علي
12-02-2024, 07:23 PM
شظايا
قَد رَفَّ طَيفُكِ في فِكرِي وناجاهُ
وحَطَّ فَوقَ أسى سُهدِي فَحَلّاهُ
قَد كُنتُ أَضرِبُ صَخراً بالعَصا أمَلاً
في نَبعِ أمسٍ وأستَسقِي مَراياهُ
كانَتْ مَزارِيبُهُ تَروي الُمُنى غَدَقاً
ويَغرفُ القَلبُ شَهداً مِنْ ثَناياهُ
أهدَتْ شُـمُوسُ الحَكايا لَيلَهُ قَمَراً
تَمَرَّغَ البَحرُ في أحضانِ مَسراهُ
وحَلَّقَتْ نَجمَةٌ حِينَ الشِّفاهُ هَفَتْ
وخَلفَ ثَغرِ الثَّوانِي أورَقَتْ آهُ
باحَ التَّثَنِّي بِمَكنُونِ الضّلوعِ وما
خَبا الحَنِينُ وما خَفَّتْ شَظاياهُ
والعاذِلُونَ وَراءَ المُلتَقى اختَبَأوا
ما أفلَحُوا فمضَوا في غِيِّهِم تاهُوا
فاستَعذَبَ الهَمسَ شَيخُ اللَّيلِ وامتَلَأتْ
بالتُّوتِ والتِّينِ والتُّفَّاحِ كَفّاهُ
وأوقَفَتْ ساعَةُ الأزمانِ عقرَبَها
والشَّوقُ خطَّتْ حُروفَ الوَردِ يُمناهُ
هَمَتْ غُيومُ الكَرى فَوقَ الرُّؤى مَطراً
والياسَمينُ أعارَ اللَّيلَ فَحواهُ
المَوجُ باحَ بأسرارٍ ووشوَشها
لِشاطئٍ ضَمَّتْ العُشَّاقَ أرجاهُ
فَلَّ اللآلئَ فوقَ الرَّملِ بَعثَرَها
ومَدَّ كأساً بها أشهى عطاياهُ
من الظَّلامِ نَسيمٌ هَبَّ مُنتَشِياً
حتى تَسلَّلَ فَجرٌ مِن حَناياهُ
شَبَّابَةُ البَحرِ بَعدِ الوصِلِ قَد عَزَفَتْ
بِبَحَّةٍ نَغماً والطَّيرُ غَنَّاهُ
صاتَ الفِراقُ وناحَت نَجمَةٌ وهَوت
وما لها في جدارِ اللَّيلِ أشباهُ
وبِتُّ أندُبُ رَسماً أمسُهُ ألَقٌ
قَد طَيَّبَتْ غَدَهُ بالعِطرِ ذِكراهُ
فسِرتُ مِن غَيرِ خَطوٍ نَحوَ أخبِيَةٍ
فيها أفَتِّشُ عَن مَن كُنتُ أهواهُ
وعن زَوايا بِها أوراقُ مَلحَمَةٍ
إنْ ماتَ فيها النَّوى السُّهدُ أحياهُ
.
محمد السادة
قَد رَفَّ طَيفُكِ في فِكرِي وناجاهُ
وحَطَّ فَوقَ أسى سُهدِي فَحَلّاهُ
قَد كُنتُ أَضرِبُ صَخراً بالعَصا أمَلاً
في نَبعِ أمسٍ وأستَسقِي مَراياهُ
كانَتْ مَزارِيبُهُ تَروي الُمُنى غَدَقاً
ويَغرفُ القَلبُ شَهداً مِنْ ثَناياهُ
أهدَتْ شُـمُوسُ الحَكايا لَيلَهُ قَمَراً
تَمَرَّغَ البَحرُ في أحضانِ مَسراهُ
وحَلَّقَتْ نَجمَةٌ حِينَ الشِّفاهُ هَفَتْ
وخَلفَ ثَغرِ الثَّوانِي أورَقَتْ آهُ
باحَ التَّثَنِّي بِمَكنُونِ الضّلوعِ وما
خَبا الحَنِينُ وما خَفَّتْ شَظاياهُ
والعاذِلُونَ وَراءَ المُلتَقى اختَبَأوا
ما أفلَحُوا فمضَوا في غِيِّهِم تاهُوا
فاستَعذَبَ الهَمسَ شَيخُ اللَّيلِ وامتَلَأتْ
بالتُّوتِ والتِّينِ والتُّفَّاحِ كَفّاهُ
وأوقَفَتْ ساعَةُ الأزمانِ عقرَبَها
والشَّوقُ خطَّتْ حُروفَ الوَردِ يُمناهُ
هَمَتْ غُيومُ الكَرى فَوقَ الرُّؤى مَطراً
والياسَمينُ أعارَ اللَّيلَ فَحواهُ
المَوجُ باحَ بأسرارٍ ووشوَشها
لِشاطئٍ ضَمَّتْ العُشَّاقَ أرجاهُ
فَلَّ اللآلئَ فوقَ الرَّملِ بَعثَرَها
ومَدَّ كأساً بها أشهى عطاياهُ
من الظَّلامِ نَسيمٌ هَبَّ مُنتَشِياً
حتى تَسلَّلَ فَجرٌ مِن حَناياهُ
شَبَّابَةُ البَحرِ بَعدِ الوصِلِ قَد عَزَفَتْ
بِبَحَّةٍ نَغماً والطَّيرُ غَنَّاهُ
صاتَ الفِراقُ وناحَت نَجمَةٌ وهَوت
وما لها في جدارِ اللَّيلِ أشباهُ
وبِتُّ أندُبُ رَسماً أمسُهُ ألَقٌ
قَد طَيَّبَتْ غَدَهُ بالعِطرِ ذِكراهُ
فسِرتُ مِن غَيرِ خَطوٍ نَحوَ أخبِيَةٍ
فيها أفَتِّشُ عَن مَن كُنتُ أهواهُ
وعن زَوايا بِها أوراقُ مَلحَمَةٍ
إنْ ماتَ فيها النَّوى السُّهدُ أحياهُ
.
محمد السادة