المُزن
12-01-2024, 02:07 PM
«تَلْويحةٌ شعريةٌ لمقامِ اللغةِ العربيةِ»
شعر: عبدالرحمن صالح العشماوي
رَوْضُنا مازال بالخصْبِ نَدِيَّا
بُكْرَةً، يُثمِرُ فينا، وعَشيَّا
أَنْبَتَ الفُصحى لنا خيرَ نباتٍ
فَنَمَتْ لَفْظاً وحِسَّاً شاعريَّا
وازدهَتْ نَصَّاً بلاغيَّا بديعاً
يَمْلأُ النَّفْسَ شعوراً أَريحيَّا
واحةٌ يَسْتَمْنحُ الخِصْبُ ثَراها
خِصْبَه، يطلبُ منها النَّبْعُ رِيَّا
أيَّها السائلُ عنا في زمانٍ
ذاقَ فيه الناسُ بُؤْساً «عَوْلميَّا»
من جذور الُّلغةِ الفصحى انطلقْنا
نملأُ الدنيا صدىً عَذْباً شجيَّا
وبها نتلو كتابَ اللهِ غَضَّاً
مثلَما أنزله اللهُ طَريَّا
لغةٌ ما سافرَ الإبداعُ فيها
سَفَراً، إلاَّ أعادتْه فَتيَّا
ليستِ البحرَ، ففي البحر غُثاءٌ
وهي تُعطي ماءَها عَذْباً نَقيَّا
دُرُّها أَصْفَى من الدُّرِّ وأغلى
فهي لا تحمل دُرَّاً صَدَفيَّا
هي بَحْرٌ من بيانٍ لم يُخالطْ
ماءَه مِلْحٌ، ولم يَحمِلْ عَصيَّا
لغةٌ أَسْفَرَ عنها الفجرُ، وَجْهاً
ساحرَ العينينِ رَيَّانَ المُحَيَّا
وُلِدَتْ في حِضْنِ تاريخٍ عظيمٍ
خرجَتْ منه لنا خَلْقاً سَويَّا
مُنْذُ أنْ كان لها الشِّعرُ رداءً
مُحْكَمَ النَّسْجِ وثوباً قُرَشيَّا
لغةٌ يحملها هَدْيُ كتابٍ
صار كنزاً للمعاني أَبديَّا
قد حَباها سيِّدُ الخلق بياناً
صافيَ المعنى، وهَدْياً نَبويَّا
لغتي الفصحى أرى في مقلتيها
فَيْضَ دمعٍ قد جرى نَهْراً سَخيَّا
هي لا تبكي كما نبكي، ولكنْ
دَمْعُها يأتي نزفاً داخليَّا
شعر: عبدالرحمن صالح العشماوي
رَوْضُنا مازال بالخصْبِ نَدِيَّا
بُكْرَةً، يُثمِرُ فينا، وعَشيَّا
أَنْبَتَ الفُصحى لنا خيرَ نباتٍ
فَنَمَتْ لَفْظاً وحِسَّاً شاعريَّا
وازدهَتْ نَصَّاً بلاغيَّا بديعاً
يَمْلأُ النَّفْسَ شعوراً أَريحيَّا
واحةٌ يَسْتَمْنحُ الخِصْبُ ثَراها
خِصْبَه، يطلبُ منها النَّبْعُ رِيَّا
أيَّها السائلُ عنا في زمانٍ
ذاقَ فيه الناسُ بُؤْساً «عَوْلميَّا»
من جذور الُّلغةِ الفصحى انطلقْنا
نملأُ الدنيا صدىً عَذْباً شجيَّا
وبها نتلو كتابَ اللهِ غَضَّاً
مثلَما أنزله اللهُ طَريَّا
لغةٌ ما سافرَ الإبداعُ فيها
سَفَراً، إلاَّ أعادتْه فَتيَّا
ليستِ البحرَ، ففي البحر غُثاءٌ
وهي تُعطي ماءَها عَذْباً نَقيَّا
دُرُّها أَصْفَى من الدُّرِّ وأغلى
فهي لا تحمل دُرَّاً صَدَفيَّا
هي بَحْرٌ من بيانٍ لم يُخالطْ
ماءَه مِلْحٌ، ولم يَحمِلْ عَصيَّا
لغةٌ أَسْفَرَ عنها الفجرُ، وَجْهاً
ساحرَ العينينِ رَيَّانَ المُحَيَّا
وُلِدَتْ في حِضْنِ تاريخٍ عظيمٍ
خرجَتْ منه لنا خَلْقاً سَويَّا
مُنْذُ أنْ كان لها الشِّعرُ رداءً
مُحْكَمَ النَّسْجِ وثوباً قُرَشيَّا
لغةٌ يحملها هَدْيُ كتابٍ
صار كنزاً للمعاني أَبديَّا
قد حَباها سيِّدُ الخلق بياناً
صافيَ المعنى، وهَدْياً نَبويَّا
لغتي الفصحى أرى في مقلتيها
فَيْضَ دمعٍ قد جرى نَهْراً سَخيَّا
هي لا تبكي كما نبكي، ولكنْ
دَمْعُها يأتي نزفاً داخليَّا