمنحك خمسين ألف كلمة دفعة واحدة في صفحات قليلة نسبيًا؟
يُعدّ القرآن الكريم أكبر مرجع لغوي. فالطفل الحافظ لكتاب الله هو الأوسع حصيلة لغوية مقارنة بأي طفل آخر. الطفل المتعلم للقرآن أكثر لباقة، وأحسن ملافظًا، وأفصح من أي طفل في عمره. وكلما زادت الحصيلة اللغوية لدى المرء، أصبح ذكاؤه ومعرفته أعلى وأغزر. فالعلاقة بين اللغة والتفكير والتحليل علاقة وثيقة. والتعبير عن الأفكار المعقدة يحتاج إلى لغة ومصطلحات تتناسب مع الشرح والتحليل. وهنا ندرك أن تعلم الفصحى ليس خيارًا، بل ضرورة ملحّة من أجل أن يكون الفرد منا أكثر إنتاجية وفعالية وقوة وتأثيرا.
مدخل
كلما كانت مفرداتنا اللغوية أكبر وأكثر تنوعًا، كان بإمكاننا التفكير والتحليل بدقة أكبر.
اللغة هي الجزء المهم في تعبير الإنسان عن ذاته وفي مقدرته على التواصل الفعّال وترجمة أفكاره. وكلما كان الإنسان ملمًّا ومدركًا لجوانب لغته ومصطلحاتها اللغوية، كان أقدر على إيصال أفكاره وترجمتها بصورة أوفى. ولكن، في زمن أصبح فيه شيوع اللغات المختلفة واستخدامها يشكل عائقًا على الإنسان أن يتوسع في لغته الأم، العربية بشكل خاص، فهذا مما قد يؤدي إلى القصور في الفهم والتفصيل. فاللغة العربية لغة شاسعة المعاني، وافية المصطلحات، ومع ذلك يفتقر متحدثوها إلى فهم ومعرفة كلماتها ومعانيها واستخداماتها بسبب اعتمادهم الأكبر على اللهجة الدارجة (العامية)، المحصورة في كلمات قليلة جدًا لا تتجاوز 3000 كلمة. وهذا ما من شأنه أن يجعل إيصال الأفكار والتعبير عنها قاصرًا، ويضطر المتحدث إلى التفصيل المفرط حتى يوصل ما يريده.
وقد يتساءل القارئ: ما السبيل لفهم ومعرفة واكتساب المصطلحات التي تجعل الكلام أوضح، أو حتى توسعة مدارك الفرد اللغوية؟ لقد صُدمت عندما قرأت أن الطفل العربي مفرداته اللغوية محدودة، بسبب البون الشاسع بين اللغة الدارجة (العامية) وبين الفصحى، وذلك لقلة القراءة وضعف المحتوى العربي المتصل باللغة العربية الفصيحة، وقلة تداولها. وقد أوضحت الدراسات أن الطفل العربي يعرف ما يقارب ستة آلاف إلى سبعة آلاف كلمة في لغته الأم، وربما أقل. وبالمقارنة مع الطفل المتحدث باللغة الإنجليزية، فهو يعرف ما يقارب إحدى عشرة ألف إلى اثنتي عشرة ألف كلمة أو أكثر. وهذا فرق كبير وصادم يوضح حجم الفجوة اللغوية الكبيرة التي تسببها اللهجة العامية.
وقد يتبادر إلى الذهن سؤال: ما هي الطريقة الفعالة لتقليص هذه الفجوة؟ فالتحدث بالفصحى في المنزل والحياة الاجتماعية أمر يكاد يكون مستحيلًا. كما أن حث الطفل على القراءة والتعلم لللغة في زمن أصبح فيه التوجه الأكبر للغات أجنبية يُعدّ عائقًا إضافيًا. نعود الآن إلى الأصل: ما هو الكتاب الشامل القادر على أن يمنحك خمسين ألف كلمة دفعة واحدة في صفحات قليلة نسبيًا؟
يُعدّ القرآن الكريم أكبر مرجع لغوي. فالطفل الحافظ لكتاب الله هو الأوسع حصيلة لغوية مقارنة بأي طفل آخر. الطفل المتعلم للقرآن أكثر لباقة، وأحسن ملافظًا، وأفصح من أي طفل في عمره. وكلما زادت الحصيلة اللغوية لدى المرء، أصبح ذكاؤه ومعرفته أعلى وأغزر. فالعلاقة بين اللغة والتفكير والتحليل علاقة وثيقة. والتعبير عن الأفكار المعقدة يحتاج إلى لغة ومصطلحات تتناسب مع الشرح والتحليل. وهنا ندرك أن تعلم الفصحى ليس خيارًا، بل ضرورة ملحّة من أجل أن يكون الفرد منا أكثر إنتاجية وفعالية وقوة وتأثيرا.