علي
10-11-2024, 01:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصيدة ما خانك الحرف
،
ما خانك الحرف أوشحت بك الفكر
كلا ولا في قعود صابك الخدر
فأنت كالنهر في مغناه مندفع
وأنت كالضوء لا تخبو وتنحسر
تغوص للعمق تجلو من غياهبه
سحائبا من رؤاها جلجل المطر
فما ترى مؤنسا غير الحروف إذا
شمرت ثوبا ونار الشعر تستعر
لا لست كالطفل وارى سوء خيبته
بأدمع في عيون رقؤها عسر
فما الذي قد جرى حتى أتيت إلى
أخيك في لحظة باليأس تعتذر
فما رميت ولكن الإله رمى
بعذب ما قلت حتى أينع الثمر
وما نأيت عن الأحباب أو همدت
مشاعر الحب أو أزرى بك الكبر
أتيتني يا رفيق الحرف تطلبني
ردا على نبضك الحاني وتنتظر
أتيتني في أماسي الأنس تمنحني
قلادة في حلاها تلمع الدرر
خذها من الطائر الغريد ملحمة
طويلة ليس في سلسالها قصر
أما علمت بأن الشعر مفخرة
لشاعر إن تجلى يبرز الخطر
فمن يقوم مقامي أو يسد مكا
ني أو يعي بعض ماينسى ويبتدر
أما تراني أصوغ الحرف جارية
مراكبي وعباب الشعر يأتمر
أحيي به خاملا ما هزه شجن
أو شده شاعر أو راقه خبر
به أعيد بعيدا تاه في كتل
من الخواء وزاغ العقل والبصر
به أجود ولم أطلب له ثمنا
و من تجرأ وارى حسنه قتر
أسوقه نحو ما أبغي وأسهره
ليلا فيصعد من أمري وينحدر
تهزهز الليل أنغامي فتطربه
وفي يميني بساح الملتقى قمر
رشيق قد يدير الكأس من فمه
كما يريد وفي ألحاظه حور
ومن لمى شادن يفتر مبسمه
عن لؤلؤ بت يرويني وأبتكر
وأسكب النغمة الحمراء في جدد
فسيحة كلهيب النار تنتشر
وأوقف الحرف في ردفيه إن وقفت
خطاه أو قادها للكاتب الخفر
بحسنه كنت أروي النفس تغسله
عيني وفي لهفة يسري به السهر
أرافق النجم في العليا ولي ألق
بأحرف زاد من تهويمها وتر
فجئت والهالة البيضا ترافقني
و قد رماني على أبياتك القدر
إذ جاءني الشعر سيلا ملء أودية
و هاطلا من غياث المزن ينهمر
وما تخلف عن بوحي ولا وقفت
ما بيننا فتنة عميا ولا ضرر
أنا الذي يمخر الآفاق لي أدب
معتق في مداه الكون يفتخر
أنا الذي يحذر المغرور صولته
وليس ينفع من لم يعقل الحذر
أنمى إلى سيد الوادي وتتبعه
روحي وفي نهجه كم تعبق السير
وبي تسافر للأفهام ذائقة
و بي يغامر من في نفسه خور
وبي يعود إلى ليلاه منقطع
و بي يرى الحق من في عينه خزر
في كل صقع غني كان لي بلد
و كل ساح ثري كان لي أثر
وفي قصيدي لكل الصحب أغنية
بها تثور المنى بل تنطق الصور
يود من يدعي شعرا بأن له
إلى جواري مقاما فيه ينصهر
فيجتلي من غنائي ما يطيب وما
يلذ في نشوة ما غالها ضجر
إني أنا الشعر إن دبجت قافية
بديعة كان لي الإيراد والصدر
فإن أقمت ففي قصر عرفت به
و إن رحلت فمني يعشب السفر
وإن تغزلت يوما لم أجد حرجا
و إن هجوت فما في ثورتي نظر
وإن رثيت فلم أبخل بمكرمة
و إن مدحت فلا زيف ولا هذر
أعيش بالشعر مختالا ولا عجب
إذا سرى بي لشدو ساحر وطر
.
