نقاء الورد
09-10-2024, 11:30 AM
-يَقُولُ أَحَدهمْ:
"بَعْدَ يَوْمٍ طَوِيلٍ وَصَعْبٍ مِنَ الْعَمَلِ وَضَعَتْ أُمِّي الطَّعَامَ أَمَامَ أَبِي عَلَى الطَّاوِلَةِ وَبِجَانِبِهِ خُبْزًا مُحَمَصًا لَكِنَّ الْخُبْزَ كَانَ مَحْرُوقًا تَمَامًا أَتَذَكَّرُ أَنَّنِي إرْتَقَبْتُ طَوِيلًا كَي يَلْحَظَ أَبِي ذَلِكَ وَلَا أَشُكُّ عَلَى الْإِطْلَاقِ أَنَّهُ لَاحَظَهُ إِلَّا أَنَّهُ مَدَّ يَدَهُ إِلَى قِطْعَةِ الْخُبْزِ وَابْتَسَمَ لِوَالِدَتِي وَسَأَلَنِي كَيْفَ كَانَ يَوْمِي فِي الْمَدْرَسَةِ..؟
لَا أَتَذَكَّرُ بِمَاذَا أَجَبْتُهُ، لَكِنَّنِي أَتَذَكَّرُ أَنِّي رَأَيْتُهُ يَدْهُنُ قِطْعَةَ الْخُبْزِ بِالزُّبْدَةِ وَالْمُرَبَّى وَيَأْكُلُهَا كُلَّهَا، عِنْدَمَا نَهَضَتُ عَنْ طَاوِلَةِ الطَّعَامِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ أَتَذَكَّرُ أَنِّي سَمِعْتُ أُمِّي تَعْتَذِرُ لِأَبِي عَنْ حَرْقِهَا لِلْخُبْزِ وَهِيَ تُحَمِصُهُ وَلَنْ أَنْسَى رَدَّ أَبِي عَلَى اعْتِذَارِ أُمِّي:
«حَبِيبَتِي لَا تَكْتَرِثِي بِذَلِكَ أَنَا أُحِبُّ أَحْيَانًا أَنْ آكُلَ الْخُبْزَ مُحْمَصًا زِيَادَةً عَنِ اللُّزُومِ» وَأَنْ يَكُونَ بِهِ طَعْمُ الْإِحْتِرَاقِ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عِنْدَمَا ذَهَبْتُ لِأَقَبِلَ وَالِدِي قُبْلَةَ تُصْبِحُ عَلَى خَيْرٍ سَأَلْتُهُ إِنْ كَانَ حَقًّا يُحِبُّ أَنْ يَتَنَاوَلَ الْخُبْزَ أَحْيَانًا مُحْمَّصًا إِلَى دَرَجَةِ الْإِحْتِرَاقِ..!!! فَضَمَّنِي إِلَى صَدْرِهِ وَقَالَ لِي هَذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِي تَبْعَثُ عَلَى التَّأَمُّلِ... يَاإبنِي أُمَّكَ الْيَوْمَ كَانَ لَدَيْهَا عَمَلٌ شَاقٌّ وَقَدْ أَصَابَهَا التَّعَبُ وَالْإِرْهَاقُ فِي يَوْمِهَا، إِنَّ قِطْعَةٌ مِنَ الْخُبْزِ الْمُحَمَصِ زِيَادَةً عَنِ اللُّزُومِ أَوْ حَتَّى مُحْتَرِقِةٌ لَنْ تَضُرَّ لِحَدِّ الْمَوْتِ، الْحَيَاةُ مَلِيئَةٌ بِالْأَشْيَاءِ النَّاقِصَةِ وَلَيْسَ هُنَاكَ شَخْصٌ كَامِلٌ، لَنَعِيبَ فِيهِ عَلَيْنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ كَيْفَ نَقْبَلُ النُّقْصَانَ فِي الْأُمُورِ وَأَنْ نَتَقَبَّلَ عُيُوبَ الْآخَرِينَ وَهَذَا مِنْ أَهَمِّ الْأُمُورِ فِي بِنَاءِ الْعَلَاقَاتِ وَجَعْلِهَا قَوِيَّةً مُسْتَدِيمَةً خُبْزُ مُحْمَّصٌ مَحْرُوقٌ قَلِيلًا لَايَجِبُ أَنْ يَكْسِرَ قَلْبًا جَمِيلًا فَلْيَعْذَرِ النَّاسُ بَعْضَهُمْ الْبَعْضَ فَكُلُّ شَخْصٍ لَايَعْرِفُ ظُرُوفَ الْآخَرِينَ."
