تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحمار المقدس


نايف
11-11-2024, 11:54 PM
يُحكى أنه كان ملكا له مستشارا عرف بالذكاء والحكمة.
فأرسل إليه في ساعة متأخرة من الليل حتى يستفسر
عن أمر أرقه وأقلقه. ولما جاؤوه بمستشاره وقد ظهر
عليه الخوف والهلع. ومثل بين يديه، قال له الملك
إسمع أيها المستشار: لقد اخترتك من بين كل
المستشارين لمعرفتي التامة بأنك أرجحهم عقلاً
وأشدّهم ذكاء؟

فرد المستشار وهو ينحني إجلالا: شكرا يا مولاي
وسأكون إن شاء الله عند حسن ظنك؟
فقال الملك : أتعلم أنني لم أنم ليلتي هذه
لأن هنالك سؤال يؤرقني وأريد منك الإجابة عنه
بحيث تستند اجابتك إلى دليل قاطع.

فقال المستشار لا تقلق يا مولاي اسأل وسأجيبك
عنه باذن الله! 
قال الملك : اريد أن أعرف منك
أيهما أفضل الحظ أم القداسه؟
فرد المستشار بدون أي مقدمات:

القداسة طبعاً يامولاي!
ضحك الملك وقال له:
أما أنا أظن العكس وسأعطيك الدليل القاطع
على ما أقول..
فقال المستشار أعطني حجتك يامولاي ثم بعد ذلك
أعطني فرصتي لأثبت لك حجتي. فوافق الملك.

خرجا في صباح اليوم التالي إلى أحد الأسواق
ووقف الملك يتامل في وجوه رعيته حتى راى عتالاً
بائساً جداً فأمر حرسه بجلبه إلى القصر
ثم أمرهم أن يطعموه ويلبسوه الملابس الفاخره
ثم جعله وزيرا* وأدخله الى مجلسه وقد تغير تماما.*
فاندهش المستشار عندما رأى أن العتال أصبح وزيراً!

فقال الملك للمستشار: أيهما أفضل الآن
الحظ ام القداسة؟

فرد المستشار أعطني فرصتي يامولاي كما وعدتني
غدا سأثبت لك أن رأيي هو الأصح!

اصطحب المستشار الملك إلى السوق في اليوم التالي
ووقف يتأمل وإذا به يرى حماراً منهكا وسخا وهزيلا
من التعب فاقترب منه وبدأ يتحسسه ويتلمسه
والناس ينظرون إليه باستغراب حتى تجمهروا
من حوله.
ثم قال بصوت عالً: أيها الناس أتعلمون أن هذا الحمار
طالما حمل على ظهره أحد أنبياء الله.
فقد ذُكر وصفه في الكتاب الفلاني نقلاً عن فلان ابن فلان.
هذا الحمار من أهل الجنة وهو مبارك وتحل البركة معه
أينما حل.

ثم قال للملك سنعود بعد ثلاثة ايام يامولاي لأريك
حال هذا الحمار المسكين الذي تراه كيف سيكون
وعندما عادا بعد الأيام الثلاثه 
 وجدوا الحمار الاجرب
قد اصبح مزارا وملئت أذناه نذوراً والناس يتبرّكون به.
فهذا يطعمه وذاك يغسله وتلك تأخذ شعرة منه لتتزوج
وتلك تتمسّح بمؤخرّته لتُرزق بطفل.
وقد أسكنوه في بيت نظيف وعينوا له من يقوم على خدمته
ويحضر له ألذ أكل الحمير … والحمار يسرح ويمرح
في اي مكان ويأكل ويشرب من أي بيت يريد والكل يقوم
بتقديسه ويتبرك به .

عندها قال المستشار للملك : الآن يا مولاي
أيهما افضل ؟
 طأطأ الملك راسه فابتسم المستشار
وقال له: أتعلم يا مولاي مالفرق بين الحظ والقداسة؟

قال الملك ؛ 
لا. قل لي مالفرق؟

قال له المستشار: أنت يا مولاي ألبست ذلك العتال
ثوب العافية والمال والسلطة.
وهذا ثوبً زائل لأنك تستطيع سلبه اياه

أما أنا فقد ألبست هذا الحمار ثوب القداسة
وهذا الثوب لا يمكن أن يسلبه منه أحد 
حتى انت يا مولاي!

فالقداسة إذا إمتلكها حتى حمار يصعب سحبها منه.
فما عساك تفعل إن إمتلكها إنسان
فكم من حمار مقدس في مجتمعاتنا ولا يجرأ أحد
حتى أن يسأل …. لماذا منحت له القداسه ؟؟

جوانا
11-12-2024, 12:02 AM
قصه فيها الكثير من الدروس والعبر :381:

بتشكرك كتير نايف ع الموضوع الجميل :381:

راما
11-12-2024, 09:15 AM
،.

قصّه جميله
فيها من الحكمة والمعرفة

شكراً لك
نايف
على الأثر الرّاقي
:123:

نايف
11-12-2024, 08:51 PM
قصه فيها الكثير من الدروس والعبر :381:

بتشكرك كتير نايف ع الموضوع الجميل :381:

نورتي الموضوع جوانا
شكرا على عطر المرور
وروعة التعليق

نايف
11-12-2024, 08:51 PM
،.

قصّه جميله
فيها من الحكمة والمعرفة

شكراً لك
نايف
على الأثر الرّاقي
:123:

هلا فيك راما
سعدت بمرورك وتعليقك
شكرا الله يسعدك

أمَوآج آلشَرقَيهہْ♥
11-13-2024, 10:47 PM
قصه جميله ..
شكرآ لك على هيك إختيار ..
وسلمت الإيادي لآشلت ..
-

متأمل
11-13-2024, 10:52 PM
ً
ً

قصة ملهمة وفيها حكم وعبر
احسنت الاختيار


سلمت نايف


تقديري

بسام البلبيسي
11-14-2024, 10:51 PM
هلا نايف .
كم حماراً ألبسه الجهلة ثوب القداسة فسلب العقول وحوّل الأنظار ، كم من متحيّل ركب ظهور الجهلة فقادهم وساسهم … كم من وضيع المستوى وعديم الذمة صار بفضل بروباجندا الإعلام سياسيا لشعب مغفّل .!؟؟
ان الشعب الذي ينتخب الفاسدين والانتهازيين والمحتالين والناهبين والخونة يكون كمن ألبس الحمار ثوب القدسية، وهو لا يعتبر ضحية ، بل يعتبر حتماً شريكا في الجريمة .
بسااااااااااااااااااااااااااام

رآنيا
12-07-2024, 11:21 AM
الله يقويك ويعطيك العافية يارب ع الطرح الجميل

~