لـ أحمد المتوكل بن علي النعمي
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصيدة ما خانك الحرف
،
ما خانك الحرف أوشحت بك الفكر
كلا ولا في قعود صابك الخدر
فأنت كالنهر في مغناه مندفع
وأنت كالضوء لا تخبو وتنحسر
تغوص للعمق تجلو من غياهبه
سحائبا من رؤاها جلجل المطر
فما ترى مؤنسا غير الحروف إذا
شمرت ثوبا ونار الشعر تستعر
لا لست كالطفل وارى سوء خيبته
بأدمع في عيون رقؤها عسر
فما الذي قد جرى حتى أتيت إلى
أخيك في لحظة باليأس تعتذر
فما رميت ولكن الإله رمى
بعذب ما قلت حتى أينع الثمر
وما نأيت عن الأحباب أو همدت
مشاعر الحب أو أزرى بك الكبر
أتيتني يا رفيق الحرف تطلبني
ردا على نبضك الحاني وتنتظر
أتيتني في أماسي الأنس تمنحني
قلادة في حلاها تلمع الدرر
خذها من الطائر الغريد ملحمة
طويلة ليس في سلسالها قصر
أما علمت بأن الشعر مفخرة
لشاعر إن تجلى يبرز الخطر
فمن يقوم مقامي أو يسد مكا
ني أو يعي بعض ماينسى ويبتدر
أما تراني أصوغ الحرف جارية
مراكبي وعباب الشعر يأتمر
أحيي به خاملا ما هزه شجن
أو شده شاعر أو راقه خبر
به أعيد بعيدا تاه في كتل
من الخواء وزاغ العقل والبصر
به أجود ولم أطلب له ثمنا
و من تجرأ وارى حسنه قتر
أسوقه نحو ما أبغي وأسهره
ليلا فيصعد من أمري وينحدر
تهزهز الليل أنغامي فتطربه
وفي يميني بساح الملتقى قمر
رشيق قد يدير الكأس من فمه
كما يريد وفي ألحاظه حور
ومن لمى شادن يفتر مبسمه
عن لؤلؤ بت يرويني وأبتكر
وأسكب النغمة الحمراء في جدد
فسيحة كلهيب النار تنتشر
وأوقف الحرف في ردفيه إن وقفت
خطاه أو قادها للكاتب الخفر
بحسنه كنت أروي النفس تغسله
عيني وفي لهفة يسري به السهر
أرافق النجم في العليا ولي ألق
بأحرف زاد من تهويمها وتر
فجئت والهالة البيضا ترافقني
و قد رماني على أبياتك القدر
إذ جاءني الشعر سيلا ملء أودية
و هاطلا من غياث المزن ينهمر
وما تخلف عن بوحي ولا وقفت
ما بيننا فتنة عميا ولا ضرر
أنا الذي يمخر الآفاق لي أدب
معتق في مداه الكون يفتخر
أنا الذي يحذر المغرور صولته
وليس ينفع من لم يعقل الحذر
أنمى إلى سيد الوادي وتتبعه
روحي وفي نهجه كم تعبق السير
وبي تسافر للأفهام ذائقة
و بي يغامر من في نفسه خور
وبي يعود إلى ليلاه منقطع
و بي يرى الحق من في عينه خزر
في كل صقع غني كان لي بلد
و كل ساح ثري كان لي أثر
وفي قصيدي لكل الصحب أغنية
بها تثور المنى بل تنطق الصور
يود من يدعي شعرا بأن له
إلى جواري مقاما فيه ينصهر
فيجتلي من غنائي ما يطيب وما
يلذ في نشوة ما غالها ضجر
إني أنا الشعر إن دبجت قافية
بديعة كان لي الإيراد والصدر
فإن أقمت ففي قصر عرفت به
و إن رحلت فمني يعشب السفر
وإن تغزلت يوما لم أجد حرجا
و إن هجوت فما في ثورتي نظر
وإن رثيت فلم أبخل بمكرمة
و إن مدحت فلا زيف ولا هذر
أعيش بالشعر مختالا ولا عجب
إذا سرى بي لشدو ساحر وطر
.
لـ أحمد المتوكل بن علي النعمي