"بَعْدَ يَوْمٍ طَوِيلٍ وَصَعْبٍ مِنَ الْعَمَلِ وَضَعَتْ أُمِّي الطَّعَامَ أَمَامَ أَبِي عَلَى الطَّاوِلَةِ وَبِجَانِبِهِ خُبْزًا مُحَمَصًا لَكِنَّ الْخُبْزَ كَانَ مَحْرُوقًا تَمَامًا أَتَذَكَّرُ أَنَّنِي إرْتَقَبْتُ طَوِيلًا كَي يَلْحَظَ أَبِي ذَلِكَ وَلَا أَشُكُّ عَلَى الْإِطْلَاقِ أَنَّهُ لَاحَظَهُ إِلَّا أَنَّهُ مَدَّ يَدَهُ إِلَى قِطْعَةِ الْخُبْزِ وَابْتَسَمَ لِوَالِدَتِي وَسَأَلَنِي كَيْفَ كَانَ يَوْمِي فِي الْمَدْرَسَةِ..؟
لَا أَتَذَكَّرُ بِمَاذَا أَجَبْتُهُ، لَكِنَّنِي أَتَذَكَّرُ أَنِّي رَأَيْتُهُ يَدْهُنُ قِطْعَةَ الْخُبْزِ بِالزُّبْدَةِ وَالْمُرَبَّى وَيَأْكُلُهَا كُلَّهَا، عِنْدَمَا نَهَضَتُ عَنْ طَاوِلَةِ الطَّعَامِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ أَتَذَكَّرُ أَنِّي سَمِعْتُ أُمِّي تَعْتَذِرُ لِأَبِي عَنْ حَرْقِهَا لِلْخُبْزِ وَهِيَ تُحَمِصُهُ وَلَنْ أَنْسَى رَدَّ أَبِي عَلَى اعْتِذَارِ أُمِّي:
«حَبِيبَتِي لَا تَكْتَرِثِي بِذَلِكَ أَنَا أُحِبُّ أَحْيَانًا أَنْ آكُلَ الْخُبْزَ مُحْمَصًا زِيَادَةً عَنِ اللُّزُومِ» وَأَنْ يَكُونَ بِهِ طَعْمُ الْإِحْتِرَاقِ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عِنْدَمَا ذَهَبْتُ لِأَقَبِلَ وَالِدِي قُبْلَةَ تُصْبِحُ عَلَى خَيْرٍ سَأَلْتُهُ إِنْ كَانَ حَقًّا يُحِبُّ أَنْ يَتَنَاوَلَ الْخُبْزَ أَحْيَانًا مُحْمَّصًا إِلَى دَرَجَةِ الْإِحْتِرَاقِ..!!! فَضَمَّنِي إِلَى صَدْرِهِ وَقَالَ لِي هَذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِي تَبْعَثُ عَلَى التَّأَمُّلِ... يَاإبنِي أُمَّكَ الْيَوْمَ كَانَ لَدَيْهَا عَمَلٌ شَاقٌّ وَقَدْ أَصَابَهَا التَّعَبُ وَالْإِرْهَاقُ فِي يَوْمِهَا، إِنَّ قِطْعَةٌ مِنَ الْخُبْزِ الْمُحَمَصِ زِيَادَةً عَنِ اللُّزُومِ أَوْ حَتَّى مُحْتَرِقِةٌ لَنْ تَضُرَّ لِحَدِّ الْمَوْتِ، الْحَيَاةُ مَلِيئَةٌ بِالْأَشْيَاءِ النَّاقِصَةِ وَلَيْسَ هُنَاكَ شَخْصٌ كَامِلٌ، لَنَعِيبَ فِيهِ عَلَيْنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ كَيْفَ نَقْبَلُ النُّقْصَانَ فِي الْأُمُورِ وَأَنْ نَتَقَبَّلَ عُيُوبَ الْآخَرِينَ وَهَذَا مِنْ أَهَمِّ الْأُمُورِ فِي بِنَاءِ الْعَلَاقَاتِ وَجَعْلِهَا قَوِيَّةً مُسْتَدِيمَةً خُبْزُ مُحْمَّصٌ مَحْرُوقٌ قَلِيلًا لَايَجِبُ أَنْ يَكْسِرَ قَلْبًا جَمِيلًا فَلْيَعْذَرِ النَّاسُ بَعْضَهُمْ الْبَعْضَ فَكُلُّ شَخْصٍ لَايَعْرِفُ ظُرُوفَ الْآخَرِينَ."