رميزان
12-07-2024, 01:31 AM
أكبر خطأ يقع فيه الأزواج في نظري
هو مطالبة الآخر بأن يتغير لأجله .
علينا جميعا أن نعرف أن السعادة الحقيقية تأتي من تقبل الآخر كما هو
بأخطائه ، و عيوبه ، و نقائصه .
هل يبدو هذا الأمر مبالغا فيه ؟
لنفرض مثلا أن سيدة اكتشفت بعد فترة من زواجها أن الرجل الذي تزوجته مدمن سهر
هل يجب أن تقبل بما هو عليه ؟
قطعا لا ،
إلا أن التسامح و اللين و المحبة و الصبر و التفهم قادرة على فعل المعجزات
عكس الإصرار على التغيير الفوري
والإكراه و الإلحاح و الضغط و الزن
الذي من شأنه أن يأتي بنتائج عكسية
و يدفع الطرف الآخر إلى المزيد من العناد .
تقبل الشريك على ما هو عليه أمر مريح جدا ،
إذ يمنحه الإحساس بالحب رغم الاعتراض على بعض الجوانب في سلوكه
و رغم مساوئه التي يدركها جيدا ،
و ما دام يشعر بمحبة الطرف الآخر و تقبله له فهو قادر على فعل أي شيء لأجله .
رأيت نماذج كثيرة في حياتي من أزواج يبذلون كل ما في وسعهم لتغيير سلوك بعضهم ،
في الغالب لا تنجح أو تنتهي بتشويه الشخصية التي أمامك
و تحويلها إلى ما يشبه الظل الخالي من الروح ،
و قتل كل ما هو جميل و أصيل بداخلها .
في النهاية يبقى السؤال الأكثر أهمية :
هل السعادة هي ما يمنحنا إياه الآخر ، أم هي ما نفعله نحن لأجل أنفسنا ؟
إذا كان الزوج ينتظر من زوجته كذا و كذا ليصبح سعيدا ،
و لا يكف عن المطالبة و الابتزاز و الإلحاح لتغيير جزء من سلوكها أو شخصيتها ،
فالمرجح أنه لن يكون سعيدا مهما فعلت و قدمت من تنازلات ،
ذلك أن الغرض من هذه المطالبات هو ملء فراغ داخله لا أحد غيره قادر على ردمه
فضلا عن الرغبة في السيطرة على الطرف المقابل و تحويله إلى
“تابع”
و هو الأمر الذي ما إن بدأ لا ينتهي .
إذا كنا نرغب في الحصول على سعادة حقيقية و خالصة لا تنتهي بانتهاء العوامل الدافعة إليها ،
فيجب ألا نطلب من الآخرين إسعادنا لأن في النهاية لا أحد مسؤول عن إسعاد غيره .
إنه لأمر ثقيل جدا و مرهق أن تضع سعادتك على عاتق غيرك فهذا حمل لا أحد يقدر عليه ،
و لهذا فالأجدر أن يحمل كل سعادته على كتفيه .
و لا ننسى أن السعادة كالحرية لا تمنح بل هي شعور داخلي يجب أن ننميه مع الوقت
بالكثير من التسامح ، و المحبة ، و تقبل الطرف الآخر ،
و افتراض مبدأ الخير و النية الحسنة فيه .
السعادة ليست مجموع العوامل التي تتألف منها ،
و ليست عملية حسابية من حلها حصل عليها ،
و ليست في يد من هم حولنا ،
و لا العوامل الموضوعية المحيطة بنا ،
و لا دخل لها بالفقر أو الغنى ، بالعلم أو الجهل ،
هي شعور مطلق ، مثلها مثل الإيمان ،
إما أن تكون لديك أو لا تكون ،
و الأرجح انها لديك و ما عليك إلا اكتشافها ،
و تلميعها ، و الإمساك بطرفها . م
ن يضع سعادته على عاتق غيره يخطئ مرتين ،
في الأولى , هو يكتفي بالقدر الذي يمنحه إياه الطرف المقابل مهما كان يسيرا ،
و في الثانية ، يثقل كاهل الطرف الثاني بجعله وصيا و حارسا على سعادته ،
و هي وظيفة بدوام كامل ، تبدأ من أول النهار حتى آخر الليل ،
يوما بعد يوم ، سنة بعد سنة ،
فتخيلوا حجم الإرهاق و الاستنزاف الذي يطحن العمر و الحلم و الحياة . القاعدة :
عش ودع غيرك يعيش ، خذ و امنح ، انفتح على الآخر لينفتح عليك ،
لا تتسلق على كتفيه ، لا تدس على روحه لأجل أن تعلو ،
و لا تطمس شخصيته و كيانه لأجل أن تبرز شخصيتك و كيانك .
لا تمحوه لأجل أن تبرز ،
لا تتعسف على روحه و شخصيته ، و لا تحوله إلى ظل لك
لأنه إن استجاب لك محبة فيك و حرصا عليك فستخلق منه شخصية مشوهة ،
تقف بين ما يريده هو و ما تريده أنت ، بين ما هو عليه و ما صنعته أنت ،
بين الأصل و الظل ، الأصيل و المشوه .
-
لمياء المقدم
هو مطالبة الآخر بأن يتغير لأجله .
علينا جميعا أن نعرف أن السعادة الحقيقية تأتي من تقبل الآخر كما هو
بأخطائه ، و عيوبه ، و نقائصه .
هل يبدو هذا الأمر مبالغا فيه ؟
لنفرض مثلا أن سيدة اكتشفت بعد فترة من زواجها أن الرجل الذي تزوجته مدمن سهر
هل يجب أن تقبل بما هو عليه ؟
قطعا لا ،
إلا أن التسامح و اللين و المحبة و الصبر و التفهم قادرة على فعل المعجزات
عكس الإصرار على التغيير الفوري
والإكراه و الإلحاح و الضغط و الزن
الذي من شأنه أن يأتي بنتائج عكسية
و يدفع الطرف الآخر إلى المزيد من العناد .
تقبل الشريك على ما هو عليه أمر مريح جدا ،
إذ يمنحه الإحساس بالحب رغم الاعتراض على بعض الجوانب في سلوكه
و رغم مساوئه التي يدركها جيدا ،
و ما دام يشعر بمحبة الطرف الآخر و تقبله له فهو قادر على فعل أي شيء لأجله .
رأيت نماذج كثيرة في حياتي من أزواج يبذلون كل ما في وسعهم لتغيير سلوك بعضهم ،
في الغالب لا تنجح أو تنتهي بتشويه الشخصية التي أمامك
و تحويلها إلى ما يشبه الظل الخالي من الروح ،
و قتل كل ما هو جميل و أصيل بداخلها .
في النهاية يبقى السؤال الأكثر أهمية :
هل السعادة هي ما يمنحنا إياه الآخر ، أم هي ما نفعله نحن لأجل أنفسنا ؟
إذا كان الزوج ينتظر من زوجته كذا و كذا ليصبح سعيدا ،
و لا يكف عن المطالبة و الابتزاز و الإلحاح لتغيير جزء من سلوكها أو شخصيتها ،
فالمرجح أنه لن يكون سعيدا مهما فعلت و قدمت من تنازلات ،
ذلك أن الغرض من هذه المطالبات هو ملء فراغ داخله لا أحد غيره قادر على ردمه
فضلا عن الرغبة في السيطرة على الطرف المقابل و تحويله إلى
“تابع”
و هو الأمر الذي ما إن بدأ لا ينتهي .
إذا كنا نرغب في الحصول على سعادة حقيقية و خالصة لا تنتهي بانتهاء العوامل الدافعة إليها ،
فيجب ألا نطلب من الآخرين إسعادنا لأن في النهاية لا أحد مسؤول عن إسعاد غيره .
إنه لأمر ثقيل جدا و مرهق أن تضع سعادتك على عاتق غيرك فهذا حمل لا أحد يقدر عليه ،
و لهذا فالأجدر أن يحمل كل سعادته على كتفيه .
و لا ننسى أن السعادة كالحرية لا تمنح بل هي شعور داخلي يجب أن ننميه مع الوقت
بالكثير من التسامح ، و المحبة ، و تقبل الطرف الآخر ،
و افتراض مبدأ الخير و النية الحسنة فيه .
السعادة ليست مجموع العوامل التي تتألف منها ،
و ليست عملية حسابية من حلها حصل عليها ،
و ليست في يد من هم حولنا ،
و لا العوامل الموضوعية المحيطة بنا ،
و لا دخل لها بالفقر أو الغنى ، بالعلم أو الجهل ،
هي شعور مطلق ، مثلها مثل الإيمان ،
إما أن تكون لديك أو لا تكون ،
و الأرجح انها لديك و ما عليك إلا اكتشافها ،
و تلميعها ، و الإمساك بطرفها . م
ن يضع سعادته على عاتق غيره يخطئ مرتين ،
في الأولى , هو يكتفي بالقدر الذي يمنحه إياه الطرف المقابل مهما كان يسيرا ،
و في الثانية ، يثقل كاهل الطرف الثاني بجعله وصيا و حارسا على سعادته ،
و هي وظيفة بدوام كامل ، تبدأ من أول النهار حتى آخر الليل ،
يوما بعد يوم ، سنة بعد سنة ،
فتخيلوا حجم الإرهاق و الاستنزاف الذي يطحن العمر و الحلم و الحياة . القاعدة :
عش ودع غيرك يعيش ، خذ و امنح ، انفتح على الآخر لينفتح عليك ،
لا تتسلق على كتفيه ، لا تدس على روحه لأجل أن تعلو ،
و لا تطمس شخصيته و كيانه لأجل أن تبرز شخصيتك و كيانك .
لا تمحوه لأجل أن تبرز ،
لا تتعسف على روحه و شخصيته ، و لا تحوله إلى ظل لك
لأنه إن استجاب لك محبة فيك و حرصا عليك فستخلق منه شخصية مشوهة ،
تقف بين ما يريده هو و ما تريده أنت ، بين ما هو عليه و ما صنعته أنت ،
بين الأصل و الظل ، الأصيل و المشوه .
-
لمياء المقدم